سياحة فكريَّة في عالم السينما

ثقافة 2020/02/17
...

بغداد / هيفاء القره غولي
 
أصدر الكاتب والمخرج السينمائي حسين السلمان، الأسبوع الماضي، كتابه الجديد (اللقطة السينمائية داخل الرؤيا وخارجها). الكتاب صدر عن دار أوراق للنشر بـ 200 صفحة من القطع المتوسط، تحدثت فصوله عن بدايات السينما الصامتة وتحولها إلى النطق ومفاهيم ومعايير اللقطة السينمائية، وكذلك عن أهمية الفكر وأفلام الإبداع الروسي وما أحدثه من حراك بصري في مشهد السينما العالمية، كما سلّط الضوء على مفاهيم واستخدامات التعبيرية والسريالية والاشتقاقات منها في خدمة فن التمثيل، ويتضمن أيضا حجم وأبعاد اللقطة في تأثيرات الزمن ومضمون الحركة ووحدتها في لقطات الزاوية، كما ركّز على المعنى وأهميته وفعالية الحوار وتأثير الإيقاع في تكوين المشهد السينمائي مرورا باللقطة الطويلة والمشهدية .
وتناول الكاتب، في بداية الكتاب، مفاهيم ومعايير اللقطة في الصمت وكيف ولدت كوحدة عضوية متكاملة لا يمكن العمل معها ضمن عملية التجزئة أو الاقتطاع، ولهذا جاءت الولادة خارجة عن اشتراطات القصة والحكاية التي قدمتها في أول عمرها، فهي كانت عرضا أو تقديما محددا بإطار غالبا ما ينتمي إلى فن آخر، وهي عبارة عن شيء يتحرك بمدى معين له مقدار من الزمن ينتهي بنهايته، لذا جاءت أول لقطة سينمائية بقدر زمنها الذي امتد لقرابة 53 ثانية وهو العمر الحقيقي والافتراضي لها.
وتحدث أيضا عن اللقطة في الكلام واللقطة يجب أن تكون في حالة جدل مع المتلقي وأن هذا ينضج على شكل عاطفي وذهني. إلّا أن الأمر يتسع في دلالته حيث يظهر هنا العنصر الفعال في تطوير هذا كله وأن القدرة الذهنية للمتلقي التي تعمل على نهوضها للفعل الابداعي للمخرج، فإحساس وشعور المتلقي لا يعد إضافة للّقطة فالشعور هو بالأساس تلك الصورة التي تعيش داخل اللقطة فلا يمكن هنا فصل أحدهما عن الآخر بقدر تداخلها ككيان
 واحد. وفي وسط الكتاب تحدث عن اللقطة في الزمن، وأن العنصر السينمائي المهم والذي أعمل عليه بشكل شخصي في مجال اختصاصي والذي وضعت له تخطيطا خاصا ينصب فيه اهتمامي على عملية الإدراك التي يجب أن يتمتع بها المتلقي، وهذه حالة اعتمدت في دراستها على علم النفس الإدراكي وان هذا الادراك تعتمد مرجعيته على شكل الوسائط الفيلمية (بنية الفيلم) والقدرات الذهنية للمتلقي، وتناول أيضا حجم اللقطة في الزمن والحركة في اللقطة وأحجام اللقطات ومصطلحاتها واللقطة في الميدان واللقطة في الإيقاع وختم الكتاب باللّقطة الطويلة واللقطة
 المشهدية .
 مؤلف الكتاب قال لـ(الصباح): الكتاب بحث شامل عن مسيرة اللقطة السينمائية باعتبارها الوحدة البنائية الصغرى في الفيلم، فيبدأ من انطلاق السينما في 1895 وقبل هذا التاريخ هناك إشارات في تاريخ السينما وهناك فيلم باللقطة أو لقطة بفيلم وهي لا تتعدى الـ 54 ثانية لكنها تحمل جملة من مواصفات المشهد، مضيفا: المشهد اللقطة هو استعراض للّقطة وفي ما بعد في فترة السينما الصامتة وكيف كان دور اللقطة وما هي وظائفها وينتقل بالتدرج التاريخي إلى مرحلة السينما في النطق وهنا اللقطة تأخذ منحى ومفاهيم وأفكارا أخرى جديدة وتدفع باللقطة إلى أن تحملها العديد من
المضامين .
وأوضح: هناك جملة مباحث بالفيلم، بحدود 45 مبحثا، وهناك أقسام رئيسة تتحدث عن اللقطة في الكلام والإيقاع وفي الزمن والمكان والافتتاح وعن موضوع يثار حديثا وهو اللقطة الطويلة كما يشير إلى فيلم 1917، وللعلم إن اللقطة الطويلة بدأت منذ 1938 على يد هيتشكوك الذي استعمل اللقطة الطويلة في أول فيلم له وهو (التحرير) وبالطرق نفسها التي جاءت في فيلم 1917 .