مهرجان الفنون الاسلامية في الشارقة

ثقافة 2019/12/15
...

الشارقة / أمجد ياسين

 
 
افتتحت الاربعاء الماضي الدورة الثانية والعشرون من مهرجان الفنون الاسلامية، بحضور جماهيري كبير. يستمر المهرجان لغاية الحادي والعشرين من كانون الثاني 2020.مثل مهرجان هذه الدورة والذي حمل شعار "مدى" امتدادا لمشروع امارة الشارقة الثقافي والتنويري الذي يحظى برعاية سامية من قبل حاكم الشارقة، اذا تفردت الامارة بجعل الثقافة رسالة وهوية لها لما تمتلكه من بعد حضاري يكتنز الكثير من المنطلقات الفكرية والثقافية التي تركز على الانسان كقيمة عليا وتنطلق منها لتبحث في الهوية العربية والاسلامية والتوسع فيها وتصديرها الى الواجهة الثقافية العربية والعالمية من جديد، وما ثيمة مهرجان هذا العام الا سلسلة متواصلة لابراز قيمة الموروث العربي والاسلامي لامتنا عبر استضافة العديد من الاعمال الفنية العربية والعالمية التي تنطلق من شعار ينفتح على الكثير من التأويلات الفكرية والفلسفية، فهو مزيج من الواقع والخيال، تضمن برنامج الافتتاح الذي احتضنه متحف الشارقة للفنون الكشف عن 31 عملا فنيا مشاركا، تميزت الاعمال بطابعها الحداثي، اذا مالت اغلبها الى الفن التركيبي Installation art . 
 
مشاركات
شاركت الفنانة الامارتية عزة القبيسي بعمل حمل عنوان "تراكيب"، انطلقت الفنانة من عملها في مجال صناعة الحلي والمجوهرات التي درستها في جامعة لندن غيلدهول ثم دراستها للماجستير في الانماط الزخرفية المستخدمة في العاصمة ابو ظبي لتقدم عملا يحاكي ثيمة المهرجان والبيئة المحلية، 
كما قدم الفنان فرانسيسكو ميراندا من الارجنتين عملا بعنوان "هذا رسم بقلم الرصاص"،  تستند اعمال ميراندا الى مجال الفنون البصرية ويتأثر بقوة الهندسة والطبيعة والهياكل العضوية والميكانيكية في وقت واحد فضلا عن الاناقة والجمال. مادة العمل كانت من الخشب والزجاج، والعمل عبارة عن طبقات متعددة من الاشكال الزخرفية، حملت لمسات من الفن الاميركي الجنوبي، وكأننا امام شكل ثلاثي الابعاد تتوسطه رسمه هندسية تكتنز الاشكال الهندسية الاسلامية من قوس ومربع وهلال. 
وقدم الفنان الاسباني خوسية كارلوس اعمالا فنية تنتمي الى ثقافة تراثية محضة، نذكر منها "اللقاء مع الله" ، "بلاط قصر الحمراء"، "الطريق"، "قوس الصيد"، "دمشق".. اذ استحضر اللوح الاموي الجلدي المذهب كجزء من تراث امتد الاف السنين في مجال تحويل المعادن سعيا للحصول على الذهب والثروة والسلطة مجسدا حلم البشرية. 
"نبأ" هو اسم العمل الفني للفنانة اليمنية دنيا الشطيري التي تشارك للمرة الاولى في المهرجان. تقول الفنانة ان "نبأ" هو نقل للعلاقة بين المشهد الصوتي والفن الاسلامي عبر صوت الانسان/ الاذان. تنطلق الفنانة من ان الصوت عبارة عن اهتزار وهو شيء غير مرئي ولكنه يؤثر في العواطف والمشاعر الانسانية، اذ حاولت نقل هذا التأثير غير الملموس عبر احساس المتلقي ببعد ثانٍ روحاني كصوت الاذان مثلا الذي يكرر خمس مرات يوميا، هناك اسئلة كثيرة يجب على الانسان ان ينفتح بها على الاحتمالات لانها ستجعل علاقة القضايا الروحانية تأخذ مداها بصورة اكبر. المشاركة المصرية في المهرجان كانت حاضرة عبر عدد من الفنانين التقت "الصباح" بافنان احمد عمر، قائلا، عملت دمجا بين اللون الاحمر والازرق وهما لونا عدسات النظارة لاعطاء بعد ثالث للعمل الفني المقدم، فيشعر المتلقي ان عليه ان يرى ابعادا اخرى ليكون داخل العمل وهذه هي الفكرة التي عملت عليها بأني لا اجعل هناك مدى محددا للمتلقي عندما يشاهد العمل، وان هناك اشياء كثيرة في العمل يحاول الوصول لها استنطاقا لمفهوم كلمة "مدى" التي تشي باللانهاية. 
 
ارقام واحصائيات
يقدم المهرجان 253 فعالية من معارض وورش فنية ومحاضرات وجداريات تستضيفها دائرة الثقافة في امارة الشارقة بالتعاون مع 28 جهة في الامارة نذكر منها مركز مرايا للفنون، والقصباء، وكلية الفنون في جامعة الشارقة، ومتحف الشارقة للخط، وبيوت الخطاطين، وجمعية الامارات للخط العربي والزخرفة الاسلامية، ودائرة الشؤون الاسلامية.. وغيرها الكثير من الجهات 
الرسمية. وتشمل الفعاليات 54 معرضا يحتضنها متحف الشارقة للفنون وواجهة المجاز المائية، ومسرح المجاز، ووجهات اخرى في الامارة. اذ يحتضن متحف الشارقة 31 معرضا لفنانين امارتيين وعرب واجانب، نذكر منها معرض الفنان المصري احمد قرعلي على مسرح المجاز وتحت عنوان "مبنى ينمو"، اما واجهة المجاز فسيتصدرها عمل الفنانين اليابانيين كاز شيران وكاينو ساكوما بعنوان "تامل / لعب" .يشارك في دورة هذا العام 108 فنانين من 31 دولة عربية هي الامارات والسعودية ومصر فضلا عن مشاركة كل من كولومبيا وايطاليا والمملكة المتحدة والارجنتين كما تشارك كل من استراليا وبلاروسيا للمرة الاولى في المهرجان، ومن المنتظر ان يقدم الفنانون 241 عملا فنيا، فيما سيتم تنظيم 160 ورشة فنية في الخط الاصيل الكوفي والنسخ والثلث وغيرها من الخطوط اشرف عليها اساتذة من دول عدة، فضصلا عن عقد دورتين تدريبيتين للخط.اما الجانب النظري فسيتضمن تقديم عشرين محاضرة حول الفنون الاسلامية، ولقاء حوارياً مباشراً بين الفنانين والجمهور. عبر استضافة 171 اعلاميا ومحاضرا وخطاطا ومشرفا للورش 
الفنية.