عصيٌّ على النسيانِ...

ثقافة 2019/12/14
...

وليد حسين
 
دعتني.. وقلبي قد تنامتْ
ظواهرُهْ
أماط عُزُوفاً
يوم جدَّتْ بشائرُهْ
يطلُّ على الدنيا
بفيض مشاعرٍ
يخالُط شوقاً
أنهكتهُ أواصرُهْ
فكان انثيالُ الوجدِ
عيناً ترقرقت
بها من غزيرٍ
أودَعَتهُ محابِرُهْ
فكم يشتهي ذاك اللقاءَ
ومهجةً
تُزيحُ غباراً آنستهُ بوادرُه
يداعبُ دَفقَ الروح
لو مرَّ طيفُها
وينفذ في الرؤيا
يراها تبادرُهُ
تعرّضَ للذكرى
يبيتُ على الجوى
وليتَ لقاءَ الغيبِ
تشدو أزاهرُهْ
ويعتصرُ الآمالَ حتى تفجّرتْ
ينابيعُ قلبٍ
منذُ عُسفٍ تُغادِرُهْ
ويمتهنُ الأحساس
قد طالَ سعيُهُ
بغير انسكابِ الذاتِ..
سالتْ محاجرُهْ
ويلتمسُ الاِنصاتَ
إنْ جاء ذكرُها
وكان لها صوتٌ تعالتْ حناجرُهْ
ويبقى صموتا إنْ تعذّرَ منطقٌ
كأنّ لساني..
شيعتهُ زواجرُه
فعاشَ صَريعاً
يبتغي الوصلَ بيننا
ومهما تردّى في شحوبٍ تؤازرُهْ
وتَغِلبهُ الساعاتُ
تبتزُّ صحوَهُ
فتلقاهُ مبثوثاً توالتْ مناكِرُه
أنا بين ذي شغفٍ
أراني مُعذٌّبا فأشقى طويلاً
باعدتني نواظِرُه
خوافقهُ الحرّى
تشيد دعائما
من السيرةِ البلهاء تُدنو قَناطِرُه
أتى يومَ كان القلبُ
يفترّ ماسكا
يناهضُ حزنا
سيّرتهُ خواطِرُه
إذا قام في جمعٍ تدلّت عَطُوفُهُ
ومال به وجدٌ
تهاوتْ مصادرُهْ
ولو شاءَ أن يكبو بغير ترددٍ
لما اتّخذَ الأعذارَ بئسَ جَرائرُه
رويدك..
لن يلقاك دون جنايةٍ
بجسمٍ غدت أسقامُهُ وأظافِرُه
وحسبك بالنكرانِ
لو هبَّ عاصفٌ
سبيلا.. وإنْ عَزّتْ عليك مصائرُهْ
أيسلو..؟
وكم أرخى لبرقٍ مساحةً
كأنّي بهِ يسعى..
وتلكَ ذخائرُهْ
عصيُّ على النسيانِ
ما نامَ جَفنُهُ
يطارحُ محبوبا بنبضٍ يشاطرُهْ
يقلبُّ أوجاعا
إذِ البينُ يُغتدي
وصمتُ انتظارٍ
إن تلوّت مواخِرُهْ
فما زال مرتاباً يحيطُ بهِ الأسى
خَفَى وجعاً للآنَ..
يرتدُّ ناكرُهْ
يحاول أنْ يَنسى..
يُحاور نَفسَه
ويغدو كئيباً أبعَدَتهُ مَحاورُهْ
فهل كان حبّاً
ما توهّمَ صادقٌ
وأقسى حروباً لو تعدُّ خسائرُهْ
لعل الذي أبقى 
لقلبِك سُلّماً
وطافَ به سبعاً ستعلو مَنائرُهْ..