بغداد/ مآب عامر
صدر حديثاً عن دار الشؤون الثقافية ضمن سلسلة لغة كتاب بعنوان "النقد التصريفي في اللغة العربية" من تأليف سراء قيس إسماعيل محمود الألوسي، وقد جاء الكتاب في (٤٢٣) صفحة من القطع الكبير، قسمت على أربعة فصول، ومن موضوعاتها "النقد التصريفي، النقد التصريفي للشعر، النقد التصريفي في مصادر اللحن في اللغة ومراجعه، النقد التصريفي لمصادر التصريف، وغير ذلك".
ففي مبحث "النقد التصريفي للقراءات المتواترة (السبع)" تبين الباحثة اقسام القراءات المتواترة والشاذة، ففي الأولى تقول "هي قراءات القراء السبعة الذين أختارهم ابن مجاهد وأفردهم في كتاب من بين قراء كثيرين وذلك لتجرّدهم للقراءة وضبطها حتى صاروا في ذلك أئمة يقتدى بهم، ويرحل إليهم، ويؤخذ عنهم. ولتصديهم للقراءة نسبت إليهم فقيل: (قراءة نافع) و(قراءة عاصم). اضيفت إليهم لاختيارهم لها، ولزومهم لها، ودوامهم عليها، ولم تسند إليهم لأنّهم اخترعوها او اجتهدوا فيها، وذلك ان كل واحد منهم اختار، مما روى الخلف عن السلف من القراءات، ما هو الأحسن والأولى فالتزمه طريقة له، فاشتهر عنه، وعرف به ونسب اليه.
أما في (النقد التصريفي للقراءات الشاذة) فتشير الباحثة هنا إلى بقاء "القراءات الشاذة متفرقة في كتب التفسير والحديث، والنحو، وغريب اللغة، والأدب، والتاريخ، إلى أن أفرد لها ابن مجاهد مؤلفه *كتاب الشواذ*... وأفرد تلميذه الحسين بن خالويه القراءات الشاذة بمؤلفه *البديع*"
وتوضح المؤلفة في كتابها موضوعة "ما يفعله اختلاف الصيغ بالألفاظ" وجوب تبحر الناقد اللغوي في لغة الشعر وأن يكون "مطلعا على اسرارها، قد فقه خصائصها واحاط بها، مما ينجي ذوقه السليم، ويزيده بصيرة وقدرة على نقده، فلا يقف عند عتبة الصواب أو الخطأ فيه، بل يتجاوزه إلى الكشف عن مواطن الجودة أو الرداءة فيه، فيهتدى إلى دقائق فنه واسرار تعبيره وكنوز نصّه، سواء في الصوت كانت أم المفردة أم التركيب".
وتناولت الباحثة "كتب لحن العامة" وبأنّها ليست المقصود بمؤلفيها بالعوام وإنما هم "عوام المثقفين من الكتاب والادباء، الذين تتسرّب لغة الحياة العامة إلى كتاباتهم. وفي معنى العامة والخاصة يقول الجاحظ *اذا سمعتموني أذكر العوام فإنّي لستُ أعني الفلاحين والحشوة والصناع والباعة، ... العوام من أهل ملتنا ودعوتنا ولغتنا وأدبنا وأخلاقنا: الطبقة التي عقولهم واخلاقهم فوق تلك الأمم ولم يبلغوا منزلة الخاصة منا. على أنّ الخاصة تتفضل في الطبقات أيضا".
وفي الخاتمة تسجل الباحثة أهم نتائجها، ومنها "شاع عند العامة، وعند كثير من الخاصة أن الأحرف السبعة في قول رسول لله *إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسّر منه* هي القراءات السبع نفسها.... فـ (الأحرف السبعة) هي سبع لغات من لغات العرب، وهي القرآن، لأنّه وحي منزل على النبي، أما القراءات السبعة فهي: سبع قراءات انتخبها ابن مجاهد"... "تصحيح الوهم الذي وقعت فيه الدكتورة خديجة الحديثي في قولها : *إنّ القراء السبعة عرب أقحاح*، اذ ليس في القراء السبعة من العرب غير أبي عمران عبد الله بن عامر اليحصبي، وابي عمرو بن العلاء المازني التميمي، والباقون هم موالٍ".