في واحدة من المبادرات الكبيرة والمميزة التي دأب عليها مركز إحياء التراث العلمي العربي بجامعة بغداد، أقام المركز دورة جديدة تحت عنوان "الإعلام بين التراث والمعاصرة"، وعلى مدى ثلاثة ايام، تلقى مشاركون من دوائر وكليات جامعة بغداد إحاطات مهمة في هذا الاطار.
إذ القى عدد من الأساتذة المختصين محاضرات تضمنت أفكارا ومقاربات عن هذه المسألة المهمة، بدأهم الدكتور.كمال رشيد خمّاس التدريسي في المركز، متحدثاً عن الاعلام معرفا بأنّه مجموعة من قنوات الاتصال المستخدمة في نشر الاخبار او الاعلانات او البيانات، ويعرّف أيضاً بانه الوسيلة الاجتماعية الرئيسية للتواصل الاجتماعي او نشر المعلومات بواسطة الوسائل الاعلامية مثل الصحافة والاذاعة والتلفزيون، كما انه يشكل مجموعة من الوسائل التي تؤثر في نطاق كبير من الافراد كالانترنت والمجلات، وان اهم وسائل الاعلام هي الصحف اليومية والتلفاز - الراديو - المجلات - والاعلام الالكتروني .
وتطرّق الدكتور خماس.. الى وظائف الاعلام وهي تزويد الافراد بالمعلومات المهمة والضرورية التي يتمكنوا من خلالها من فهم المجتمع والعالم، وتوفير المعرفة للأفراد مما يسهم في تعزيز تفاعلهم مع المجتمع ومشاركتهم في الاحداث العامة وتعزيز التطوير العلمي والثقافي ونشر المعرفة في المجتمع ودعم الانشطة الاقتصادية عن طريق استخدام الاعلام والتسويق للخدمات.
واضاف.. ان الاعلام باللغة هو الابلاغ او الافادة لنقل معلومات لشخص ما وتأكيد درايته بها .. واصطلاحاً هو "إحدى الوسائل او المنظمات التجارية التي تتولى مسؤولية نشر الاخبار وايصال المعلومات للافراد وتختلف في ملكيتها فقد تكون عامة او خاصة رسمية او غير رسمية"، ويعد الاعلام وسيلة الرأي العام في المنطقة التي يتركز بها، كما هو في المؤسسات من خلال تقديم الاعلانات التجارية ويتولى مسؤولية التسويق والترويج لها وتقديم المواضيع الترفيهية للجمهور من خلال المسلسلات والتمثيليات والموسيقى وهو وسيلة ارشادية ايضاً ..
الوسائل القديمة
وكانت محاضرة الدكتور مجيد مخلف طرّاد رئيس مركز إحياء التراث العلمي العربي بعنوان (وسائل الاتصال بين التراث والمعاصرة)، والذي بيّن فيها أنّ البشرية عرفت الاعلام في أبسط صورة من خلال دق الطبول والنداء من أعالي المرتفعات والحفر على الحجارة، ولم يختص الاعلام بحضارة من الحضارات او بشعب من الشعوب ولا بزمان ولا مكان معينين فالانسان بطبيعته محب للاستطلاع لا يكتفي بأخباره الشخصية فقط وانما يهمه معرفة اخبار المجتمع المحدود الذي يعيش فيه لمجتمع الاسرة او القبيلة او القرية، فالحياة ستكون صعبة اذا انعدم الاتصال بين الناس، ولذا فالاتصال اسهم في ايصال الحضارة الانسانية الى ماهي عليه .. وأضاف الدكتور طرّاد: كان هناك مجلس قبيلة يتخذ القرارات المتعلقة باحتياجات وسياسة القبيلة ويسهر على تنفيذها؛ لذا نراهم يتخذون الرسل لتبليغ الاوامر والمعلومات لافراد قبيلتهم او للقبائل المجاورة، والاهم من ذلك كله ان القبيلة تعتمد بنقل تراثها الثقافي والاجتماعي والاخلاقي من جيل الى جيل من خلال توارثها من الاباء والاجداد حيث كان كبار القبيلة يوجهون بتعليم الجيل الجديد عاداتها وتقاليدها..
أول جريدة
وتناولت الدكتورة ازهار محمد عيلان الغرباوي التدريسية في مركز الدراسات الدولية/جامعة بغداد، الاعلام بوصفها له بأنه الوسيلة الاجتماعية الرئيسية للتواصل مع الجماهير وهي الوسيلة الوحيدة للانتشار لكل شيء وفي مختلف مناحي الحياة.. ففي تاريخ 15 /6 /1869 صدرت اول جريدة في العراق هي صحيفة الزوراء، على الرغم من ان الباحث العراقي السيد رزوق عيسى صاحب مجلة المؤرخ أشار في مقالته المنشورة بمجلة النجم الموصلية الصادرة عام 1934م بأنّ أول جريدة ظهرت في بغداد كانت تعرف باسم (جورنال العراق) وقد انشأها الوالي داود باشا الكرخي عندما تسلّم منصب الولاية عام 1816م وكانت هذه الجريدة تطبع في مطبعة حجرية وتعلق نسخ منها على جدران دار الامارة.
واضافت: والمعروف ان العراق خضع للسيطرة العثمانية زمناً طويلاً بين (1535 - 1917). فكانت جريدة الزوراء التي جعلها لسان حال الولاية وكان صدورها كما سبق اعلاه باربع صفحات وباللغتين العربية والتركية وقد استمرت في الصدور مدة تقرب من (48) عاماً حتى بلغ مجموع ما صدر منها (2607) أعداد، إذ صدر العدد الأخير في
11/ 3/ 1917.