أزمة هوية!
آراء
2018/12/29
+A
-A
علي الهماشي
لذلك نجد بين فترة واخرى ولادة ظاهرة هنا واختفاء ظاهرة هناك وتتأرجح الاهواء بين التيارات العلمانية والاسلامية ونجد ان بعض الناس يحمل خليطا من هذا وذاك ... مما يدفع الى عدم بلورة رأي او اتجاه فكري يطغى على بقية الاتجاهات !! وهناك شريحة تشعر بعدم انتمائها للعراق في نوع من الشك بهويتها العراقية وهذا يحدث نوعا من الاهتزاز والاضطراب في البنية الفكرية والاخلاقية لها. ومازلنا لم نجد محاولات واضحة في رسم معالم الهوية العراقية بعد 2003، فلم يفلح لا التيار العلماني بكل مسمياته ان يبلور هوية عراقية تتخذ اطارها ولا التيار الاسلامي ،استطاع هو الاخر ان يؤطر المجتمع بذلك وكلا التيارين فقدعنصر التنظير والتثقيف ويتخذ من ردود الافعال منهجا لاثبات الهوية ... وتاتي ردود افعال هذه التيارات مصاحبة بالعنف بكل مجالاته كما هي حالة المراهقة التي يعيش الشاب في مرحلة مراهقته . ولهذا نرى ان المجتمع العراقي مازال يعيش (المراهقة) في شتى مجالات الحياة وتنتابه صرعات من القلق تنتج بعض الظواهر الهجينة هنا
وهناك ...
ومع هذا اعتبرها حالة طبيعية للنضوج وقد تمتد سنوات اخرى قد لانحتاج فيها الا ان نصاب (بعمى الالوان ) على حد تعبير مارتن لوثر كينغ في تشخيصه لمشكلة التمييز العنصري في الولايات المتحدة والعالم . او (نخفي الالوان) ان جاز التعبير وهو ما نبحث عنه ،لكي نبدأ ببلورة جهد عراقي اصيل ،لنخرج بهوية عراقية جديدة بعد التغيير ومرور عقد ونصف من الزمان، قد نعتبرها بداية لانتهاء مرحلة وبدء مرحلة جديدة . وما اقوله بحاجة الى جهد مؤسساتي والى حركة اجتماعية ثقافية ،يتبناها المثقفون المنتمون لهذا الوطن والا سنبقى في دوامة الازمة ! .