بغداد/ مصطفى الهاشمي
يشهد الاقتصاد العراقي، وكذلك السوق العراقية، ظروفا استثنائية تدعو إلى اعتماد بدائل من شأنها تمشية الأمور بأفضل صورة وأقرب ممّا كانت عليه قبل انتشار فيروس "كورونا" في الأسابيع الأخيرة.
ويرى مجموعة من المختصين بالشأن الاقتصادي ضرورة اعتماد أفضل البدائل التي تناسب المرحلة الراهنة، وهو تفعيل الاقتصاد الرقمي ودعم سبل ووسائل العمل من المنزل بتشريعات قانونية استثنائيَّة.
الاقتصاد الرقمي
يعرف الاقتصاد الرقمي بأنّه الاقتصاد الذي يقوم في مجمل عملياته على المعلومات، ويستند في أغلب خطواته على استخدام تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، التي ألغت الحواجز أمام تدفق المعلومات والسلع والخدمات وحركة رؤوس الأموال، من وإلى أيّة نقطة في العالم، وفي أيّ وقت، ويسمح الإقتصاد الرقمي بإرسال واستقبال أيّ مبلغ من العملات الألكترونية لحظياً في أيّ زمان ومكان.
وفي هذ الشأن قالت الباحثة الاقتصادية لبنى الشمري إنّ "انتشار استخدام شبكة الإنترنت بين الجمهور وعبر الهواتف المحمولة والحواسيب فتح آفاقا جديدة للعمل ومنها إمكانية العمل من البيت".
وأضافت الشمري لـ"الصباح": إنّ "العمل من البيت، وخصوصا في القطاع الحكومي، بحاجة إلى تشريع وسنّ قوانين مناسبة لتعزيز هذه التجربة وتفعيلها ليس في أيّام الأزمات والكوارث فقط، بل في جميع الأوقات".
وبيّنت أنّ "تفعيل العمل بهذا الجانب من شأنه أن يحقق نسب إنجاز متقدمة في انتاجية الموظفين وتوفير الوقت والجهد في تنفيذ المعاملات في الحكومة الألكترونية".
التعاملات الماليَّة
من خلال أنظمة الدفع في نظام المدفوعات الخاص بالبنك المركزي تتحقق خطوات تعزيز دور الشمول المالي من خلال الخدمات الرقمية التي تقدّمها المصارف ومزوّدو خدمات الدفع الألكتروني إذ يمثل بعداً مهماً في استرتيجية المركزي وأتمتة العمل من خلال استخدام أدوات الدفع الألكتروني والتشجيع على استخدام الخدمات المالية والمصرفية التي تقدمها المصارف ومزوّدو خدمات الدفع الألكتروني.
ويرى الأكاديمي الاقتصادي الدكتور ماجد البيضاني" ضرورة توعية الجمهور بأهمية التعامل النقدي عبر الهاتف من خلال تطبيقات خاصة بشركات الهواتف النقالة، والتي باشرت العمل فيها منذ سنوات قليلة ماضية".
وأضاف البيضاني لـ "الصباح" إنّ "هناك الكثير من المواطنين يجهلون طريقة عمل المحافظ الألكترونية التي اطلقتها شركات الاتصالات بالتعاون مع البنك المركزي من خلال نقاط البيع لتحويل الأموال واستلام المبالغ من وإلى أفراد الأسرة والأصدقاء من خط الهاتف بطريقة فعّالة وآمنة
ومريحة".
التسوق الألكتروني
بيّن البيضاني أنّ "هذه الخدمات تتيح أيضا تحويل الأموال من خلال استخدام خط الهاتف أيضا، إلى جانب إمكانية التسوق عبر الإنترنيت من مواقع التجارة الألكترونية في العراق عبر بوابة الدفع الألكتروني، والتي تتيح شراء مختلف أنواع البضائع والخدمات والمنتجات، الأزياء، حجوزات الطيران والكثير غيرها". وقال البيضاني: إنّ "ما يمرّ به البلد من ظروف استثنائية وتقييد الحركة لمنع انتشار "كورونا" فإنّ التسوق الألكتروني عبر الهاتف سيكون آمنا من جميع النواحي كونه يغني عن الذهاب إلى الأسواق والأماكن المزدحمة، ويجنّب التعامل بالنقود الورقية التي قد تكون أحد أسباب انتشار الفيروس، ما يحقق الجدوى على المستوى الصحي
والاقتصادي".