أسفرت المعارك المحتدمة امس الثلاثاء بين القوات الأذربيجانية والأرمن في إقليم ناغورني قره باغ عن سقوط عشرات القتلى، حيث أعلنت السلطات في الإقليم «غير المعترف به دوليا” مقتل 26 عسكريا في المعارك ضدّ القوات الأذربيجانية، لترتفع بذلك حصيلة خسائرها البشرية إلى 84 قتيلا منذ اندلاع المواجهات مطلع الاسبوع الجاري، كما قتل 11 مدنيا في البلدين لتصل حصيلة القتلى إلى 95 قتيلا.
ولئن طالبت القوى الإقليمية الجانبين بوقف القتال، فإن الرئيس التركي أردوغان قد دعا أرمينيا “العدوة القديمة” لبلاده إلى وضع حد لما أسماه بـ”احتلال ناغورني قره باغ”، مؤكدا أن بلاده ستواصل دعمها لأذربيجان “بكل الوسائل”، وقال أردوغان: “ستواصل تركيا الوقوف إلى جانب البلد الشقيق والصديق أذربيجان من كل قلبنا وبكل الوسائل”، مشجعاً باكو على “الإمساك بزمام الأمور”.
الى ذلك، حضّ قادة دول العالم الجانبين على وقف المعارك بعدما أثار أعنف تصعيد تشهده المنطقة منذ العام 2016 المخاوف من اندلاع حرب جديدة بين أرمينيا وأذربيجان، ومن المقرّر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً مغلقاً مساء الثلاثاء (فجر اليوم الأربعاء بتوقيت الشرق الأوسط)، بدعوة من برلين وباريس، لبحث الوضع، وفق ما أفاد دبلوماسيون، من جانبه، رأى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن الأولوية هي “لوضع حد لأعمال عنف، وليس لتحديد من على خطأ ومن على صواب”.
وتندّد أرمينيا وإقليم ناغورني قره باغ من جهتهما بـ”تدخّل” تركي، متهمتين أنقرة بتوفير السلاح و”خبراء عسكريين” وطيارين وطائرات مسيرة لباكو، وأكّدت يريفان أيضاً أن أنقرة أرسلت آلاف “المرتزقة” من سوريا إلى المنطقة، من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تركيا نقلت أكثر من 300 مقاتل من الأراضي السورية إلى ناغورني قره باغ، ورفضت وزارة الدفاع الأذربيجانية تلك الاتهامات، مؤكدةً أن “مرتزقة من الإثنية الأرمنية” من الشرق الأوسط يقاتلون إلى جانب الانفصاليين.
وذكرت وزارة الدفاع الأرمينية، أنه مع حلول مساء أمس الأول الاثنين، أسقطت القوات المسلحة الأرمينية في قره باغ، 49 طائرة بدون طيار وأربع طائرات هليكوبتر وطائرة واحدة، ودمرت 80 دبابة و82 قطعة من المركبات، التابعة للجيش الأذربيجاني.
بدوره، قال السفير الأرميني في روسيا وارطان توغانيان لوكالة أنباء “ريا نوفوستي” الروسية: إنّ بلاده لن تتردّد في استخدام صواريخ “إسكندر” البالستية التي زوّدتها بها موسكو إذا استخدمت أنقرة طائرات “أف-16” في النزاع.
ولا يزال الوضع الميداني غير واضح المعالم، مع تأكيد سلطات ناغورني قره باغ سيطرتها على مواقع خسرتها في اليوم السابق، بينما تقول أذربيجان إنّها حققت تقدماً إضافياً، مستخدمة الصواريخ والمدفعية والطيران.
ومنذ الأحد، تخوض القوات الانفصالية في قره باغ المدعومة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً من أرمينيا، والقوات الأذربيجانية، معارك دموية هي الأعنف في المنطقة منذ عام 2016.