مسؤولية من؟

الرياضة 2020/10/05
...

خالد جاسم
لم يعد خافيا ان واقع الكثير من أنديتنا الرياضية وخصوصا في المحافظات صار مبعث قلق كبير نتيجة عسر الحال وخواء الميزانية وغياب الدعم المالي الذي ينظم دورة حياة هذه الاندية, ويديم لها فرص الحضور والتواصل في الساحة الرياضية وإضطرار العديد منها وفي مختلف الفعاليات والمسابقات الرسمية المهمة الى إعلان الاعتذار عن المشاركة او الأنسحاب من التنافس في أول المشوار أو حتى في منتصفه أواللجوء الى لغة التهديد بالأنسحاب كما حدث للأسف في دوري الكرة الممتازمرات عدة , كما أدى إنحسار الدعم المالي وغياب أي مفردات تعزز السيولة النقدية كالأستثمار والتسويق وغيرها من أوجه الدعم المادي الى إتباع ادارات الاندية المعنية جملة إجراءات تقشفية أو أتباع طريقة شد الأحزمة على البطون التي يكون الرياضيون هم في طليعة ضحاياها نتيجة إلغاء فرق وفعاليات رياضية أو حجب التخصيصات المالية عنها مما يسهم في تغيبها الأضطراري عن المسابقات الرسمية, فضلا عن إهمال بل وحتى شطب فرق الفئات العمرية وهو أمر له انعكاساته الضارة والسلبية في إضعاف القاعدة الرياضية وتجفيف منابع الموهبة ليس على مستوى الاندية حسب بل على مستوى رياضة البلد أيضا على صعيد المنتخبات الوطنية. وإذا كانت الأندية المرتبطة بالوزارات أوالمؤسسات الحكومية  قد حدث في مسيرتها مايشبه التحول النوعي بل والجذري أيضا على مختلف الصعد نتيجة ماكانت تتلقاه من دعم مادي كبير يرفدها بكل أسباب الديمومة والتطور بل وكثير من تلك الاندية كانت تعيش في تخمة حقيقية في مقابل مايشبه المجاعة المالية في واقع عدد كبير من أنديتنا الرياضية التي لاتسد المنحة المخصصة لها من وزارة الشباب والرياضة الحد الأدنى من الرمق, فأن الكثير من أندية المحافظات قد رمت بثقل انتظار الفرج المادي على مجالس المحافظات التي تختلف في درجة تعاطيها مع الشأن الرياضي ومستوى إدراك أهمية الرياضة وضروراتها الاجتماعية من قبل المسؤولين في تلك المجالس التي تكاد تكون مقصرة كثيرا ليس في نطاق دعم الاندية الرياضية بل وفي عموم تعاطيها مع القطاع الرياضي في محافظاتها بالرغم من وجود أبواب صرف وفقرات قانونية في مناهج عمل مجالس المحافظات وخططها السنوية, بخصوص توفير الدعم المالي للرياضة وإحتواء جداول ميزانيات هذه المجالس تخصيصات مالية كبيرة للرياضة لكن واقع الحال يؤكد عكس ذلك من خلال غياب الدعم والاهتمام بالرياضة في مختلف إتجاهاتها في كثير من المحافظات وليس اقتصار الأمر فقط على توفير الدعم المادي للأندية الرياضية وهي مسألة حيوية ومهمة جدا تتطلب معالجات واقعية عبر تصدي لجنة الشباب والرياضة البرلمانية لها في من خلال المتابعة والمراقبة والتواصل والزيارات الميدانية للمحافظات والتنسيق المباشر مع لجان الشباب والرياضة التي شكلت في مجالس المحافظات والتي لم تأخذ دورها كما يجب وتحديدا في متابعة واقع حال الأندية الرياضية ورفدها بمتطلبات الحد الأدنى من ديمومة الحياة المتمثلة بتوفير الدعم المالي وفق خطط منطقية تنسجم وحجم الأنشطة والفعاليات الرياضية الحقيقية في تلك الأندية كي نضمن صرف تلك الأموال في مكانها الصحيح , كما نتمنى على وزارة الشباب والرياضة ايلاء هذا الموضوع مايستحق من اهتمام ومتابعة وعقد ورش عمل حقيقية وليست للأستهلاك الاعلامي مع مجالس المحافظات كي تتصدى هذه لمسؤولية احتضان الأندية وتوفير سبل إنعاش حياتها الأقتصادية طالما ان رعاية الشباب والرياضة هي في صميم واجبات ومسؤوليات تلك المجالس وليس تحميل جهة وحدها مسؤولية انتظام دورة حياة الاندية الرياضية.