{طريق العلم».. مشكلات تنتظر الحلول

اسرة ومجتمع 2018/11/26
...

عبد الكناني
لم يكن مدير متوسطة طريق العلم الاستاذ يحيى حيدر صبر متوجسا في حديثه عن واقع مدرسته ولم يطلق اماني وردية او ينثر احلاما كبيرة مامولة من الصرح الذي يديره وتولى مسؤوليته. بل كان صريحا جريئا صادقا وهو يسرد حكاية هذا الصرح الذي اثبت انه ماوى محبب من قبل العوائل لانخراط اولادهم فيه ان كانوا من الرقعة الجغرافية ام من مناطق اخرى حرصت على الحصول على هذه الميزة لاولادهم لاستكمال مسيرتهم في طريق العلم مستلهمة الارادة والتصميم من اسم المدرسة ومن اخلاص وامانة ملاكها التدريسي وسمعتها الطيبة بين اقرانها من متوسطات المناطق المحيطة.
مشكلة غريبة
تحدث مدير المدرسة في مجلس الآباء الذي دعت اليه المتوسطة بكل وضوح وشفافية عن حال المدرسة التي تعاني اولا: من عدم حصولها على الكهرباء الوطنية لاسباب لايعرفها إلا من كان راسخاً في الواقع العراقي الجديد بعد التغيير الذي حصل في البلاد عام 2003  . وثانيا : لازدياد اعداد الطلبة فيها متجاوزا الطاقة الاستيعابية لها  حيث تجاوز عدد طلبتها “سبعمائة “ طالب ما جعل صفوفها تزدحم بحيث اصبحت كل قاعة دراسية من قاعاتها الثلاث عشرة تحوي قرابة ال “60”  طالبا او اكثر او اقل. واضطرت ادارة المدرسة تحت هذا الضغط  لتحويل احدى غرف المدرسات لصف تقليلا من الضغط الحاصل في الصفوف الاخرى. وثالثا : بسبب خشيته من سلم المتوسطة “الدرج” من الانهيار بسبب الكثافة الكبيرة والتي تسبب ضغطا عليه حين الدخول والخروج  للصفوف في الطابق الثاني لأن البناية شيدت بالدعامات الحديدية مع انه استنجد بالجهات الهندسية في الوزارة لايجاد حل لهذه المشكلة التي باتت تؤرقه مع الكهرباء التي تغذي المدرسة بصورة غير نظامية “ولم تنفع وتثمر محاولاته مع الجهات المختصة لمعالجتها”. وازدياد الاعداد الوافدة  والمقبولة بمدرسته هذا العام من خلال الموافقات الخاصة التي الزمته. بيد انه ومع هذه الصورة السوداوية كان متفائلا بقدرة مدرسته بتجاوز هذه المشاكل والمعضلات والمحافظة على سمعتها ومكانتها بين دور العلم الأولية في البلاد وفي بغداد خاصة بتعاون العوائل مع المدرسة من خلال متابعة المستوى الدراسي لابنائهم وحثهم على الدراسة والتفوق. الى جانب محافظتهم على نظافة المدرسة وحديقتها ومستلزمات الالعاب الرياضية التي وفرها فيها ومنها العاب”الطائرة والسلة والمنضدة” لتشجيع الطلبة على تنمية وتطوير هواياتهم الرياضية. وعدم العبث ببناية المدرسة والتفاني بالحضور والالتزام بالدوام الرسمي وعدم الهروب من الدوام والتسبب باشكالات غير محسوبة وربما اضراروحوادث.
 
مراقبة سلوكيات الطلبة 
مؤكدا على العوائل ان تراقب سلوكيات ابنائها وحثهم على احترام مدرسيهم ومدرساتهم والاحترام والمحبة فيما بينهم في الدروس وفي اوقات الفرصة وعدم اطلاق الكلام البذيء والجارح لزملائهم والالتزام بالزي المدرسي والابتعاد عن الممارسات الخاطئة مثل “السرقة والمزاح غير المؤدب” وزرع التربية الدينية عندهم وتوجيههم وتوعيتهم بمخافة الله واحترام المجتمع والمدرسة وعلى التعاون والتعاضد فيما بينهم واحتواء اية منغصات عند زملائهم ان كانت”نفسية او اقتصادية او اجتماعية” وافشاء روح المساعدة والتكافل من اجل تقوية الاواصر وتعميق الوشائج عندهم وبالتالي ينعكس هذا على واقعهم الدراسي ومستقبلهم وكذلك على المجتمع وحال البلاد الذي يحتاج الى اجيال متحابة واعية متفانية نظيفة مؤمنة متحمسة ملتزمة في اشاعة القيم الحميدة والنهوض بواقع البلاد مستقبلا لمحاربة الاثار والشوائب والتداعيات السلبية التي نخرت ومازالت تنخر فيه مثل الفساد الاداري والمالي المستشري الان بين مفاصل ومؤسسات البلاد وقلة الوعي عند بعض الشرائح مما جعل البلاد تعيش واقعا ماساويا في البنى التحتية والمتطلبات الاخرى التي تستوجبها حركة الحياة واحوال العباد “ان كان في صورة البلاد الزاهية المتطورة  والخدمات الضرورية لأستدامة الحياة ام في توفير فرص العمل  والنهوض بالمستوى العلمي والثقافي” وعدم الانجرار للتقليعات والصرعات الجديدة بالملابس وحلاقة الشعر او اي شكل من اشكال الموضة. والالتزام بالخلق الرفيع وعدم الضوضاء واطلاق الاصوات والغناء حين الخروج من المدرسة وازعاج الجيران والمنطقة والالتزام باداب الطريق وكذلك في داخل المدرسة لاحاطتها بالبيوت. 
 
