نباتات عيد الميلاد لدى الشعوب

ثقافة 2018/12/31
...

 
 
الاسم التقني لشجرة عيد الميلاد هو الأليكس أو السنديانة البهشية holly ، و هي نبتة ذات ورق صقيل شائك الأطراف وزهر صغير ضارب إلى البياض. وهي مرتبطة بعيد ميلاد السيد المسيح بسبب أشواكها، التي تمثّل تاج الأشواك التي وضِعت على رأسه عند صلبه. كما يُشاع أنّها الشجرة التي صُنِع منها الصليب. و تقول الاسطورة إنّ أيّة شجرة غيرها لم تقبل بأن تمنح خشبها لغرض صلب المسيح. فما إن كانت الفأس تمسّ الشجرة حتى تتشظّى هذه إلى عدد لا يحصى من الأجزاء. و بقيت شجرة الأليكس أو البلوط وحدها كاملةً لم تتناثر إلى أجزاء و سمحت باستخدام خشبها لهذا الغرض!. 
أما اليوم، فالبهشية holly في الغالب تستخدم للزينة. وهي، كنبات الدَّبِق الطفيلي واللبلاب، تُثمر في وقت الشتاء. كما يُستخدَم الغار (الذي يرمز للانتصار) والطَّقسوس، و هو من الفصيلة الصنوبرية الدائمة الخضرة، (ويرمز للخلود) لأنّهما يبقيان أخضرين طوال السنة. 
و كان الرومان الأوائل يبدؤون تقاليدهم بعيد الإله ساتورن في روما القديمة بتزيين مداخل البيوت بالنباتات الدائمة الخضرة، كما يُعتقَد، لإظهار حسن الضيافة للأرواح التي تسكن الغابات. وفي بريطانيا القديمة، كان الكهَنَة يعبدون نبات الدَّبَق mistletoe، الذي يستمد ماءه و معادنه من الشجرة التي ينمو عليها، وهو ما يجعل منه نباتاً طفيلياً. ولسببٍ ما يتّسم بالغرابة، كان الدبق يوجد على الأرجح فوق الأشجار التي يضربها البرق، وخاصةً أشجار السنديان أو البلوط. وكان أولئك الكهنة يعدون الدبق جرعةً ضد
 السموم. 
وتقول أسطورة اسكندنافية إنّ إله النور والحياة النباتية لديهم، بولدَر، قد حلم بأنّه سيموت. والقصّة طويلة ومختصرها أن لوكي، و من منطلق المداعبة العملية المتعلقة بذلك الانشغال الذي تملَّك بولدَر، أعطت غُصَيناً منها للإله الأعمى هوثَر وطلبت منه أن يصوِّب على بولدر بهذا الغُصين. 
وأظن أنّه قد مُنيَ بسوء الحظ، لأنّ بولدر قد قُتِل. وهكذا برهن ذلك للاسكندنافيين كم كان الدبق قوياً. وأصبح من تقاليدهم أنّه إذا ما تقابل الأعداء المتحاربون في الغابة تحت نبات الدبق، أنزلوا أسلحتهم وأصبحوا في حالة هدنة لمدة 24 ساعة. أما اليوم، فإنّك إن قابلتَ شخصاً ما في مدخل البيت وكان يتدلّى فوقه نبات الدبق، فإنّ المتوقع منك أن تقوم بالتقبيل كعربون على السلم
 والصداقة !.
وهناك أيضاً نبات آخر من نباتات عيد الميلاد، ويُدعى البونسيتة poinsettia، وهو نبات محلي بالنسبة لأميركا الوسطى وظل رمزاً لعيد الميلاد في الولايات المتحدة منذ عام 1820. فقد رأى النبات سفير أميركا لدى المكسيك، فأحسَّ بأنّ أزهاره الحمر البراقة تذكّره بنجمة بيت لحم. هذا فضلا عن أنّه يُزهر في وقت عيد الميلاد. 
والآن، فإنّ نبات البونسيتة يمكن أن ينمو خارج المبنى على مدار السنة في كاليفورنيا، وهو لا يُزهر في الواقع أزهاراً، وإنّما تنمو له أوراق في الأعلى تتحول للحظةٍ من اللون الأخضر إلى الأحمر، فيُخيَّل للناظر أن هناك أزهاراً تتفتح!.