رغم ابتعاد العديد من مدنها ومرافقها السياحية عن البؤر الرئيسة لتفشي فيروس كورونا، تأثرت أوروبا التي تعد من أهم الوجهات السياحية الرئيسية عالميا، سلبا، بالفزع من الفيروس.
ورفعت وكالة السيطرة على الأمراض التابعة للاتحاد الأوروبي مستوى الخطر الناجم عن فيروس كورونا من معتدل إلى مرتفع، بحسب ما أفادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فان دير لايين.
وقالت فان دير لايين: إنّ المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها أعلن أنّه تم رفع مستوى الخطر من معتدل إلى مرتفع بالنسبة للأشخاص في الاتحاد الأوروبي. بمعنى آخر، يواصل الفيروس انتشاره.
ومع انتشار فيروس كورونا، الذي تسبب في وجود حالة رعب في العالم، وخاصة في أوروبا، فإنّ تأثيره في حركة السياحة الدولية سيكون كبيرا مع تطور المرض واتساع رقعته، ممّا يشكل خطورة كبيرة على حركة السياحة العالمية عامة والسوق الأوروبية خاصة.
مناخ من الذعر
إنّ خطورة انتشار الفيروس على حركة السياحة الأوروبية ستكون كبيرة، لأنّ كل شخص مصاب بهذا المرض الخطير يصيب ما بين 2 و3 أشخاص آخرين عن طريق العدوى.
إضافة إلى الآلاف من حالات الاشتباه، وقد وصل هذا المرض إلى أوروبا، ورصد عدد من الحالات في عموم دولها، لذا بدأت الدول الأوروبية في تشديد الإجراءات في جميع المطارات الأوروبية، خاصة للطائرات القادمة من الصين ومن مناطق وسط وجنوب و جنوب شرقي آسيا.
وتهدد الإجراءات التي اتخذتها الدول الأوروبية لاحتواء وباء كورونا على غرار تقييد حركة وسائل النقل وشلّ قطاع السياحة، بمفاقمة تباطؤ الاقتصاد، بسبب تراجع الاستهلاك، إذ يدفع مناخ الذعر الأوروبيين للبقاء في منازلهم وعدم المخاطرة بزيارة المراكز التجارية والمطاعم وقاعات السينما ومراكز الترفيه الأخرى.
ووفق تقديرات وكالة (ستاندرد آند بورز) للتصنيف المالي، فإنّه في حال تراجع الاستهلاك، خصوصا في قطاعي النقل والترفيه، بنسبة 10 بالمئة، فإنّه من الممكن أن ينخفض إجمالي الناتج المحلي بنحو 1.2 نقطة. وتوقعت أن يتجنب المستهلكون الأماكن العامة وستكون القطاعات القائمة على إنفاق الأسر الأكثر تضررا وسيفاقم ذلك التباطؤ الاقتصادي في أوروبا.
تراجعت نسبة السياحة الداخلية بين دول الاتحاد الأوروبي بنسبة كبيرة خلال الموسم الجاري، مقارنة بالسنة الماضية، إذ تم تسجيل إلغاء الحجوزات وتراجع عن الحجز المسبق.
إلغاء بورصة برلين
سجلت مختلف الوكالات السياحية تراجعا في رقم أعمالها بشكل كبير منذ بداية سنة 2020، بسبب التراجع في نسبة الحجز في الرحلات داخل دول أوروبا وإلى إيطاليا بشكل خاص، خلال مطلع السنة الجارية، مقارنة مع العام الماضي.
وأفاد الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) مطلع الأسبوع، أنّ العديد من المسافرين يتخلون عن تذاكر الطائرة خوفا من السفر بسبب وباء فيروس كورونا (Covid-19)، مشيرا إلى أنّ آفاق السفر الجوي في الأسابيع القليلة المقبلة ربما لن تكون جيدة بما فيها الكفاية.
ووفقا لــ (IATA)، ذكرت شركات الطيران أنّ قرابة نصف مسافريها لم يتمكنوا من السفر على متن رحلاتهم، وأعلنت شركة النقل الكبرى، والتي لم يحدد الإتحاد اسمها، عن انخفاض بنسبة 108 بالمئة في حجوزات الرحلات الجوية إلى إيطاليا، فضلا عن طلبات إلغاء التذاكر ملحوقة بزيادة كبيرة في طلبات سداد ثمن تلك التذاكر.