تنظيم ومتابعة
واشار المديرالى  ان المدرسة مسيطر عليها من خلال متابعة المعاونين والمدرسين والكاميرات بالمدرسة وفرق الطلاب المنتخبة من الادارة من المجتهدين والواعين باهمية ودور المدرسة الذين يحرصون على تطويق المشاكل التي تحدث في الفرصة واغلبهم من طلاب الصف الثالث المتوسط . الى جانب توليهم تنظيم الالعاب الرياضية في المدرسة بمايستفيد منها جميع الطلاب في مزاولة هواياتهم . فضلا عن الانشطة الفنية والعلمية والثقافية في المناسبات الوطنية والدينية والفعاليات الخاصة بالمدرسة وهي تجربة تفردت بها المدرسة .
وكشف مدير المتوسطة عن اساليب خاصة لرفع المستوى العلمي للطلبة من خلال تبني افكار تساعد في ذلك مثل ابتكار امتحان اختياري لتحسين درجة الطالب. وجعل الامتحان في الدروس الاخيرة لأجل السيطرة على الطلبة الخارجين من قاعة الامتحانات وعدم التجمع في الساحة ممايؤدي الى التاثير في الطلبة الممتحنين وحدوث مشاكل بسبب المزاح بينهم وانشغال المدرسين بالامتحانات حيث يخرج الطالب بعد اداء الامتحان لبيته. علاوة على افكار اخرى تؤدي الى نتائج ايجابية للمدرسة والطالب. 
 
دعوة للتعاون
وطالب الاستاذ يحيى صبر اولياء الامور الذين حضروا الى التعاون مع المدرسة من خلال مجلس الاباء الذي انتخب لرئاسته السيد جواد والي وهو انسان متنور ومسؤول اداري من اهالي المنطقة لمعاونة المدرسة والمساعدة على التغلب على صعوباتها وحل مشاكلها . وقد اثنى عليها الحضور مبدين التعاون التام مع ادارة المدرسة بغية النهوض بواقع المدرسة والارتقاء بحالها لحال افضل . وشارك بعضهم في طرح افكار تساعد في تذليل المعوقات التي تعيق الواقع الدراسي ان كان في الاسلوب اوتحديد اهم النقاط وتبني الادوات التي تفضي الى متحققات ايجابية وحسنة تسهم في رفع المستوى وضبط السلوكيات وتوجيهها بما يخدم الطلبة والاسر والمعاونة في جعل المدرسة تحوز الثقة الكاملة والاطمئنان بكونها احدى المثابات التربوية الامينة والمخلصة في ظل الاوضاع المزرية التي تعاني منها البلاد الآن. شاكرين ادارة المدرسة وعلى راسهم الاستاذ يحيى مدير المدرسة على هذه المبادرة وتمنوا ان تتكرر لاجل الوصول الى ارقى الحالات والصور  التي تسهم في الحصول على المدرسة العراقية المثالية المرتجاة من خلال صورة متوسطة “طريق العلم انموذجا مشرقا” على الرغم من المشاكل المهمة التي تعاني منها المدرسة مثل “الكهرباء ومتانة البناية وصغرها وطاقتها الاستيعابية”.
 
الجهات المختصة
بقي ان نقول: ان هذا الاجتماع التربوي الاجتماعي والخطوة التي اقدمت عليها متوسطة “طريق العلم” والافكار التي طرحت فيها سواء من الادارة او الحضور من الآباء والامهات لهي بادرة ايجابية على قدر كبير من الأهمية لخدمة الطلبة والمدرسة والعوائل لما تنطوي عليه من نتائج طيبة لاحقا. بتأكيد ممن حضرالاجتماع بكلمات وتعقيبات وملاحظات وافكار تتعلق بالمشاكل والمعوقات التي تجابه المدرسة وكذلك ابناؤهم الطلبة في مشوار حياتهم الدراسية في المدرسة.