بغداد/ ابتهال بليبل
مع حلول العام الجديد، بدت أمنيات الأدباء والمثقفين كثيرة بعضها خاصة والأخرى عامة، إلّا أن أبرزها جاء بكل شيء يتعلق بالبلاد وإرادة الشعب. إذ يعترف الشاعر والناقد جبار الكواز في أن الامنيات كثيرة، ولكن الظروف التي يعيشها العراق في ثورة الشباب المباركة ضد الفساد والمحاصصة والتجهيل والاستئثار والطائفية تقودني إلى أمنية كبرى تختصر كل الأماني وهي الوطن بحريته ووحدته واستقلاله ورفاهية شعبه واحترام الإنسان بوصفه قيمة عليا في الحياة.
ويرى الكواز أنّ وطننا بعد قرون من الظلم والاستبداد والقهر والجبروت لا بدّ أن يحقق ذاته بإرادة شعبه ليكون شعار (نريد وطنا) هو رائدنا في تحقيق ما نصبو اليه جميعاً.
كما عبرت الروائية أطياف سنيدح عن أهمية الاستقرار السياسي في مدار اللحظة الحقيقية في العراق طالما نعيش عزلة الأكاذيب لا بدّ من الحقيقة على كل الأصعدة
وتضيف: نريد أن تتحول الكذبة إلى مستقبل يؤكد النقاء صنعة الأذكياء، و(٢٠٢٠) سنة بقاء وانتظار أيضا، ولا جدوى من سنة تمضي وسنة تأتي ونحن نكتب على أننا ابطال ووحوش الارض أقزام.. الفكرية الجدلية لم تعد تتطابق ونسبة النجاح فينا. وتختم سنيدح حديثها قائلة: الأمل.. رسالة القلب الطيب وقلبي الطيب يحب الناس أهمهم الأعداء فهم سلاح القوة كي أحارب بالضد مقتنعة. وتمنى الكثيرون ومنهم الشاعر الدكتور عمار المسعودي أن يكون لنا وطن يهتف بصوت واحد بعد استكمال جماليات الاختلاف، وأن يكون للذات العراقية وجود اجرائي على خريطة الوطن.
كما شملت امنيات المسعودي دعوات بأن لا نختلف على أشياء كثيرة ونتفق على الوطن، وأن نتمتع بروح العظيم (مانديلا) وهو يعالج الغلط بالصح متناسيا ومتغافلا عن كل عذابه، أتمنى أيضا أن نؤمن بالنسبية كي ننجو من دوغمائية الجهة الواحدة المتطرفة والقاتلة.
ولم تتغيّب امنيات السلام والأمان ومستقبل سعيد يعيد الابتسامة للثكالى عن بال الشاعرة أنعام الشيخ التي أشارت إلى أنها تنتظر التغيير وحرية التعبير خصوصاً لصوت المرأة المثقفة بوصفها الواجهة التي من خلالها تكشف الصمت والنقاب لكل امرأة.أما الشاعرة بتول الشبيب فترى أنّ قدس الأمنيات وأهمها بالنسبة للعراقيين الآن هو في انتظار نصر شباب التحرير، وأن يعم الأمن والسلام في ربوع العراق. وتقول في نص لها عن أمنياتها بحلول نهاية العام، بعنوان (حلوى وطن): طفلة أنا بين اسوار ظني/ طفلة تلعب بالتمني/ العابها وطنٌ ضاع منها/ اخطفُ من بابا نوئيل كيسه/ لعل به دُمى فرحٍ أو حلوى وطن/ أبحثُ عن رأس السنة الجديدة/ ليصنع لي من ورق الأماني زورقاً يحمل لي وطناً لا يتركني/ لا يتركني خائفة بين غروب وفجر أظلم/ لا يتركني حتى أصحو أو الهو على قمر أجمل/ أو أعدو فوق رماد المحنة حتى ينجو/ أو يحرق أوزار الفتنة/ وطنٌ لا أرى عنكبوت الحزن عشعش فيه/ اتوسله أن لا يتركني تائهةً عند آخر غروب انتظره/ عند أول فجر لنجمعَ سرب فراشات تلون بأجنحتها وجه بلادي/ أهمس في أذنهِ أن يُقنع المجهول أن ينجلي/ والموت أن يكف/ معا نرشي الفرحَ ليغدو نافذتنا الوحيدة المُطلة على شموس خلاصنا/ واقمارا تنتشي بحضرتها احلامنا.أما الشاعر الدكتور محمد حسين فكانت له أمنية وحيدة وهي حسب قوله: الأُمنية الوحيدة بالنسبة أن أجد السلام في كلّ مكان في العالم وأن يسود الحبّ والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الجميع مع الاهتمام الكبير بالطفولة وشريحة الشباب، عام مجيد أتمناه باسم الإنسانية.بينما يقول الناقد والشاعر الدكتور نصير جابر: أمنيات عامة تزاحم وربما تطرد كل أمنية خاصة.. أهمها أن أرى أننا نعيش العصر فعلا وأن نكون في عام (٢٠٢٠) الحقيقي أن نناقش مشاكل الحداثة في الأصعدة كافة، وأن نترك الماضي بما فيه ليرقد بسلام بين صفحات الكتب، وأن نعمل بوعي آخر لنكون على الضفة الحقيقية.. ضفة العمل الجاد من أجل ثقافة انسانية جديدة. ويتمنى الناقد أن تكون هناك جائزة عراقية تستقطب البعيد والقريب لها ثقلها ومركزيتها، وأن يكون للكتاب معارض أكثر وللرسم مساحات أوسع.