بينما كشفت منظمة السياحة العالمية عن تأثير فيروس كورونا علي السياحة بالعالم، منوّهة إلى أنّ الوباء أدى إلى انخفاض نسبة الطلب على الطيران، كما انخفض معدل الحجوزات السياحية بشكل عام منذ ظهور الفيروس حتى الآن.
وقالت مجموعة شركات الطيران IAG، التي تمتلك شركات British Airways وIberia، إنّها تتوقع تراجع أرباحها بسبب الفيروس. لكنها لم تستطع إصدار توجيهات أرباح دقيقة للعام الجاري بسبب الشكوك المحيطة بالموقف.
بينما حظرت الحكومة السويسرية أي تجمع لأكثر من ألف شخص حتى الـ 15 من آذار على الأقل، ما أدى إلى إلغاء معرض جنيف الدولي للسيارات.
وعلى صعيد متصل أدى إلغاء المعرض السياحي العالمي المعروف ببورصة برلين الى ضرب صناعة المؤتمرات والمعارض السياحية العالمية في مقتل إذ تلقت السياحة العالمية صدمة كبيرة بعد إلغاء بورصة برلين السياحية الدولية بسبب انتشار فيروس كرونا، الأمر الذى لم يحدث منذ بدء تنظيم
هذا المعرض السياحي العالمي على مدى 54 عاما مضت، إذ تعد هذه البورصة هي الأقوى والأشهر عالميا، وكان سيشارك فيها هذا العام 180 دولة.
انخفاض العائدات
أرقام منظمة السياحة العالمية، تشير إلى أنّ عدد السياح الدوليين الوافدين ارتفع بنسبة 4 في المئة خلال الفترة بين كانون الثاني و أيلول من العام 2019.
وأشارت المنظمة إلى أنّ وجهات السياحة في جميع أنحاء العالم بلغت 1.1 مليار سائح دولي في الأشهر التسعة الأولى من العام 2019 بزيادة 43 مليون مقارنة بالفترة نفسها من العام 2018، تمشيا مع توقعات سابقة لنمو يتراوح ما بين 3 و4 بالمئة خلال العام 2020.
وتحقق السياحة الدولية عائدات تصل إلى 1.7 تريليون دولار اعتبارا من العام 2018، وتظل ثالث أكبر فئة تصدير للوقود (2.4 تريليون دولار) والمواد الكيماوية (2.2 تريليون دولار). وتمثل السياحة الدولية نحو 29 في المئة من صادرات الخدمات في العالم، و7 في المئة من إجمالي الصادرات، وفي بعض المناطق تتجاوز هذه النسب المتوسط العالمي، وخاصة الشرق الأوسط وأفريقيا إذ تمثل السياحة أكثر من 50 بالمئة من صادرات الخدمات ونحو 9 بالمئة من إجمالي الصادرات. وتشير البيانات والأرقام المتاحة، إلى أن عائدات أوروبا من السياحة انخفضت بنسبة 25 في المئة مع تسجيل أول حالات الإصابة بالمرض. ومع تراجع الحجوزات، اضطرت شركات الطيران إلى التكيف من خلال اتخاذ تدابير مثل إرسال الموظفين في إجازة غير مدفوعة الأجر، أو تنفيذ عمليات تسريح مؤقتة، أو إنشاء تجميد للأجور أو إبقاء طائراتها على الأرض.
ونظرًا لتأثير فيروس كورونا (Covid-19)، يواصل اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) الاتصال بمنظمي الحركة الجوية في العالم لحملهم على رفع لوائح ( فتحة المطار) على الفور لموسم 2020.
وذكر الإتحاد أنّ قرابة 43 بالمئة من جميع الركاب يغادرون من أكثر من 200 مطار متصل بشبكة واحدة في جميع أنحاء العالم. وتعني اللوائح الحالية أنه في ظل الظروف العادية، يجب على شركات الطيران استخدام ما لا يقل عن 80 بالمئة من هذه الفتحات، ما قد يؤدي إلى فقدان جزء كبير من مخصصاتها في موسم الطيران
التالي.