سعد الطائي
يعد تحقق الرضا لدى الموظف او العامل أحد اهم العوامل المشجعة والمحفزة لزيادة انتاجيته، وهي هدف كل مؤسسة لما تشكله الإنتاجية المتزايدة من مضاعفة للأرباح.
ويتحقق الرضا الوظيفي بتوافر مجموعة من العوامل والتي يمكن ايجازها بضرورة توفير البيئة المناسبة والصالحة للعمل والتي تكون ملائمة لان يؤدي الموظف العمل المطلوب منه بالشكل الأفضل وتوفير الراتب والأجور المجزية نظير الجهود التي يقوم بها وتوفير الاهتمام الإنساني وحسن التعامل وهندسة العلاقات البشرية مع الملاكات العاملة وبما يؤدي الى إضفاء أنسنة أكثر للعمليات الإنتاجية بجميع مدخلاتها ومخرجاتها والتقليل من تشيئها ومن ثم تنميطها وجمودها.
فضلاً عن وضع الشخص المناسب بالمكان المناسب له بحيث لا يتم هدر الكفاءات وتعريضها للإهمال، كما ان الحوافز المالية والتي تكون بمثابة مكافآت نظير الزيادة في الإنتاجية أو التميز في نوعيتها والتي يقدمها الموظف تشكل عاملاً مهماً من عوامل الرضا الوظيفي، فهي بمثابة تشجيع له على تقديم المزيد والمتميز من الناتج الوظيفي الذي يصب بالمحصلة النهائية في انتاج المؤسسة الاقتصادية التي ينتمي اليها. كما أن حرص الادارة على تذليل الصعوبات التي تواجه الموظف اثناء ادائه للأعمال المطلوبة منه والعمل على حل جميع المشكلات التي تعترض مسيرة العمل الإنتاجي وإيجاد الحلول المناسبة لها، يضمن ديمومة الإنتاجية وتواصل نموها وزيادتها.
لذا فإنه من الضروري جداً الحرص على توفير اقصى عوامل الرضا الوظيفي للعاملين في مختلف القطاعات الإنتاجية في المؤسسات الاقتصادية العراقية لما لتوافر هذه العوامل من أهمية ودور كبير في زيادة إنتاجية العامل بالشكل الذي يحقق المزيد من النجاح للمؤسسة الاقتصادية وهو ما يسعى لتحقيقه جميع المؤسسات الإنتاجية.
ويمكن للمؤسسات الاقتصادية العراقية ان تنقل التجارب الناجحة لبعض المؤسسات في بعض دول العالم في مجال تحقيق الرضا الوظيفي وما انتجته هذه التجارب من مردودات إيجابية سواء على صعيد القوى العاملة لديها من حيث أدائها ورضاها الوظيفي وعلى مستوى انتاجيتها او على صعيد المؤسسة الاقتصادية وما تمكنت من تحقيقه من زيادة في الإنتاجية انعكست على نجاحها في الأسواق الاقتصادية بشكل عام في ظل التنافسية مع المؤسسات الاقتصادية الأخرى وما تحقق لديها من أرباح مالية مضاعفة بفعل تحقق عوامل الرضا لموظفيها.
إن تحقيق عوامل الرضا الوظيفي في المؤسسات الإنتاجية العراقية ضرورة ملحة من اجل دعم وتطوير وزيادة إنتاجية العاملين فيها وبما يحقق اقصى درجات النجاح لها وهو ما يمكن الوصول اليه بواسطة المستوى العالي لأداء ملاكاتها الوظيفية بمختلف درجاتهم واختصاصاتهم العلمية والفنية، والوصول الى رضا هذه الملاكات عن بيئة العمل وعن طرق التعامل التي تسلكها إدارات المؤسسات الإنتاجية معهم.