أور الحكي

ثقافة 2019/12/25
...

بغداد/ مآب عامر 
 
صدر حديثاً عن دار الشؤون الثقافية العامة – وزارة الثقافة الجزء الثاني من كتاب "أور الحكي" كولاج تأويل المنجز السردي في ذي قار لمؤلفه علي شبيب ورد، ضمن سلسلة نقد، ومن موضوعات الكتاب "عبد جبر الشنان 1952، حميد كاظم (سمير أنيس) 1954،  إياد خضر 1954، كاظم الحصيني 1955، عوني حامد حسين 1955، شوقي كريم حسن 1955".
أما عن "محمد حياوي" فقد ذكر عنه المؤلف أنه من مواليد الناصرية، وهو قاص وروائي وفنان تشكيلي أصدر كل من "ثغور الماء، غرفة مضاءة لفاطمة، طواف متصل، سلسلة ألف ليلة وليلة للأطفال، نصوص المرقاة"، كما وقد عمل حياوي في الصحافة العراقية، وكذلك العربية 
والهولندية.  
وكان رئيس تحرير جريدة الطريق الثقافي الصادرة عن طريق الشعب، ورئيس تحرير مجلة سينما عالمية الصادرة في هولندا، وفي مقطع من كتاب حياوي "حصار الحلزون": لم اكن مضطراً للقبول بهذه المهمة المضنية، لكنني فعلت ذلك لأسباب عدة في الحقيقة، على الرغم مما انتابني من هواجس مقلقة، وها هي مخاوفي تتحقق حالما انزلتني الحافلة في هذه المنطقة المعزولة ومضت نحو الجنوب. فمنظر النخيل المقطوعة رؤوسه لا يبعث على الارتياح في النفس، والجذوع التي نخرها الدوباس تزيد من تبلبل أفكاري، حتى حلوى نهر خوز، التي كانت أحد اسباب قبولي هذه المهمة، تلاشت آمالي في الحصول 
عليها". 
وفي موضوعة نعيم عبد مهلهل، وهو قاص شاعر وروائي عراقي، صدر له في القصة: "حدائق الغرام السومرية، فتاة حقل الأرز، اليوم الأخير في حياة الأمير"، أما في الروايات فقد صدر له "أنف كليوباترا أنف الوردة، حمام النساء في أور، وغير ذلك. وفي مقطع من كتابه "موسيقى الطريق بين دلمون وفرانكفورت"، يقول: في القطار الواصل بين مدينة دوسلدورف وفرانكفورت حيث أذهب لزيارة بيت الشاعر الالماني غوته، يمر القطار في أماكن ترتدي جغرافية ثياب 
الدهشة. 
قلاع، بحيرات، جبال ممتلئة بالغابات ومدن نظيفة ورائعة المعمار وكأنّي أتخيّل تلك القصص التي كان ليل أور يحتفي بها لتصل بي قناعة شاذة أنني أرى الآن الجهة المعلومة من دلمون. هناك ولدت دلمون، حكاية المدينة التي تروي ما لها وما عليها".  
كما يذكر الباحث "حسن عبد الرزاق" الحاصل على بكالوريوس علوم حياة، وكتب القصة والرواية والمسرحية. صدرت له العديد من الكتب، منها "أيام العبير، سيناريو حياة النمر، باخوس المدينة، بوصلة غضبان بن شداد"، وغير 
ذلك.
وينقل مؤلف الكتاب علي شبيب ورد مقطعا بعنوان "المعجب بغبائه" يقول في بعض منه: في إحدى الساعات التي تلت ظهور القمر، وجدت نفسي جالسا حول مائدة مستطيلة تتوزع عليها اباريق الشراب وعلى جانبي وقبالتي جلس حشد من الملائكة بوجوههم النورانية وثيابهم الاستبرقية وقد بانت الوداعة على مظهرهم وابتسامات الوقار على شفاههم الرقيقة التي كانت تهمس لبعضها بكلام يشبه حفيف ورق 
الاشجار. 
لازمني، منذ لحظة جلوسي، صمت مطلق فرضته على هيبتهم السماوية، فلم أتكلم بحضرتهم قط، وانما تركت عيني تشعان بالزهو، وفمي يمتص ما وضع أمامي من شراب..". جاء الكتاب في (448) صفحة من القطع الكبير.