تسريح نحو 10 ملايين من وظائفهم

اقتصادية 2020/04/05
...

واشنطن / نافع الناجي
 

قوّض انتشار فيروس" كورونا" أطول مراحل الانتعاش في الوظائف الأميركيّة طيلة نصف قرن، حيث اضطرت آلاف المصانع والشركات والمتاجر والمطاعم، إلى تسريح نحو عشرة ملايين أميركي من العمل في غضون أسبوعين فقط، في واحدة من أسرع الانهيارات، التي تشهدها سوق العمل الأميركية على الإطلاق، ويحذر الاقتصاديون من أن البطالة قد تصل إلى مستويات لم تشهدها البلاد منذ الكساد الكبير، مع تراكم الأضرار الاقتصاديّة الناتجة عن الأزمة حول العالم.
وبات في حكم المؤكد تقريباً، أن التداعياتِ الاقتصاديّةَ المتصاعدةَ والمتواليةَ، تشير إلى بدايةِ ركودٍ عالمي، مع فقدانِ الوظائفِ، التي من المرجح أن تتفوقَ على تلك التي سجلت في فترة الركود العظيم منذ أكثر من عقد من الزمان.
 
ملايين طلبات الإعانة
مع نهاية الأسبوع المنصرم، جرى تسجيل 6.6 ملايين طلب إعانة بطالة جديد، إضافة إلى 3.3 ملايين في الأسبوع الذي سبقه، مع وجود أجزاء كبيرة من أميركا قيد الإغلاق في محاولة لاحتواء هذه الآفة، يتوقع أن يصل فقدان الوظائف إلى 20 مليونًا وقد يرتفع معدل البطالة إلى 15 بالمئة بحلول نهاية الشهر الحالي، كما يعتقد العديد من الاقتصاديين. وقالت هايدي شييرهولز، الخبيرة الاقتصادية في مركز أبحاث" معهد السياسة الاقتصادية"، إن" هذا النوع من الانقلاب على سوق العمل في مثل هذا الوقت القصير لم يسمع به أحد على الاطلاق". ويخضع ما يقرب من 90 بالمئة من سكان الولايات المتحدة الآن لطلبات البقاء في المنزل، وهناك العديد من المصانع والمطاعم والمتاجر وغيرها من الشركات مغلقة أو شهدت انخفاضًا شديداً في المبيعات.
 
حزمة إنقاذ
وبرغم ان إدارة الرئيس الأميركي قد صدقت حزمة عملاقة من المحفزات، حيث بات يمكن للعمال المفصولين الافادة من الأموال المتاحة في إجراء الإنقاذ البالغ 2.2 تريليون دولار الذي أقره الكونغرس، لكن لو طال أمد الفيروس وبقيت حركة المصانع والقطاعات الإنتاجية مشلولة، فإن التداعياتِ ستكون هائلةُ جدا. ويضيف هذا الإجراء 600 دولار في الأسبوع إلى إعانات البطالة، ويمد صلاحية الحصول عليها لمدة 39 أسبوعًا وللمرة الأولى يضم العاملين بدوام جزئي والعاملين في ما يسمى اقتصاد الحفلة، مثل سائقي أوبر وليفت وغيرهم.
 
وظائفٌ جديدةٌ
في بارقة أمل لمن فقدوا وظائفهم جراء وباء" كورونا" المستجد، كشفت شركة أمازون عن توفير عشرات آلاف الفرص الجديدة في أميركا، في خطوة تهدف لتخفيف تداعيات الوباء الفيروسي على مختلف المناطق بالعالم، وفي الوقت نفسه مساعدة الشركة على مواجهة الطلب المتزايد على منتجاتها.
وفي أميركا فقد ملايين الأشخاص أعمالهم وسط توقعات ومخاوف من أن تصل نسبة البطالة إلى 30 بالمئة على المستوى الوطني، حسب بعض التقارير، لكن برغم هذه الأجواء القاتمة تفتح شركة أمازون عملاق البيع بالتجزئة على الإنترنت نافذة أمل لكثيرين ممن فقدوا وظائفهم، حيث قال المدير التنفيذي" جيف بيزوس" في رسالة إلى عشرات الآلاف من موظفي الشركة، إن شركته تستعد لتوظيف 100 ألف شخص.
وأوضح أن تداعياتِ وباء" كورونا" كارثيّةٌ على الاقتصاد في أميركا والعالم، معربا عن أمله في أن يقدم الذين سرحوا من عملهم في المطاعم والبارات وغيرها، لاستغلال فرص العمل المتاحة حاليا في أمازون. وأضاف" جل وقتي وتفكيري مكرسٌ لوباء كوفيد- 19 وأفضل الأدوار التي يمكن أن تلعبها أمازون( للتغلب عليه). أطمئنكم بأن أمازون لن تتوقف في البحث عن فرص جديدة للمساعدة".
وقد زاد الطلب على شركات البيع الالكترونية خصوصا أمازون، بشكل كبير منذ اندلاع وباء" كورونا" في الصين، وأصبحت أمازون ملاذا للكثيرين للحصول على حوائجهم الضرورية، بعد إغلاق كثير من المحال والشركات أبوابها جرّاء المرض، أو بسبب نفاد البضائع المهمة التي بحوزتها بسبب الهلع الذي أصاب المواطنين. وكنتيجة لهذه الظروف اضطرت أمازون إلى إجراء تعديلاتٍ جوهريّةٍ في طريقة عملها من حيث عملياتُ البيعِ والشراء والتخزين والنقل والترحيل.