صبي الهتافات

ثقافة 2019/12/24
...

علي لفته سعيد
 
 
بإمكانك أن تقول للأشجار
لا عليّ بالثمر
ثمة باعةٌ متجولون يأتون لباب الدار بما يحملون
فلا تتعب نفسك بالقفزِ
بإمكانك أن تعيد ترتيل الآيات من جديد
بصوت لا يمرّ بـ( MP3) 
او بصورة (HD )
فلا تزيّن صوتك بالمقامات
بل يخالطه صوت انفجار
بإمكانك أن تلهو
او حتى تذكر الشيطان
أو تضع السماء على حاجبك الأيمن
وبإمكانك
أيتها الفتى
أن تمنحنا صبرًا
ودقّة رؤيةٍ
وتحوّل الحرب
الى ملهاةٍ
عذرًا
 الى ساحةٍ لكرة السلّة
ليس هناك كرةٌ منفوخةٌ بالهواء
بل هناك قنبلةٌ من دخان
رماها من ليس بمكانه إلّا الاختفاء
خلف نصف الجسر
يخاف من دلوٍ من صفيحٍ مستعملٍ
صار مرمى لتلقّي كراتك الدخانية وأنت تلتقطها قبل سحب الحرقة الى العيون
 
***
بإمكانك أن تكشف وجهك للرّيح
فالبياض لا يعني البكاء كما يريدون ولا يصيب بالاختناق
ثمة أغنيةٌ تصاحب القفزة المشهورةً كي تمسك بالنار 
وترمي الحطب على الأرصفة كي تبعد الفلفل الحار عن عيون الصبية  لا شيء في الفراغ
وأنت لصق المعنى حيث تكون الروح طائرة مثل صافّاتٍ 
لا يراها القتلة ولا الطغاة ولا أصحاب السكاكين والدعايات والمغرضون والكذابون
فكلّ المعاني ارتياح روحٍ وتحليق شهيقٍ في وديان آهلةٍ بالأحياء
وحدهم يغنّون كلّ مساءٍ في أماكنهم الجديدة
يلوّحون لك أنك من أنقذت عيونهم من البراميل
لكنك لم تستطع منع الرصاصة من اختراق الرأس
آتيةً من إصبعٍ خائفٍ يستقلّ دراجةً نارية
 
***
يقول لك المغنّون
لا نحبذ الانتظار لغيرنا كي نلتقيه
لكن المكانَ واسعٌ لأمثالنا
فالطريق الى المقبرة لم يعد ضيّقًا
كلّ قامةٍ بإمكانها التحليق حيث تشاء
ثمة حريةٌ في القول والهتاف
 
***
بإمكانك أن تسمعهم يا عراقي
فأنت من تمسك بالصولجان
سواء كنت هنا
أو لبيّت الدعوة للقتلة أن تكون قريبًا من درّاجاتهم النارية
او الرصاص الخائف من خلف الكتل الكونكريتية
أو لأن صدرك ملفوفٌ بالعلم وهو ما يغيظ الطغاة