«ليلة المرقد» على منصة بغداد مدينة الإبداع الأدبي

ثقافة 2020/01/08
...

متابعة / هناء العبودي
 
ضيّفت منصة ابداع في بغداد مدينة الابداع الادبي- اليونسكو في أصبوحتها لهذا الخميس القاص والروائي المبدع الاستاذ شوقي كريم في ندوة حوارية بعنوان «الأفق الجمالي والمعرفي في القصة الحديثة» تحدث خلالها عن مجموعته القصصية الجديدة «ليلة المرقد» وادار الندوة الاستاذ الدكتور سعد التميمي مدير المنصة المصادف 2/1/2020 ، على قاعة ستي في بيت الحكمة. بدءا اثنى الروائي والقاص شوقي كريم على فعاليات بغداد مدينة الإبداع الادبي والجهود المبذولة من العاملين في هذا الصرح الثقافي المتميز، ومن ثمّ عرّج على/ وشكر الروائي صادق الجمل كونه سعى في هذا المنجز الثقافي من تجميع قصصه ونقدها وان هذه القصص هي من نتاج 1970 ولغاية 2018، واشار شوقي ان لديه اكثر من 140 قصة وهي من القصص الفائزة بجوائز، ولديه مشروع قصصي جديد بعنوان (قطار احمر الشفاه).
*  ليلة المرقد.. وهي عبارة عن منجز سردي، وهي كتابة عن وطن مليء بالحكايات والأساطير.. قصص مستلة من منابع ليالي الكوانين السومرية.. تنتمي بكاملها الى المناخ السومري وتواريخه في جنوب العراق، تقع المجموعة في (22) قصة قصيرة يربطها الهم الانساني والظلم الذي لحق بالفقراء وحكاياتهم وهواجسهم النفسية والاجتماعية، وتشكّل المرأة الشخصية الأهم والفاعل، ومنها مسلة الطين، حصان اخر الليل، صخب يؤجل الاستيقاظ، وكان اختيار العنوان من قصة بالعنوان للمجموعة نفسها، جاءت المجموعة في 280 صفحة من القطع المتوسط.
وعن الأفق الجمالي والمعرفي للقصة الحديثة أشار شوقي بالنسبة للقصة لم يعد هناك لون فني واحد للذي يكتب القصة لانّ عليه ان يحتكم في كتابته للبداية والوسط والنهاية بمعنى اختلاط الألوان فقد دخلت السينما في كتابة القصة مثلما كانت السينما جزءا من تكوين القصة، فقد وجد شوقي في قصيدة النثر أنها أقرب الاشكال الى القصة القصيرة، لذا بدأ بتوظيف النثر في قصصه خاصة في قصصه ورواياته الجنوبية (شروكية، هتلية، فضاء القطرس......) وهذا بدوره ينتج ادبا خاصا جديدا يميز القصة العراقية عن القصة العربية على حد قوله. واكد ان العراقيين اسياد في القصة القصيرة والمسرح، لأن العراقيين عاشوا تجارب حروب مريرة وحصارا فلماذا لا ينتجون أدبا جديدا.
* وعن الأنثوبولوجيا في هذه المجموعة القصصية وما يمثل المكان وتأثير المكان وتأثير الشخصية وخصوصا الشخصية الجنوبية فقد اكد شوقي ان التاريخ اشخاص، فكل فرد هو تاريخ لقضية يمر بأيام وتجارب ومن هذا التاريخ تتكون لتصبح شعوبا.
* وعن عنوان هذه المجموعة القصصية فقد برع الكاتب في اختيار عنواناته ليس فقط في هذه المجموعة وحسب وانما في اغلب عناوينه، فهو يشير وبقصدية الى كل اسم وعنوان في رواياته وقصصه، فهو يشير الى كل ثيمة في قصصه من خلال العنوان، لان الكتابة تسويق، فالإبهار في العنوان هو المهم بمعنى جذب المتلقي من خلال العنوان، فالكثير من القصص والروايات لاقت نجاحا كبيرا من خلال عنوانها، فالكتاب صناعة غلاف + عنوان+ نص. 
* ومن الجدير بالذكر أنّ شوقي كريم كاتب إذاعي وصحفي ومقدم برامج ومعد لأشهر برنامجين هما القصة القصيرة ومنتدى الخالدين وصاحب فكرة الكتاب المسموع، وسوف يصدر كتبا عن هذه البرامج، وهو اول كاتب عراقي يكتب للمسرح والتلفزيون والسينما والصحافة والقصة والرواية والشعر والنقد، واول من يعرف ان الجمهور سر النجاح الاعظم، وانا اول كاتب عراقي دخل اسمه في مناهج دراسية.
* ونوّه شوقي عن اشتغاله مع فريق عمل من مدينة الصدر (الثورة سابقا) على قاموس اسماه بقاموس (اللغة العراقية) اي انه يضم مجموعة من الكلمات العراقية القديمة.
* حضر الندوة جمهور غفير من محبي شوقي كريم من شعراء وأدباء ونقاد وأكاديميين وصحفيين وغيرهم، والذين عبروا عن إعجابهم الشديد بالمنجز الابداعي الذي قدمه، وأثروا الندوة بمداخلاتهم وتساؤلاتهم الجميلة عن مجموعته القصصية الجديدة. بما يتميز به بأنّه يستطيع رسم شخصياته بكل دقة ويعطيها دفقة من الامل رغم فقرها وعجزها احيانا، فهو يحب الخوض في قاع المجتمع الذي ظل ينهل منه افكارا كثيرة، لذلك تميزت اعماله بقربها من الناس وفهمها لأنّها لا تعتمد اللغة الفخمة التي تعتمد السرد، فهي لغة سهلة وواضحة ومعبرة. فضلا عن انه كتب للمسرح (20) مسرحية، وللتلفزيون (22) مسلسلا، وللإذاعة (250) مسلسلا، ايضا أخرجها كبار المخرجين منهم مهند الانصاري، مظفر سلمان، علي الانصاري، محمد الصكر، حسن الانصاري ........ ترجمت اعماله الى اليابانية، الانكليزية، الفرنسية، الاسبانية، العبرية.