واشنطن قلقة من تحركات تركيا شرق المتوسط

قضايا عربية ودولية 2020/09/14
...

  أنقرة : وكالات
 
 
أعلنَ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة لا تزال "قلقة للغاية" من تحركات تركيا في شرق المتوسط، داعيا دول المنطقة إلى حل دبلوماسي للأزمة، وقال بومبيو خلال زيارة خاطفة لقبرص: "تحتاج دول المنطقة للتوصل دبلوماسيا وسلميا إلى حل لخلافاتها لاسيما في ما يتعلق بقضايا الأمن ومصادر الطاقة". وأضاف "تصاعد حدة التوتر العسكري لن يساعد أحدا سوى الخصوم الذين يرغبون في رؤية الانقسام في وحدة الدول عبر الأطلسي"، ودعا بومبيو تركيا إلى سحب قواتها من شرق المتوسط، حيث تنشط سفينة استكشافية تركية مدعومة بفرقاطات عسكرية.
إلى ذلك، اعتبرت الحكومة اليونانية، أمس الأحد، أن سحب تركيا لسفينة الأبحاث "أوروك ريس" من منطقة متنازع عليها في شرق البحر الأبيض المتوسط، "إشارة إيجابية".
وعادت "أوروك ريس" إلى ميناء أنطاليا بجنوب تركيا للمرة الأولى منذ أسابيع بعد أن أعلنت أنقرة في تموز الماضي إرسال السفينة للبحث عن النفط والغاز في المياه التي تقول اليونان إنها تابعة لها.
وفي حديث لشبكة "سكاي" التلفزيونية، قال المتحدث باسم الحكومة اليونانية، ستيليوس بيتساس: "هذه إشارة إيجابية. سنرى كيف تتطور الأمور لإجراء تقييم مناسب".
وأدى الخلاف على احتياطيات النفط والغاز إلى حشد عسكري في شرق البحر المتوسط، حيث أرسلت تركيا واليونان، وهما عضوتان في حلف "الناتو"، سفنا حربية إلى المنطقة حيث كانت السفينة "أوروك ريس" منخرطة في أبحاث، وأجريا تدريبات عسكرية، قبل تدخل الحلف، وتنظيمه لمحادثات بين جيشي البلدين لنزع فتيل نزاع مسلح 
محتمل.
من جانبه، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقاداته للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقال أردوغان -مخاطبا ماكرون-في كلمة خلال فعالية نظمها حزبه "العدالة والتنمية"، بمدينة إسطنبول: "سبق وأخبرتك هاتفيا أن تعتبر من التاريخ، ولا تعط تركيا دروسا في الإنسانية"، مضيفا "نحن نعرفكم جيدا فأنتم من قتلتم مليون جزائري، و800 ألف رواندي"، وأشار إلى أن الذين يستهدفون تركيا واقتصادها "يسعون لثنينا عن مواقفنا المشرفة والحازمة".
في سياق متصل، أكد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أن بلاده ستشتري من فرنسا 18 مقاتلة من نوع "رافال" و4 فرقاطات جديدة.
وفي عز التوتر بين بلاده وتركيا، أعلن رئيس الحكومة اليونانية الذي تحدث في مدينة تسالونيكي، عزم أثينا على اقتناء مروحيات بحرية من طراز Romeo SH-60، وطوربيدات، وصواريخ مضادة للدبابات وموجهة، وتجنيد 15000 عسكري إضافي، وزيادة تمويل قطاع الصناعات الحربية 
الوطنية.
من جانب آخر، أكد سيناتور جمهوري أميركي بارز، أن الولايات المتحدة تدرس إمكانية نقل قواتها من قاعدة إنجرليك الجوية في تركيا إلى جزيرة يونانية، بسبب السياسات "المقلقة" التي تتبعها أنقرة. وقال السيناتور عن ولاية ويسكونسين، رون جونسون، وهو رئيس الفرع الخاص بأوروبا التابع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي في حديث لمجلة Washington Examiner: "لا نعرف ماذا سيحصل لإنجرليك، نأمل في الأفضل لكن علينا وضع خطة للسيناريو الأسوأ".
وأوضح أن واشنطن تسعى إلى الحفاظ على تعاونها مع تركيا وتواجدها العسكري في أراضيها، مضيفا: "لا أعتقد أننا نرغب في هذا التغيير الستراتيجي، لكن علينا انطلاقا من موقف دفاعي النظر إلى واقع الوضع، وهو أن المسار الذي يتبعه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليس جيدا".