الشعر بين ميلادين في اتحاد الأدباء

ثقافة 2019/12/29
...

بغداد/ الصباح

 
 
 
عقدت أمانة الشؤون الثقافية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب على قاعة الجواهري جلسة شعرية لعدد من الشعراء تغنوا فيها بعراقهم وبأحلام مستقبلهم، بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين. 
بدأت الجلسة بحديث نائب أمين الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الناقد علي حسن الفوّاز قائلا: تواصلاً مع الفضاء الثقافي الفاعل، وتزامناً مع التظاهرات الوطنية الكبرى التي تشهدها المدن العراقية، وكذلك لإبراز دور المثقف والأديب العراقي في هذا الفضاء الإنساني والثقافي والثوري، لكن خصوصية هذه الجلسة هي أنّها تعقد ونحن نسترجع ذكرى الشاعر السيّاب. 
وركّز الفوّاز عبر حديثه في الجلسة على الذكرى الخامسة والخمسين لرحيل الشاعر الرائد بدر شاكر السيّاب، وقال: حينما نتحدث عن السيّاب فنحن نتحدث عن الثورة الشعريّة مثلما نتحدث عن الثورة الثقافية والفكرية والوطنية، أيضا نتحدث عن الثورة الشعرية التي قادها بدر شاكر السيّاب والتي كان علامة من علاماتها العربية المميزة.   
وأضاف أن الاحتفاء بالسياب هو استعادة أخلاقية وتاريخية وثقافية، ليس لأن أموذج شعر السيّاب هو المهيمن أو الذي نبغي أن يقتدى، لكن لأن التأسيس مهم جداً بالثقافات، بمعنى أن كل الثقافات الكونية سواء فلسفية أو معرفية أو فنية أو في أي اتجاه كانت أنها كانت من العلامات المؤسسة لكي تحتفي بها ولكي تجعل منها حافزاً للتقدم. 
وتناول الفواز في حديثه الشعر العراقي وقال: اليوم أمام أسئلة كبرى، أسئلة تتعلق بهوية القصيدة، بجمالية القصيدة، وبقدرة هذه القصيدة وبقدرة الشاعر على أن يتجاوز، قدر الشاعر أن يتجاوز، ولأن السياب كان واحدا من المتجاوزين الكبار على ما هو نمطي وتقليدي، وأن هذا التجاوز هو الذي أعطاه سمة التميز والريادة وجعل من قصيدته علامة مهمة، وكذلك من علامات المغامرة الشعرية الكبرى. 
وأيضا تحدث عن أهمية هذه الذكرى، وكيف أننا اليوم ونحن نحتفي بالسياب ونستعيد تاريخيه، فعلينا أن نمارس حق الاستعادة بوصفه وعياً، وأظن، أن ربط القصيدة بالوعي مسؤولية كبيرة، لأن الوعي هنا يعني التجديد، لا يمكن لنا أن نجتر القصيدة، وكأن القصيدة قدراً، الشاعر الذي لا يملك القدرة على التجاوز، ولا يملك القدرة على أن يكون مغامراً وعالماً وحراً وقادراً على أن يطفر من معطف الآباء، طفر هذه الطفرة النبيلة، ويتجاوز المناطق الملغمة والنمطية.
وأشار إلى أن الرهان الكبير على الشعراء والمثقفين والأدباء والمعرفيين هو في أن يستعيدوا مع القصيدة العراق، العراق بوصفه وعياً ومغامرة وأفقاً وغيرها من – الاستعادات- وربما خيرها هي الشعرية. 
وقال الدكتور حازم الشمري الذي أدار الجلسة: (يا ضحكة الشمس يا بغداد يا أملاً/ للقاصدين علو الشأن والرتب / يا نشوة الروح يا ترتيل نافذة/ عبر المآذن والاجراس والقبب/ طابت بسلواك أوطان مجرحة/ وجرح عينيك حتىّ الآن لم يطب)
وكانت البداية الشعرية بقراءة شعرية للشاعر خالد حسن، قال في بعض منها: (وحدي.. ومن خلفي اللا شيء.. يرعبُني توحدي بسماءٍ دون أجوبة/ وحولي الشجرُ الأشهى.. يؤولُهُ طيفٌ لأنثى تمشتْ في مخيلتي/ أصيحُ: يا ربُّ طالت وحدتي/ وأنا أعدو.. ودربي لا يفضي إلى جهةِ) 
كما وقد شارك أيضا كل من الشعراء وهم: الدكتور رعد البصري، منى السبع، علي الشبيب، حسين المخزوني، ماجد الربيعي، نبيل الشرع، عماد جبار، والشاعر رافد عزيز القريشي الذي شارك بقصيدة بعنوان (للعابثين بحلم الغسق) قال فيها: (استلُّ آخر أحلامي إذا حلّوا/ وأولُ الليل من نجواي يسْتَلُّ/ ورغم جمع الأماني اعتلي/ جسداً من الترقب وحدي فيَّه أُنسلُّ/ هم راودوا الضوء قربي/ خلف نافذة ترى العناق خيالاً زانهُ الظلُّ/ ألقوا إلى الريحِ بعضي حين بعثرني/ لأن عصف احتفالي بالهوى كلُّ/ فَالطينُ أولُ من نادى على شفةٍ/ من الغرين تعرّى خلفها وحلُ/ والماءُ أولُ من أسرى براحته/ للمغريات بجرفٍ قدَّهُ الرملُ/ ورحلةٌ بعد أخرى حاك أشرعةً/ للعابرين ومرسى راعهُ الرحلُ/.....