ياسر المتولي
تمضي أيام على وباء « كورونا « والتوقعات أن يستمر لبضعة أشهر لا سمح الله. والمتتبع لآثاره الاجتماعية والاقتصادية يصل، مثلما أرى، إلى أنّ نتائجها تعادل متغيرات تحدث كل ربع قرن أو ما يزيد.
من أجل ذلك أجزت لنفسي إطلاق هذا العنوان الذي يحمله العمود هذا وفيه استقراء لبعض نتاىج ما قد يحدث بعد انتهاء هذه الحقبة، وأقصد « كورونا « وهي نتيجة حتمية مستقاة من حقيقية لا جدال ولا اختلاف حولها مفادها كل شيء إلى زوال .
ما الآثار الاجتماعية والاقتصادية التي خلفها كورونا؟
اجتماعياً لقد مسخ هذا الوباء عادات اجتماعية لا يمكن تغييرها بمثل هذه المدة القصيرة، تحتاج إلى ثلاثة عقود حتى تتغير، ومثال ذلك التصافح، والتقبيل، والزيارات المتكررة بين الأقارب والأصدقاء، وريادة الأماكن المزدحمة، كل هذه الأمور أصبحت حقيقة تتلاشى في المستقبل وستكون ثقافة جديدة على المجتمع كان يحتاج إلى حقبة من الزمن لكي يتقبلها الناس لكن كورونا اختزلها بأيّام معدودات.
والمؤشر الآخر على مفهوم الحقبة أنّ عدد الوفيات حول العالم
لم يصادف بهذه الحجم
والأعداد خلال حقبة من الزمن باستثناء الحروب الجرثومية والله أعلم .
اقتصادياً، وهو ما يهمنا في هذه الصفحة، فإنّ الخسائر التي تكبدها العالم بسبب هذا الوباء تعادل ما يزيد على فروقات الخسائر على مدار ربع أو نصف قرن من الكساد والركود، والأسباب معروفة لديكم إذ توقف كل شيء، والملاحظ أنّ السلوك الاستهلاكي لدى أغلب شرائح المجتمع من الميسورين ومتوسطي الدخل قد
ارتفع أضعافا وخصوصاً في العراق خلال مرحلة حظر التجوال،إذ لا بديل عن ساعات العمل سواء للموظفين أو أصحاب المصالح الخاصة من
تناول وجبات من الطعام على مدار الساعة، فنعمة اللهو بالعمل هذه هي فضاءها للاستغناء عن الطعام لساعات طويلة.
هذا الجانب يخص من التزموا فعلياً بالحظر ونسبهم متفاوته حسب مستوى الوعي قطعاً .
هنا تكمن المشكلة المترابطة، كساد اقتصادي مع توقف شبه تام للحياة حول العالم ما ينذر بنفاذ أي مخزون غذائي عند ذاك نشعر بالإخفاق لا سمح الله .
عليه يتعين علينا أن نرشّد استهلاكنا في كل شيء لكي نجاري الوضع إلى أن يحكم الله تعالى بأمر كان مقضيا وتنجلي الأزمة .
وجهة نظر متابع ومحلل اقتصادي واستقراء شخصي ولكن الحكم والتقدير لكم في ما سيحدث .