{يوروبول} تفكّك {إنكروتشات} للاتّصالات المشفرة

علوم وتكنلوجيا 2020/07/05
...

لاهاي/ أ ف ب
أعلنت الشرطة الأوروبية، أنها فككت شبكة اتصالات هاتفية مشفرة كانت تعتمدها مجموعات الجريمة المنظمة في أوروبا وسيلة أساسية في التخطيط لمحاولات اغتيال وصفقات مخدرات كبرى.
وكشفت قيادتا الشرطة في فرنسا وهولندا أنهما اخترقتا شبكة "إنكروتشات"، ما مكنهما من الاطلاع على ملايين الرسائل "من دون علم" مشتبه بهم خلال تواصلهم، ما سمح بإجراء أكثر من مئة عملية توقيف.
هواتف مشفّرة
ونبّهت "إنكروتشات" التي تبيع هواتف مشفّرة خاصة، في رسالة وجّهتها للمستخدمين في حزيران إلى ضرورة التخلّص من الأجهزة نظرا إلى أن خوادمها "صودرت خلافا للقانون من قبل كيانات حكومية".
وقال نائب المدير التنفيذي في جهاز الشرطة الأوروبية "يوروبول" ويل فان غيمرت في مؤتمر صحافي في لاهاي إن الاختراق الإلكتروني سمح للشرطة بـ"الاطلاع عن كثب" على عالم الجريمة المنظمة ومجموعاته.
وجاء في بيان مشترك لـ"يوروبول" و"يوروجاست، الهيئة الأوروبية المسؤولة عن تنسيق المتابعات القضائية والأحكام، أن الاختراق الإلكتروني أتاح "عرقلة الأنشطة الجرمية بما فيها الهجمات العنفية، والفساد، ومحاولات القتل وعمليات تهريب المخدرات على نطاق واسع".
وأشار البيان إلى "تناول بعض الرسائل مخططات لارتكاب جرائم عنفية وشيكة ما أتاح القيام بتحرّك فوري".
وبدأت السلطات الفرنسية التحقيق في العام 2017 بعدما تبيّن العثور "بشكل منتظم" خلال عمليات مكافحة المجموعات الجرمية على هواتف "إنكروتشات" التي تستخدم خوادم في فرنسا.
 
تخطي تقنية التشفير
وتابع بيان "يوروبول" و"يوروجاست" المشترك أنه "في ما بعد، أمكن زرع جهاز تقني قادر على تخطي تقنية التشفير والوصول إلى مراسلات المستخدمين".
وأفادت مصادر قضائية بأن ما بين 90 إلى 100 بالمئة من زبائن "إنكروتشات" مرتبطون بالجريمة المنظمة من خلال نحو 50 ألفا من الهواتف المتداولة.
 
إطفاء فوري
بعد ذلك دخلت الشرطة الهولندية على الخط بناء على معلومات أبلغتها بها الشرطة الفرنسية.
وأيضا جاء في البيان أن التحقيق "مكّن من اعتراض ملايين الرسائل التي تبادلها مجرمون من أجل التخطيط لجرائم خطيرة، ومشاركتها وتحليلها".
وتابع أن "سلطات إنفاذ القانون اطّلعت على هذه الرسائل في الوقت الفعلي لتبادلها، من دون علم مرسليها".
وقال آندري كراغ رئيس قسم التحقيقات المركزية في الشرطة في مؤتمر صحافي إن عملية الاختراق الإلكتروني مكّنت الشرطة الهولندية من دهم 19 مختبرا لتصنيع مادة الميثامفيتامين المخدّرة، وضبط أطنان من كريستال الميثامفيتامين والكوكايين، وتوقيف أكثر من مئة شخص.
وأفادت وسائل إعلام هولندية بأن التحقيق أتاح توقيف اثنين من أبرز مهرّبي مادة الميثامفيتامين في البلاد.
ودافعت السلطات الفرنسية والهولندية عن قرار الاختراق الإلكتروني لشبكة الاتصالات المشفّرة، واعتبرتا أنها مبرّرة نظرا للأدلة التي تبيّن أنها كانت تستخدم بشكل أساسي لغايات جرمية.
وقال فان غيمرت إن "المنصة التي استهدفت في هذه العملية كانت مصمّمة خصيصا لتلبية احتياجات المجرمين".
 
