كتب الأستاذ حسب الله يحيى في الصفحة الثقافية لجريدة (الصباح) الغراء الصادرة يوم 4 كانون الاول 2019 مقالة مهمة عن المحاصصة في اتحاد الادباء.
أشار الأستاذ يحيى الى وجود ظاهرة ينفرد بها اتحاد الادباء في العراق عن بقية المنظمات العامة في العراق والجمعيات الثقافية مثل نقابة الصحفيين وجمعية المترجمين وسواهما، وهي وجود مكاتب للقوميات والاثنيات العراقية المتآخية مثل الكورد والتركمان والسريان، وان هذه المكاتب ينتخب مسؤولوها محاصصة في الانتخابات العامة للاتحاد، ولها مجلاتها ونشاطاتها التي تكلّف الكثير.
دعا الأستاذ حسب الى إلغاء هذه المكاتب واعتبار نشاطاتها ضمن النشاطات العامة للاتحاد من دون فرز قومي، فالكل عراقيون وكفى الاتحاد عراقيته.
أحسب أنّي وفقت في عرض آراء الأستاذ حسب، لأقول له:
كلا ياصديقي، فالموجود في اتحادنا من مكاتب ليس محاصصة بل اقرار بحق ثقافي ليس إلّا، وعلى القائمين على أمر الاتحاد – وهم أخوة أعزاء حقا – ألا يطرحوا موضوعا كهذا يفرّق ولا يجمع، فوجود المكاتب في اتحادنا ظاهرة اساسية تتعلق ببنية الاتحاد الثقافية، وماينطبق عليه لا ينطبق على نقابة الصحفيين التي لأقليم كردستان نقابته المشابهة، كما أن العمل في الاتحاد يعتمد اللغة نشاطا يختلف عن العمل في جمعيات المهندسين والجيولوجيين وما شابه.
إن وجود هذه المكاتب الوطنية - التي لست عضوا في أي منها باعتبار أرومتي العربية- مهمة لاثبات التنوع الثقافي وتجذيره داخل الهوية الثقافية العراقية بعامة، كما أنّ (الآباء المؤسسون) الذين تم انشاء هذه المكاتب زمنهم لم يفعلوا ذلك عبثا وصرفا لجهد ومال بل لأنّهم يقصدون احترام النشاطات الثقافية الوطنية وتنشيطها داخل خيمة الاتحاد الكبيرة التي أتشرف أن أشير أنّي كنت واحداً من أعضاء المؤتمر الأول فيها عام 1959، إذ انتخب الشاعر الكبير عبد الله كوران نائبا للجواهري وأنور المائي عضوا في الهيئة الادارية الأولى، وللأستاذ حسب الله يحيى أطيب
التحيات.