انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط خلال الجلسة الآسيوية، أمس الجمعة، لتشهد الأدنى لها منذ الثاني من آذار.
ويأتي ذلك على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة من قبل الاقتصاد الأميركي أكبر منتج ومستهلك للنفط في العالم، ومع التطلع إلى فعليات اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارجها وعلى رأسهم روسيا أو ما بات يعرف بـ "أوبك +" في فيينا وسط الانقسام بين المملكة العربية السعودية وروسيا حول الحاجة من عدمه للتوسع في خفض الإنتاج لتعويض الطلب الذي تأثر سلباً بانتشار كورونا.
وفي تمام الساعة 04:57 صباحاً بتوقيت غرينتش انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط "نيمكس" تسليم نيسان المقبل بنسبة 1.59 بالمئة لتتداول عند مستويات 45.37 دولارا للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 46.09 دولارا للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الخميس عند مستويات 45.90 دولارا للبرميل.
وتراجعت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم آيار 1.72 بالمئة لتتداول عند 49.40 دولارا للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 50.25 دولارا للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت التداولات أيضا على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الخميس عند 49.99 دولارا للبرميل، بينما انخفض مؤشر الدولار الأميركي 0.06 بالمئة إلى 96.57 مقارنة بالافتتاحية عند 96.62.
الدول الأعضاء في منظمة أوبك وافقوا على التوسع في خفض الإنتاج بنحو 1.5 مليون برميل يومياً خلال الربع الثاني من هذا العام، ضمن الجهود الرامية لتوازن
سوق النفط والحد من نزيف أسعار النفط وسط المخاوف من انتشار فيروس كورونا عالمياً والذي أثقل على الطلب العالمي على النفط وبالأخص من الصين أكبر مستورد للطاقة في العالم وثاني مستهلك للطاقة عالمياً.
وأفاد التقرير أن القرار لا يزال متوقفا على موافقة روسيا، وجاء ذلك في بعد أن أعرب وزير المالية الروسي بالأمس عن كون روسيا ثاني أكبر منتج للنفط في العالم، مستعدة لمواجهة أي تراجع محتمل في أسعار النفط، وذلك في حالة أخفقت أوبك وحلفاؤها في التوصل لاتفاق حيال خفض الإنتاج خلال اجتماعهم في فيينا خلال الأسبوع الحالي، موضحاً أن بلاده شريك رئيسي في اتفاق خفض إمدادات النفط العالمي، ومضيفاً أنه لم يتم التوصل لاتفاق بعد.
يذكر أن وزير النفط الإيراني بيجن زنجنه نوه، الأربعاء، أنه بالنظر إلى مقترحات اللجنة الفنية المشتركة لمنظمة أوبك، من المرجح تعزيز خفض الإنتاج بواقع 500 ألف برميل يومياً، مع أفادته بأن روسيا قد تعارض خفض الإنتاج حتى آخر لحظة، مضيفاً أنه من الضروري أن تعمل أوبك وحلفاؤها وعلى رأسهم روسيا معاً من أجل موازنة سوق النفط، وجاء ذلك قبل التقارير التي تطرقت مؤخراً لكون أوبك تدرس
تعزيز خفض الإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل.
وكان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أعرب في مطلع هذا الأسبوع عن كون بلاده لم تتلق أي اقتراحات من منظمة أوبك تتعلق بخفض المنظمة وحلفائها المنتجين للنفط من خارجها للإنتاج بواقع مليون برميل يومياً، مضيفاً أن بلاده تقيم في الوقت الراهن الاقتراح السابق الذي تقدمت به اللجنة الفنية لمنظمة أوبك وحلفائها المنتجين من خارجها وعلى رأسهم بلاده.
ويذكر أن اللجنة الفنية لأوبك + اقترحت الشهر الماضي خفض الإنتاج بواقع 600 ألف برميل يومياً حتى حزيران المقبل، إلا أن روسيا لا تزال تؤكد أنها تدرس الأمر ولم تتخذ قراراً بعد، لكون تحالف أوبك + ينفذ حالياً خفضا بواقع 1.7 مليون برميل يومياً حتى نهاية آذار، وفي حالة الموافقة على المقترح الأخير من قبل الدول الأعضاء في أوبك سيرتفع إجمالي التخفيضات إلى 3.2 مليون برميل يومياً خلال الربع الثاني.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر الجمعة الماضية، فقد انخفضت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع منصة واحدة لإجمالي 678 منصة خلال الأسبوع المنقضي مع نهاية الشهر الماضي، لتعكس أول تراجع أسبوعي لها في أربعة أسابيع، ويذكر أن الإنتاج الأميركي للنفط ارتفع خلال الشهر الماضي إلى مستويات 13 مليون برميل يومياً والتي بلغها لأول مرة مطلع هذا
العام.