شاعر.. لا يمت بصلة الى العالم الذي يعيش داخله حيث الصراعات على اشدها، فهو مسالم لا يمتلك من حياته غير ضحكة خجولة ووجه مترع بالحياء وكتب يقرؤها تارة ويبيعها تارة اخرى على رصيف شارع المتنبي، رأسماله كلمات يترجم بها مشاعره، مرة شعرا ومرة اخرى رواية.
* عرّف لنا نفسك؟
- كنت ولا ازال - شبح في العالم - يتنقل بين منازل الفقراء.
* من اختار لك الشعر؟
- ربما يكون العوز والحساسية المفرطة هما اللذان يخلقان الشعر في قعر روح الانسان الذي يريد ان يمد طيفه على الارض قبل ان يتجسّد على الورق؛ لأنّ ثمة ما يخذله ويحد من علوه فيلجأ الى الاماكن المعتمة في داخله حيث يغفو الشعر ليظهر الى العلن.
* متوزّع أنت ما بين الشعر والرواية؟ ما الذي تريده منهما؟
- الرواية والشعر ملتصقان ببعض، انا قارئ ممتاز للرواية كما يقول الكثيرون من معارفي، قرأت آلاف الروايات الصغيرة والكبيرة وكتبت عدة روايات تجريبية تحمل بين طياتها روح الشعر.
* هل الاحباط يدفعك الى كتابة الشعر او السرور؟
- اعتقد ان الفرح والسرور يدفعان الشاعر لكتابة شعره، وهما يتقاسمان هذه الوظيفة عندما يفرح الانسان يرقص بروحه وعندما يحزن يقدّم جسده تراجيديا يعجز عن تقديمها كل ملوك التراجيديا في
العالم.
* ما الأفضل عندك: نشر قصائدك فرادى في الصحف والفيس بوك ام كمجموعات؟
- أفضل نشر شعري في مجاميع وعلى الفيس بوك، الصحف فقدت الاهتمام بها منذ سنوات لم تعد عامل جذب لي، واذا كنت انشر في بعض الدوريات العربية فهذا من اجل
التغيير ليس إلّا.
* كم من الوقت يستغرق لديك اصدار مجموعة، وهل يساورك القلق حينها ولماذا؟
- اقرأ بشكل يومي واكتب بشكل يومي، ولديّ دفاتر مخطوطة لاحصر لها تنام منذ سنوات في كراتين، مجاميع شعرية وروايات ومقالات، وعندما اجد دار نشر خارج العراق تطلب ان اتعامل معها أستل اي دفتر من هذه الدفاتر وارسله لهم، اما بخصوص ماتسميه القلق اعتقد انه معدوم لديّ
بالمطلق.
* ما الذي يجذبك اكثر في نشر نصوصك القصيرة على الفيس بوك؟
- اعتقد ان نشر القصائد القصار يديم حلقة التواصل فنحن كائنات اجتماعية كما تعرف، بصرف النظر عن كوننا نحمل في جيناتنا فيروس العدمية.
* هل يهمك رأي قراء الفيس بوك ؟
- لا أهتم، الفيس بوك جادة كما تعرف، طريق آخر لا تقدر ان تقف وسطه لتتمحص تقييمات غير متخصصين في عمل هو جزء من روحك وتظنّه رفيعا.
* كيف تنظر الى شهرة الشاعر العراقي والعربي حاليا؟
- عندما يحصل الشعراء على الانتشار فهذا يحدث غالبا بسبب عوامل سياسية واجتماعية وسوقية وليس بسبب قيمة شعرهم، يوجد لدينا شعراء
اصبحوا نجوما كما تعرف يقدمون برامج في التلفزيون والناس تعرفهم رغم انهم والشعر على طرفي نقيض ولدينا ايضا شعراء كبار لا احد يعرفهم.
* أيّهما أصعب بالنسبة لك : قصيدة النثر ام الموزونة أم المقفاة؟
- قصيدة النثر أصعب كثيرا لأنها لا تعتمد على معيار بنائي ثابت كما يحصل في الشعر العمودي او شعر التفعيلة.
* هل يهمك رأي النقاد في تجربتك الشعرية ؟
- استمتع احيانا لما يقوله البعض منهم، اجد فيه اشياء جدية وطريفة، انت تعرف ان النقد من العلوم الرصينة التي ينبغي التعامل معها بجدية لكن على الغالب ما نطالعه على صفحات دورياتنا مجرد تقييمات شخصية وهراء محض لا قيمة له بالمرة.
* متى شعرت أنّك لا تريد كتابة الشعر؟
- عندما احس باللاجدوى اتوقف عن كتابة الشعر واعيش حياتي شعرا، انت تعرف ان الشعر الحقيقي يوجد بين طيات
حياتنا.
* ما سر الاهتمام بجان دمو وكتاباته؟
- كان جان دمو من المكاريد، عراقي جميل ولديه نبل وكان يعاني من التهميش المطلق، وجدته حملا بين مجموعة من الذئاب حيا وميتا، واحببت ان امد له يد العون وهو خارج الحياة ليستعيد حياته وهو راقد رقدته الابدية لهذا اهتممت به وبشعره.
* في اي شيء يتفق الشعراء وعلى اي شيء يختلفون؟
- لأنّ الشعراء الفقراء لا يتصنّعون ولا يضعون أقنعة هم والشحة على طرفي نقيض، الشعراء لا يختلفون وانا هنا اضع كلمة الشعراء بين قوسين.
* متى كتبت آخر قصيدة غزليّة؟
- كتبت خزائن الليل وحكايات ومرائر، وهاتان المجموعتان تشغلان 400 صفحة تقريبا كانت في مجملها قصائد حب ورثاء، بعد تلك التجربتين انشغلت بثيم أخرى الفقر، الموت، الزمن ولم اكتب في هذا الموضوع إلّا نادرا.
* ما الذي يتأرجح في داخلك؟
- الاحساس بالظلم والتباين الكبير في حظوظ الناس الذي ينسب الى القوة العلية المحركة للكون.
* هل لك ان تعرّف شارع المتنبي وانت تقف متأملا إيّاه ساعات الجمعة ؟
- كائن يتنفّس امتزج بحياتي بشكل غريب به عشت اجمل سنوات حياتي واكثرها تعاسة، شارع يجر حيوات الذين مروا به بشكل يومي او بشكل عابر، لقد اصبح ذاكرة حية ومتنقلة واحيانا افكر ان موتي سيكون على رصيفه.
* أي طراز يستهويك من وسائل الاتصال الالكترونية السائدة في العالم؟
- شبكة الانترنت التي سهّلت التواصل بين الناس وأزالت الحواجز بين الاعراق والامم.