أيهما أفضل في معالجة أعراض كورونا؟

من القضاء 2020/09/08
...

 صوفي غالاغر
 ترجمة: شيماء ميران
تُجرى حالياً فحوصات كورونا فيروس لموظفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية NHS وعاملي الخطوط الامامية في الرعاية الاجتماعية والمنزلية إضافة الى أسرهم. واوضحت الحكومة البريطانية انها تهدف الى إجراء مئة الف فحص يوميا، رغم الاشارة الى المشكلات الاولية لموقع الفحص، وبينّت انه عند ظهور اعراض الاصابة بالفيروس لعامة الناس والتي تبدأ اساسا بارتفاع درجة الحرارة وسعال جديد مستمر، فعليهم البقاء في المنزل لسبعة ايام وعدم الاتصال بالرقم 111 او مراجعة طبيب او مستشفى، بينما تنصح NHS باستخدام خدمة الاتصال 111 عبر الانترنت.
في الوقت الحالي لا يوجد اي علاج محدد او محتمل لفيروس كورونا سواء في المستشفى او اي مكان اخر، بل مجرد تهدئة للاعراض، اذاً ما العمل عند ظهور الاعراض؟.
تنصح NHS بعزل نفسك وعدم تناول مضادات حيوية لأنها لا تعمل ضد الفيروسات، بل توصي بشرب الكثير من الماء والنوم بمفردك وغسل يديك بانتظام وتناول مسكنات الالم يوميا لتخفيف الاعراض.
ويُبيّن كبير المستشارين العلميين البريطانيين السير باتريك فالانس ان المعقول هو تجنب الإيبوبروفين عند الاصابة بفيروس كورونا، وجاء هذا بعد تحذير السلطات الفرنسية من عدم اخذ الادوية المضادة للالتهاب كالإيبوبروفين والاعتماد على الباراساتيمول فقط لانه ليس مضادا للالتهابات.
ومع ان NHS قد حدثّت ارشاداتها باستخدامهما عند ظهور اعراض (كوفيد – 19)، فهل الإيبوبروفين آمن عند الاصابة بفيروس كورونا؟.
لماذا نتحدث عن الباراساتيمول والايبوبروفين في ما يتعلق (بكوفيد – 19)؟
جاء في تغريدة وزير الصحة الفرنسي اوليفير فيران: “الحديث عن مضادات الالتهاب يمكن ان يكون عاملا في تفاقم الإصابة، يؤخذ الباراستيمول عند ارتفاع الحرارة، اما اذا كنت تأخذ مضاد التهاب فعلا فيجب استشارة الطبيب”.
ومن غير الواضح سواء كانت تغريدة فيران تعتمد على حالات (كوفيد – 19) صريحة في فرنسا، او بعض الدراسات التي اقترحت مسبقا بأن الأدوية المضادة للالتهابات الستيرويدية المعروفة بـ NSAIDs يمكن ان تُضعف الجهاز المناعي ما يُشكل خطورة عند محاولة الجسم لمواجهة فيروس كورونا.
اذاً هل يجب على حالات فيروس كورونا في بريطانيا شراء باراستيمول بدلا من الادوية المضادة للالتهاب؟ وهل أخذ المضادات بالفعل تُعد مشكلة ام انها اقل تاثيرا من الباراستيمول؟.
هل الباراستيمول آمن اكثر من الإيبوبروفين؟
وقال المتحدث الرسمي لوكالة الصحة العامة في انكلترا PHE لصحيفة الاندبندنت: “لا يوجد دليل علمي منشور حاليا بان الإيبوبروفين يزيد من خطورة الاصابة بـ(كوفيد – 19) او يفاقمه، او يسبب الضرر في بقية الاصابات التنفسية”.
إن المرضى الذين يعانون من مشكلات صحية طويلة الامد ووُصفت لهم ادوية NSAIDs فيجب ان يستمروا بتناول الجرعات حسب الوصفة. 
ويتفق رئيس مجموعة في بيولوجية الخلية للعدوى في معهد فرانسيس كريك الدكتور روبرت بيل مع انه لا يوجد اي سبب اضافي متوقع لتجنب هذه الادوية بالنسبة لـ(كوفيد- 19)، ويقول: “على المرضى الذين يأخذون الكورتيزون او بقية المنشطات عدم التوقف عن تناولها الا باستشارة اطبائهم”.
ونشر موقع الحكومة الرسمي منتصف نيسان الماضي تحديثا تضمن ان مجموعة الخبراء في لجنة الادوية البشرية CHM والعاملين على (كوفيد – 19) استنتجوا عدم وجود دليل كافٍ للربط بين استخدام الإيبوبروفين او بقية ادوية NSAIDs ومدى تاثير ذلك في الإصابة بكوفيد
او تفاقمها.
 