تكنولوجيا التشفير
وتابع إن "إساءة استعمال تكنولوجيا التشفير هي عامل أساسي في تسهيل الأنشطة الجرمية".
ووجّهت "إنكروتشات" التي كانت تبيع هواتفها مقابل نحو ألف يورو للجهاز الواحد، رسالة نصية "طارئة" لمستخدميها في 13 حزيران أبلغتهم فيها بأن تشفيرها قد اخترق.
وجاء في الرسالة النصية "اليوم صادرت كيانات حكومية نطاقنا" الإلكتروني، وقد أرفق البيان بصورة عن هذه الرسالة كانت قد تداولتها وسائل إعلام عدة في الأسابيع الأخيرة.
وتضمّنت رسالة "إنكروتشات" النصية لمستخدميها "ننصحكم بإطفاء أجهزتكم والتخلّص منها فورا".
 
مئات التوقيفات
وأعلنت الشرطة الأوروبية توقيف أكثر من 800 شخص في أوروبا إثر إغلاق شبكة اتصالات هاتفية مشفرة كانت تعتمدها مجموعات الجريمة المنظمة في القارة العجوز في التخطيط لمحاولات اغتيال وصفقات مخدرات كبرى.
وأعلنت بريطانيا أنها أوقفت 746 شخصا على خلفية هذا الخرق الإلكتروني معتبرة العملية "اختراقا هائلا" على صعيد التصدي للجريمة المنظّمة، علما أن عمليات توقيف أخرى جرت في النروج وإسبانيا والسويد.
وكانت "إنكروتشات" التي تبيع هواتف مشفّرة خاصة يبلغ سعر الواحد منها نحو ألف يورو، قد وجّهت في حزيران رسالة لمستخدميها المقدّر عددهم بستين ألفا نبّهتهم فيها إلى ضرورة التخلّص من الأجهزة نظرا إلى أن خوادمها "صودرت خلافا للقانون من قبل كيانات حكومية"، قبل أن تغلَق الشركة.
وجاء في بيان مشترك لـ"يوروبول" و"يوروجاست"، الهيئة الأوروبية المسؤولة عن تنسيق المتابعات القضائية والأحكام، أن الاختراق الإلكتروني أتاح "عرقلة الأنشطة الجرمية بما فيها الهجمات العنفية، والفساد، ومحاولات القتل وعمليات تهريب المخدرات على نطاق واسع".
 
"أمر مقلق للغاية"
وقالت قائدة الوحدة المركزية في الشرطة الهولندية جانين فان دين برغ إن محتوى بعض الرسائل المشفرة "كان مثيرا للقلق لدرجة تفوق الخيال".
وقالت في مؤتمر صحافي "كان الأمر وكأننا نجلس إلى طاولة مجرمين خلال دردشتهم".
وبدأت السلطات الفرنسية التحقيق في العام 2017 بعدما تبيّن العثور "بشكل منتظم" خلال عمليات مكافحة المجموعات الجرمية على هواتف "إنكروتشات" التي تستخدم خوادم في فرنسا.
وتابع بيان "يوروبول" و"يوروجاست" المشترك أنه "أمكن زرع جهاز تقني قادر على تخطي تقنية التشفير والوصول إلى مراسلات المستخدمين".
وأفادت مصادر قضائية بأن ما بين 90 إلى 100 بالمئة من زبائن "إنكروتشات" مرتبطون بالجريمة المنظمة من خلال ما بين 50 ألفا و60 ألفا من الهواتف المتداولة.
وجاء في بيان لمديرة التحقيقات في الوكالة الوطنية لمكافحة الجرائم في بريطانيا نيكي هولاند أن "هذه العملية هي الأوسع نطاقا والأكثر تعمّقا على الإطلاق في المملكة المتحدة في مجال الجرائم المنظمة الخطيرة".