الاضطرابات النفسيَّة وعلاقتها بالالتهابات خلال الحمل

من القضاء 2020/01/18
...

ترجمة : عادل العامل 
وجد باحثون أن هناك ارتباطاً بين الالتهابات الحادة خلال الحمل وجملة من الاضطرابات النفسية وفقاً لدراسات مختلفة تناولت البشر والحيوانات. وقد تعرف الباحثون الآن لدى الفئران كيف تؤثّر الالتهابات في التطور العصبي إضافةً لأهمية توقيت الالتهاب، كما جاء في تقرير لكلية الصحة بجامعة كوبنهاكن بالدانمارك. 
إن صحة الأم مهمة جداً لتطور دماغ الجنين خلال فترة الحمل. وتلعب عوامل كثيرة أدواراً أساسية لتطور دماغ الجنين، بما في ذلك التغذية، والإجهاد، والتوازن الهرموني، ونظام مناعة الأم.وقد لوحظ لدى كلٍ من البشر والحيوانات أن الالتهابات الحادة في الأم الحامل عامل يتّسم بالمجازفة للاضطرابات النفسية المتطورة مثل الشيزوفرينيا، والتوحد مستقبلاً لدى الذرّية القادمة.والآن، فإن الباحثين من كوبنهاكن قد بيّنوا في مجال الفئران كيف أن الالتهابات لدى الأم يمكنها أن تتسبب في تلف الخلايا السلفية والجذعية إلى الخلايا العصبية في الدماغ.
“وقد تمّ الربط في دراسات الحيوانات ودراسات الملاحظة الكلينيكية. وهذه، على كل حال، هي المرة الأولى التي نبيّن فيها كيف تؤثّر الالتهابات خلال الحمل في تطور الدماغ ويمكن أن تؤدي إلى تلفٍ إدراكي. وفي الوقت الذي أفتُرضت فيه عوامل كثيرة أو جرى إيضاحها، يكون من المهم أننا نبيّن خطوات التطور العصبي التي حصلت فعلياً”، كما يقول كونستانتين خودوسيفيتش، البروفيسور المساعد في مركز البحوث التقنية البايولوجية والابتكار.
 
تأثير متوسط وطويل المدى
لقد درس الباحثون تطور الخلايا العصبية في الفئران. فكان لاستجابة مناعة الأم للالتهاب تأثير يمتد من الخلايا السلفية والجذعية إلى الخلايا العصبية مؤديةً إلى تعطيل شديد في تطورها في الدماغ. والأكثر تحديداً، أن خلايا GABAergic العصبية القشرية ــ وهي الطبقة العصبية الأساسية التي توفر التثبيط، أو الكبح، في الدماغ ــ قد تعرضت للتلف. وكان التأثير مباشراً ونزل إلى حالات تلف دراماتيكية طويلة المدى، متمخضاً بالتالي عن “ضربات hits” مضاعفة خلال التطور العصبي ــ من الوقت الذي تولد فيه الخلايا العصبية إلى الوقت الذي تنضج 
فيه.
والأكثر من ذلك، أن الباحثين استنتجوا أيضاً أن الفئران الحديثة الولادة تُبدي أعراضاً تماثل تلك المصاحبة للاضطرابات النفسية البشرية بما في ذلك تثبيط خفقان القلب المتزايد، والتفاعلات الاجتماعية المتغيرة، والتدهور الإدراكي.
ويقول كونستانتين خودوسيفيتش، “هناك قضايا تكنولوجية وأخلاقية تتعلق بدراسة هذا لدى البشر بسبب حساسية النساء الحوامل. وذلك هو السبب في أننا ندرس كيف تعمل الآليات لدى الفئران. فالاضطرابات النفسية معقدة حقاً ولا نزال، بالنسبة للبعض منها، نخمّن الكيفية التي تبدو بها. ونحن نود في الواقع المساهمة في الفهم العلمي لهذه الأمراض.”
 لقد كانت إحدى النتائج الرئيسة للدراسة تبيّن تأثيرات الإصابة بالالتهابات في أوقات مختلفة خلال الحمل. واعتماداً على وقت الالتهاب، فإن خلايا سلفية مختلفة، وبالنتيجة خلايا عصبية، تكون قد تأثرت. وهذا يعني أن توقيت الالتهاب مهم جداً ويمكنه أن يؤدي إلى حصائل متغيرة استناداً على أي مرحلة من تطور الدماغ قد تأثّرت.
 
عن / Science Daily