أربعُ وزاراتٍ ومذهبان

آراء 2018/12/17
...

حمزة مصطفى
 
الوزارات الأربع هي "التربية، التعليم العالي، الدفاع، الداخلية". إثنتان منهما سياديتان وهما الداخلية والدفاع. أي دونهما في التوزير خرط القتاد. الاثنتان الباقيتان ليستا سياديتين. يعني "أهون شوي" لكن وعند الـ "لكن" تسكب العبرات. فهذه الوزارات الأربع "شلع قلع" يحتكرهما مذهبان أو طائفتان من دين واحد وهما السني والشيعي أما الدين فهو الإسلام. بمعنى أدق "ياويله المسيحي أو الأيزيدي أو الصابئي) يتقدم للترشح لإحدى هذه الوزارات الأربع.
ليجرب حظه في وزارات أخرى "ماكو مانع" لكن مع بعض الاستثناءات. فحين رشحت مسيحية للعدل طلع للعدل ألف أب وخال وعم، لازم نأخذ موافقتهم قبل أنْ نزف المحروسة حقيبة العدل الى "بعلها" المسيحي. هنا عند العدل أخذتنا نحن المسلمين العزة بالإثم. استحضرنا كل ثارات أصحاب الجسر. وفتشنا في فتوحات خالد بن الوليد في بلاد الروم. آه من ريتشارد قلب الأسد. حتى صلاح الدين الأيوبي المختلف عليه طائفياً وجدناه "من الغبشة" قرب كراج العلاوي يسأل عن موقع وزارة العدل للذود عنها بالضد من الزحف الصليبي.
أما الإخوة الأيزيديون والصابئة فليس من حقهم التفكير مجرد التفكير برئاسة قسم في كلية أهلية غير معترف بها. يحصل هذا الآن، أي بعد ستين عاماً من تعيين الزعيم عبد الكريم قاسم للصابئي عبد الجبار عبد الله رئيساً لجامعة بغداد. وحين اعترض من اعترض على الزعيم لتعيينه صابئياً لمنصب رفيع مثل جامعة بغداد أطلق مقولته المشهورة "عينته رئيساً لجامعة لا إماماً 
لجامع".
المهم "ماعلينه". سأعود الى الوزارات الأربع. إذا السنة تسلموا التربية يجب أنْ تكون التعليم العالي من حصة الشيعة وبالعكس. وإذا تسلم السنة وزارة الدفاع فإنَّ الداخلية لا بدَّ أنْ تصبح من حصة الشيعة وبالعكس. قاعدة ذهبية، فضية، برونزية، تنكية ما "تقبل غلط". لماذا؟ لكي يتحقق التوازن الطائفي "طبعاً من باب التخفيف يسمونه الوطني". أين الوطنية هنا "والله ما أدري" على
 "كولة" البعض.
بالمناسبة مثلما والله ما أدري أصبحت أيقونة فإنَّ البعض أصبحت هي الأخرى أيقونة. الحمد الله لم يذهب تعبنا بـ"بلاش". المهم طلعنا بحصيلة بلاغية مضافة الى لسان العرب مع تمنياتنا للأخ إبن منظور بالتوفيق. السؤال الغائب الحاضر هو.. ماذا قبض العراقيون من الوزير السني لهذه الوزارة والشيعي لتلك وبالعكس أيضاً؟ لنبدأ من التربية وصولاً الى التعليم العالي. جرب تسأل خريجاً في العلوم السياسية عن عبدالرحمن البزاز سيكون الجواب "أخو سعد البزاز". جرب تسأل خريج آداب عن المتنبي سيأتيك الجواب على الفور شارع في نهايته كبة مشهورة اسمها "كبة السراي". جرب تسأل خريج جغرافية عن الإدريسي سيأتيك الجواب مكتبة في شارع 40 في حي الحسين.
بعد.. لنذهب الى الدفاع والداخليَّة. ماذا استفاد العراقيون من وزير "الا" شيعي أو سني. لا أريد أنْ أصير وطني زايد وأقول وزروا مسيحياً أو أيزيدياً أو صابئياً أو تركمانياً بل لماذا ليس إثنينهم شيعة أو إثنينهم سنة مثلاً، على سبيل المثال فقط. هل تحقق التوازن مثلاً عندما دخل الإرهاب وأحتل مدناً ومحافظات؟ هل تحقق التوازن سواء أيام التفجيرات الدامية أم استمرار العصابات والسلاح المنفلت
 والمخدرات وووو.