واشنطن / نافع الناجي
مازالت مصائب الاقتصاد الأول في العالم تتوالى نتيجة تصدر الولايات المتحدة الاميركية لقائمة ضحايا فيروس كورونا بما يزيد عن عشرين الف حالة وفاة، والتي فاقت كل بلدان العالم الأخرى وتسببت بإغلاق معظم المنافذ الاقتصادية والصناعية والتجارية للبلاد مكبدة أسواق الأسهم خسائر ضخمة، فضلاً عن سوق الخام وضعف المستوى الاستهلاكي ومواصلة الدولار خسائره الأسبوعية وانحدار قيمته.
فقد تراجعت أسعار المستهلكين، بأكبر قدر فيما يربو على 5 سنوات في شهر آذار/مارس الماضي، ومن المرجح أن تشهد مزيداً من الانخفاضات مع ضغط تفشي فيروس (كورونا) على الطلب لبعض السلع والخدمات، ما يبطل أثر زيادات ترتبط بنقص المعروض نتيجة لتعطيلات في سلاسل الإمداد.
أكبر تراجع استهلاكي
وأوضحت وزارة العمل الأميركية ، إن مؤشرها لأسعار المستهلكين انخفض 0.4 بالمئة الشهر الماضي وسط تهاوٍ في تكاليف البنزين والإقامة الفندقية والملابس وتذاكر الطيران، وهذا يعد أكبر تراجع منذ مطلع العام 2015 ويعقب زيادة 0.1 بالمئة في شباط/فبراير وفي الاثني عشر شهراً الماضية حتى نهاية آذار، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 1.5 بالمئة بعد زيادته 2.3 بالمئة في شباط/ فبراير.
وتوقع اقتصاديون تراجع مؤشر أسعار المستهلكين 0.3 بالمئة في آذار، وهبوطه 1.6 بالمئة على أساس سنوي.وقالت وزارة العمل إن تقرير الشهر المذكور تأثر بفيروس (كورونا)، إذ تقرر تعليق جمع البيانات عبر الزيارات الشخصية في 16
منه.
وباستبعاد مكوني الغذاء والطاقة، يكون مؤشر أسعار المستهلكين تراجع 0.1 بالمئة في آذار، منخفضاً للمرة الأولى منذ آذار 2010. برغم ان المؤشر المسمى بالأساسي كان قد زاد 0.2 بالمئة لشهرين متتاليين. ليتراجع التضخم الأساسي في آذار بفعل انخفاض أسعار السيارات الجديدة.
تعزيز الإقراض
من جهته يمضي الدولار الأميركي على مسار تكبد خسارة أسبوعية بعد أن تقلص الطلب على الملاذ الآمن بفعل برنامج إقراض جديد ضخم لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) للشركات الصغيرة ومؤشرات على تباطؤ معدل الإصابات بفيروس
كورونا.
وتقدم الجنيه الاسترليني واليورو مقابل الدولار، في الوقت الذي تنفست فيه الأسواق الصعداء بعد أن غادر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون العناية الفائقة عقب دخوله المستشفى لمعاناته من
أعراض كوفيد-19.
مؤشرات أولية
ومقابل اليورو، استقر الدولار خلال التعاملات عند 1.0941 دولار، ويتجه صوب الانخفاض 1.3 بالمئة على أساس أسبوعي. وجرى تداول الدولار عند 0.9657 فرنك سويسري ليسجل انخفاضاً 1.1 بالمئة على أساس أسبوعي. وفي الصين يتجه اليوان صوب الصعود 0.8 بالمئة مقابل الدولار على أساس أسبوعي في الوقت الذي تواصل فيه الصين الإعلان عن انخفاض في حالات الإصابة الجديدة بفيروس
كورونا.
بينما قفز الدولار الأسترالي 6 بالمئة مقابل نظيره الأميركي هذا الأسبوع، ما يسلط الضوء على انحسار التوتر في الأسواق العالمية، والعملة الأسترالية شديدة التأثر بالإقبال على المخاطر بسبب اعتماد أستراليا على الصين وتجارة السلع الأولية
العالمية.
واستقر الاسترليني عند 1.2465 دولار، ويتجه صوب تسجيل مكاسب 1.6 بالمئة منذ بداية الأسبوع ومقابل اليورو يتجه الاسترليني صوب تحقيق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي.في حين ارتفع الدولار الكندي والكرون النرويجية والروبل الروسي مقابل الدولار هذا الأسبوع، لكن تحقيقها للمزيد من المكاسب محل شك مادامت ملامح فيروس كورونا
مستمرة.