حسين علي الحمداني
عملية إكمال الكابينة الوزارية باتت صعبة جدا في ظل حالة الشد والجذب القائمة بين كل الأطراف التي كل منها تريد أن تحقق أهدافها على حساب الكتل الأخرى وبالمقابل هنالك من يريد إكمال تشكيل الحكومة والابتعاد عن إدارة الوزارات بالوكالة وهو الأسلوب الذي يريد الجميع التخلص منه من أجل بناء دولة المؤسسات أو على أقل تقدير مغادرة حقبة الوكالات لهذه الوزارات والمؤسسات.
ملف الوزارات الشاغرة يعيد السؤال التقليدي :ما الذي يجري في العراق؟ لعل هذا السؤال طرحه كل منا على نفسه وسمعه من الآخرين،والإجابة تختلف من شخص لآخر بحكم الزاوية التي ينظر منها للأحداث ورؤيته لها،وهذه الرؤية تتحكم بها عوامل عديدة ولكننا جميعا نشخص حالة بدأت تطفو على السطح تؤكد أن ما يجري حاليا هو صراع الطبقة السياسية في العراق،هذه الطبقة التي تحاول اليوم الخروج من أزماتها وتصديرها للشارع العراقي عبر المواقع الالكترونية ووسائل الإعلام وهو الأمر الذي ربما يرفضه الشارع العراقي الذي لا يريد أن يكون مع هذا الطرف أو ذاك لأسباب عديدة أولها أن الشارع العراقي لم يعد يحتمل أزمات جديدة ناتجة عن الصراع السياسي المستمر.
علينا أن نعترف أن هنالك أزمات كبيرة داخل الكتل السياسية الرئيسة،وهذه الأزمات تؤثر في كل شيء في العراق سواء في الخدمات وأيضا تعطل دور البرلمان في سن وتشريع القوانين خاصة وأن الكثير من جلسات البرلمان الأخيرة تحولت الى حلبات صراع سياسي بدرجة أو أخرى وهو الأمر الذي يجعلنا نطالب القوى السياسية بأن تضع خلافاتها الداخلية جانبا وتتجه لخدمة
الشعب العراقي.
المواطن العراقي يشعر حقيقية أن ما يجري من صراع سياسي يراد منه تصدير أزمة جديدة للشارع العراقي الرافض أصلا لأداء الكثير من القوى السياسية وعبر عن هذا الرفض في تظاهرات شعبية سلمية مطالبة بالإصلاح والقضاء على الفساد والمحاصصة،وهي مطالب لم يتحقق منها إلا الشيء القليل والذي لم يقنع الرأي العام العراقي الذي كان يتمنى خطوات إصلاحية أكثر توازي طموحات المواطن في كل مكان في العراق.
والمطلوب من هذه القوى أن تركز بشكل كبير على نقطة مهمة ومحورية أن العراق يقع ضمن منطقة ساخنة جدا وأن أحداثا كثيرة تحصل اليوم وستحصل غدا من شأنها أن تؤثر سلبا أو إيجابا في العراق ومنها بالتأكيد الانسحاب الأمريكي من سوريا وما يترك ذلك من فراغات كثيرة يتم استغلالها من قبل قوى دولية أخرى وأيضا من قبل قوى إرهابية والجميع يدرك أن أمن العراق مرتبط بأمن المنطقة وسوريا بشكل خاص ما يتطلب أن تكون لدينا حكومة قوية وقوى سياسية متكاتفة مع بعضها قادرة على حماية العراق أرضا وشعبا من أي تأثيرات قد تحصل هنا أو هناك كنتيجة طبيعية للتغيرات في ارض الواقع ومنها سوريا كما
أشرنا لذلك.