بغداد/ مآب عامر
صدر حديثاً عن دار الشؤون الثقافية العامة- وزارة الثقافة كتاب بعنوان "جميل حمودي.. رجل الإغناء يتحدث" لوداد إبراهيم محمود، ومن موضوعاته: "عوالمه وأحلامه، عشتروت، مدرساً للخط العربي في دار المعلمين، مشهد السفر، الدخول إلى البوزار، متحف اللوفر، العودة إلى الوطن".
نظمت المؤلفة الكتاب الذي اهتم بنقل تفاصيل حياة حمودي، ودوّنت بعضها على لسانه وذاكرته ومشاعره تجاه مسيرته الفنية.
وعبر زيارات أسبوعية إلى منزل حمودي، اطلعت المؤلفة على الشيء الذي يوقظ عواطفه وخياله، ويستحوذ على تفكيره كونه راصداً غيوراً لكل تفاصيل الفن، وتقول في مقدمة الكتاب إنّه "ماهر فنياً ذو قوة ملزمة وفنان في ميوله، مثالي وصلب
الرأي".
وفي موضوعة "الفكر الحديث مجلة ومعرض هما الأكبر والأهم خلال الأربعينيات"، تبيّن الباحثة أنّ جميل حمودي "شارك في إصدارها مع عدد من أصدقائه الذين لديهم اهتمامات واسعة في الثقافة الفنية، بالإضافة إلى جواد سليم كان نزار سليم وإبراهيم اليتيم وآخرون شاركوا في المعرض، وكان الغلاف الأول منها لوحة للفنان الانكليزي (كنيث وود) تعبر عن شجرة يابسة ويخرج منها غصن أخضر".
وفي "مشهد السفر" تسرد المؤلفة ما قاله حمودي: "بدأت بحزم حقائبي وأوراقي وكتبي فامتلأت باحة البيت بالأغراض وأكياس من الكليجة والأكلات العراقية، شقيقاتي انتابهن الحزن فهو الأخ الوديع الهادئ الذي لا يذكرن منه سوءاً أو شجارا، وكل واحدة منهن تضع لي شيئا في حقائبي للذكرى وهي تمسح دموعها على عجل، الشقيقة الصغرى صعدت إلى غرفتي في الطابق العلوي، وعادت مسرعة وهي تقول لم يبق شيء من جميل، لم يبق لي أيّ شيء في البيت كله، حينها انتابني شعور بأني ذاهب إلى الأبد ومن دون عودة. حشد من الأصدقاء وستة عشر حقيبة رافقوا جميلا في سيارة سوداء وغادر بغداد في منحة رشح لها مع عدد من الفنانين، منهم نزيهة سليم وإسماعيل الشيخلي".
أمّا عن "المعرض الأول في بغداد" يقول جميل: "حين عدت إلى بغداد للمرة الثانية كان ذلك العام 1965 بالباخرة مع صديق الطفولة وزميلي الفنان الراحل حافظ الدروبي، فسكنت في بيت على ضفاف دجلة بقيت لفترة، بعدها بدأت بالبحث عن بيت حتى شعرت بالاستقرار بعد أن عدت للعمل في وزارة الارشاد، وانتقلت إلى بيت آخر، لأستقر مع (برينا وأشتار) وكأنّ الاستقرار يفجر الأحلام والتطلعات للعمل فكان عليّ أن أفكر بجدية في معرض يكشف كل ما يمتلك جميل من موهبة وخبرة مثلما المسافر يكتشف أرضا جديدة ومدنا وكائنات جديدة كنت أريد لجمهور بغداد من فنانين ونقاد ومهتمين بالفن والأوساط الثقافية ليكونوا أمام سيرتي وحياتي وإبداعي لتأكيد هويتي الإبداعية والثقافية الواسعة والمتنوعة ولتتضح معالم النهج الفني". جاء الكتاب في (150) صفحة من القطع الصغيرة.