ما هي خطورة الإيبوبروفين؟
تؤكد وكالةPHE انه لا يوجد حاليا اي دليل عن ان الإيبوبروفين يمكن ان يفاقم الاصابة بـ(كوفيد - 19).
لكن كبير المحاضرين السريريين والمستشار الطبي الفخري في مدرسة ليفربول لطب المناطق الحارة الدكتور توم وينجفيلد يوضح ان الباراستيمول ربما يكون الافضل لأن أعراضه الجانبية قليلة اذا اُخذ لفترة طويلة.
يقول وينجفيلد: “في بريطانيا، الباراساتيمول مفضل على ادوية ((NSAID كالإيبوبروفين في تهدئة الاعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة، لانه عندما يؤخذ حسب تعليمات الشركة المصنعة من ناحية التوقيت والجرعة القصوى تقل احتمالية التسبب في آثار جانبية”.
وبحسب NHS فإن الاثار الجانبية المحتملة لأدوية NSAIDs تضم عسر الهضم، قرحة المعدة، الصداع، النعاس، الدوار، تحسسا وفي بعض الحالات النادرة مشكلات في الكبد والكليتين.
وتتفق الاستاذة المساعدة في مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة الدكتورة شارلوت وارين غاش بان الاشخاص الذين لديهم حالات صحية معينة يجب ان ياخذوا NSAIDs بحذر.
تقول غاش: “في انكلترا، يوصي المعهد الوطني البريطاني للصحة بوصف اقل جرعة لاقصر مدة زمنية تجنبا للاعراض السلبية كنزف الجهاز الهضمي وامراض القلب والاوعية الدموية او مشكلات في الكلية”. هل يجب
 
 التحول الى الباراساتيمول؟
يتفق الدكتوران وينجفيلد وغاش بانه من غير الواضح سواء كانت نصيحة وزير الصحة الفرنسي فيران في التحول الى الباراستيمول هي مجرد اتباع الارشادات العامة ام ترتبط ببيانات معينة مستنتجة من حالات (كوفيد - 19).
وبحسبPHE يجب عدم القلق من أخذ الإيبوبروفين: “معظم المصابين بـ(كوفيد- 19) تكون اصابتهم خفيفة وبعضهم قد يحتاج لادوية كالباراساتيمول والإيبوبروفين لتخفيف درجة الحرارة والصداع والالام الاخرى، اتبع الارشادات على الدواء دائما ولا تزيد من الرجعة المحددة”.
كتبت الخدمة الصحية على موقعها: “ اكدت لجنة الأدوية البشرية عدم وجود دليل واضح بأن استخدام الإيبوبروفين لتهدئة اعراض فيروس كورونا يمكن ان يفاقم المرض”.
وتقول NHS: “يمكن اخذ الباراساتيمول والإيبوبروفين لعلاج اعراض كورونا ، واوصينا بان يؤخذ الباراستيمول اولا، فأعراضه الجانبية اقل، وآمن بالنسبة لمعظم الناس. اتبعوا دائما التعليمات التي تاتي مع الدواء.
 
عن صحيفة الاندبندنت