واشنطن تخطو إلى الخلف في حربها مع {هواوي}

علوم وتكنلوجيا 2020/06/18
...

سان فرانسيسكو/ أ ف ب
 
أعلنت الولايات المتّحدة أنّها وفي سبيل حماية مصلحة الشركات الأميركية قرّرت تعديل العقوبات المفروضة على عملاق الاتصالات الصيني "هواوي" والتي تمنعه من استخدام تكنولوجيا أميركية في تمديد شبكات الجيل الخامس لأنظمة الاتصالات.
تطوير أشباه الموصلات
وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضت في منتصف أيار عقوبات على المجموعة الصينية منعتها بموجبها من تطوير أشباه الموصلات في الخارج بالاعتماد على التكنولوجيا الأميركية.
غير أنّ وزارة التجارة الأميركية أعلنت في بيان أنّ هذا التدبير "لا ينبغي أن يمنع الشركات الأميركية من المشاركة في تطوير معايير مهمة" في شبكات الجيل الخامس.
وفي الواقع فإنّ التدبير الأميركي يحدّ كثيراً من مجال المناورة الذي تتمتع به هواوي، ثاني كبرى المجموعات العالمية في سوق الهواتف المحمولة، لكنّه يؤثّر أيضاً في لاعبين آخرين في هذا القطاع يعتمدون على هواوي، ويؤثّر كذلك في سلاسل التوريد العالمية.
 
تكنولوجيا الجيل الخامس
وهواوي هي الأكثر تقدّماً على الإطلاق في تكنولوجيا الجيل الخامس، المعيار الجديد للهواتف المحمولة الذي سيزيد من سرعة الاتصالات وقدراتها.
وتعد شبكات الجيل الخامس أساسية أيضاً لبناء السيارات الذاتية القيادة وتكنولوجيات أخرى فائقة التطوّر.
ونقل البيان عن وزير التجارة ويلبر روس قوله إنّ "الولايات المتّحدة لن تتخلّى عن دورها كرائد في الابتكار العالمي".
وكان القرار الصادر في منتصف أيار منع هواوي من شراء أشباه الموصلات "المنبثقة مباشرة" من المعرفة الأميركية.
وهذه المكوّنات الإلكترونية ضرورية في أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، لكنّها ضرورية أيضاً في الصناعة وقطاعي الطيران والسيارات.
وبموجب بيان وزارة التجارة الأميركية فإنّ هواوي ستتمكن من الوصول إلى تقنيات أميركية معيّنة "من أجل تطوير معايير".
وأوضح وزير التجارة الأميركي أنّ "هذا الإجراء يعترف بأهمية استغلال البراعة الأميركية لتعزيز وحماية اقتصادنا وأمننا القومي".
ويتّهم المسؤولون الأميركيون هواوي، أكبر مورّد في العالم لمعدات شبكة الاتصالات وثاني كبرى الشركات المصنّعة للهواتف الذكية، بتهديد الأمن القومي للولايات المتحدة بالتواطؤ مع بكين التي يمكن، بحسب واشنطن، أن تتجسّس على حركة الاتصالات العالمية. لكنّ الشركة الصينية العملاقة تنفي قطعياً هذه الاتهامات.
 
ضمان الأداء الوظيفي
ويصرح التعديل بإصدار تقنية معينة لشركة هواوي والشركات التابعة لها إذا كان يسهم في مراجعة أو تطوير معيار في منظمة المعايير.
وتقول القاعدة الجديدة: تواصل هواواي و 114 من الشركات الأجنبية التابعة لها في قائمة الكيانات المشاركة في العديد من منظمات المعايير الدولية الهامة التي تشارك فيها الشركات الأميركية أيضًا.
وقد أكد وزير التجارة الأميركي (ويلبر روس) Wilbur Ross هذا التطور في بيان قائلًا: تشكل المعايير الدولية حجر الأساس لتطوير المنتجات وتساعد على ضمان الأداء الوظيفي والتشغيل البيني وسلامة المنتجات.
وأضاف "من المهم للقيادة التكنولوجية الأميركية أنْ تكون الشركات الأميركية قادرة على العمل في هذه الهيئات من أجل ضمان أن مقترحات المعايير الأميركية قد تم النظر فيها بشكل كامل".
وأشار البيان إلى ضرورة مواجهة الحضور المتزايد لشركة هواوي في مجال (5G)، موضحًا أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن ريادة الابتكار العالمي.
ووفقًا لمصادر مطلعة على الصناعة ومسؤولين حكوميين أميركيين، فإنَّ التغيير في التعامل مع هواوي لا يجب أن ينظر إليه على أنه علامة على الضعف الأميركي، بل إنه يهدف إلى تخفيف المشكلات بالنسبة للشركات الأميركيَّة الناشئة.
وخفضت الشركات الأميركية مشاركتها في هيئة معايير (5G)، وذلك بالنظر إلى مستوى عدم اليقين بشأن التكنولوجيا التي يمكن مشاركتها مع هواوي، ما منح الشركة الصينية تأثيرًا كبيرًا في الإجراء بأكمله.
وتمثل القاعدة الجديدة خطوة طال انتظارها لتوضيح أنه يمكن للشركات الأميركية المشاركة في هيئات المعايير الدولية، حتى في حالة وجود بعض الكيانات المدرجة.
وقالت هواوي في بيان: إنها تريد مواصلة مناقشات المعايير مع النظراء، ومن ضمنهم النظراء في الولايات المتحدة، وأضافت أن الشمولية والحوار المثمر سيعززان بشكل أفضل صياغتهما ويشجعان على التنمية.
 
إنتاج أحدث هواتفها
أفاد تقرير جديد صادر عن صحيفة (نيكي آسيان ريفيو) Nikkei Asian Review بأن شركة هواوي أخبرت بعض الموردين بتأخير إنتاج أحدث هواتفها الذكية الرائدة لعام 2020.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن تعرضت عملاقة التكنولوجيا الصينية للعقوبات الأميركية الأخيرة، ما تسبب في فقدانها لمصدر توريد رقاقات الهاتف المحمول من شركة تصنيع الرقاقات (TSMC).
وتدرس شركة التكنولوجيا الصينية التعطل المحتمل لسلسلة التوريد بسبب حملة القمع المتصاعدة من الولايات المتحدة.
ويقال إن هواوي طلبت إيقاف الإنتاج لبعض مكونات السلسلة القادمة (Huawei Mate 40)، وعلاوة على ذلك، فقد قلصت الشركة أيضًا طلبات الشراء لأجزاء معينة في الأرباع القادمة.
ويقيم في الوقت الحالي بائع الهواتف الذكية الصيني تأثير تشديد الرقابة على الصادرات على نشاطه التجاري للهواتف الذكية بعد وضع اللوائح الجديدة.
وأصدرت الولايات المتحدة أوامر تمنع الموردين من خارج الولايات المتحدة من استخدام معدات أميركية لإنتاج رقاقات وفقًا للمواصفات التي وضعتها هواوي.
وقد أجبر ذلك شركة تصنيع معدات الاتصالات الصينية على إعادة تقييم مخزونها من رقاقات (HiSilicon) والبحث عن موردين بديلين لرقاقات سلسلة (Mate)، حيث تحاول موازنة إنتاج الهاتف الذكي مع الطلب المتوقع العام المقبل.
ووفقًا لجدولها السنوي، فإن هواوي تطلق عادةً أحدث سلسلة من هواتف (Mate) الرائدة في النصف الثاني من العام، وتعتبر هذه الفترة مليئة بشكل عام بعمليات الإطلاق البارزة، مثل أحدث سلسلة هواتف آيفون من آبل.