الملف الحكومي اللبناني يتأرجح بين عون والحريري

الرياضة 2020/10/21
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
 
يتطلع المراقبون الى قصر بعبدا يوم غد الخميس، بانتظار موقف الرئيس اللبناني ميشال عون، وطبيعة الورقة التي سيخرجها من جيبه، فهل سيمضي بالاستشارات النيابية؟ والتي من المتوقع أن تفرز نتائجها تكليف زعيم تيار المستقبل سعد الحريري بتشكيل الحكومة المقبلة، من خلال حصوله على مجموع أصوات تتراوح بين 65 و70 صوتاً، هي لتيار المستقبل، والثنائي الشيعي، وحزب وليد جنبلاط، فضلاً عن  مسيحيي كتل «المردة»، و»القومي»، و»الطاشناق»، أم أن الرئيس اللبناني ستكون له كلمة أخرى، ويمهر بيان التأجيل؛ بتوقيع ثانٍ ويتعقد المشهد!  
تتأرجح توقعات المراقبين، في قراءتهم لمسار الأحداث يوم غد الخميس، فهناك من يعتقد بأن عون لن يغامر بالتأجيل مرة أخرى،   فالشارع ينتظر حكومة تأتي لتصنع شيئاً إزاء غول الانهيار الاقتصادي، والغلاء الفاحش وتفشي وباء كورونا؛ الذي صار يسجل أرقاماً قياسية في مختلف المناطق اللبنانية، في حين يذهب آخرون الى الاعتقاد بأن الرئيس عون لا يمكن أن يقبل بأن (يفرض عليه) تكليف الحريري، الذي يرفض حتى الآن التواصل مع رئيس التيار العوني جبران باسيل، وان عون سيعمد الى التأجيل مرة أخرى، وربما يستمر السجال في الملف الحكومي، ولن تبصر الحكومة النور الاّ بعد الانتخابات الاميركية في الثالث من تشرين الثاني المقبل. 
سعد الحريري من جهته يرى أن عون لن يفعلها ثانية، ويؤجل الاستشارت تحت ضغط الوقت الضيق، والأزمات المتراكمة وتجنب تعطيل المبادرة الفرنسية، وان تسميته باتت محسومة عبر حصوله على تأييد أكثرية نيابية؛ من دون الحاجة الى أصوات نواب التيار الوطني الحر  و نواب القوات اللبنانية، وأن تأييد مسيحي (المردة) و (الطاشناق) كفيل بتوفير مبدأ الميثاقية، في حين يرى الرئيس ميشال عون، إنه لا يعتقد بأن حزب الله سيذهب باتجاه تشكيل حكومة؛ من دون التيار الوطني الحر وان الحكومة إذا شكلها الحريري؛ ستكون فاقدة لـ «الميثاقية» لأنها لا ترتكز الى تأييد أكبر قوتين مسيحيتين.  
أميركا وكما هو واضح ألقت بثقلها مؤخراً لدعم مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هذا ما أكده مساعد وزيرة الخارجية الأميركية؛ لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، خلال زيارته قبل يومين لبيروت، بينما أجرى وزير الخارجية​ الاميركي ​مايك بومبيو​ في ساعة متأخرة من مساء الإثنين اتصالا مع الرئيس ​اللبناني ​ميشال ، أشار فيه إلى أن ​«الولايات المتحدة​ تتطلع إلى تشكيل ​حكومة​ لبنانية؛ تكون ملتزمة، وقادرة على تطبيق الاصلاحات التي يمكن أن تؤدي إلى فرص اقتصادية، وحكم أفضل، ووضع حد للفساد المستشري» ، معلناً ترحيب واشنطن ببدء المفاوضات بين لبنان، وإسرائيل حول الحدود البحرية، وفقاً لبيان صادر عن المتحدثة الرسمية مورغان أورتاغوس، بدوره أشار عضو التكتل النيابي للتيار العوني النائب ​ماريو عون​ الى «إننا بانتظار ما سيطرحه رئيس ​الحكومة​ السابق ​سعد الحريري​ في ما خص الحكومة كي نطرح عليه وجهة نظرنا في الموضوع» . وشدد على انه سيكون للتيار الوطني الحر كلمة في موضوع تشكيل الحكومة.  
في شأن آخر أعرب متخصصون في الشؤون النفطية، انّ الشروع بمفاوضات ترسيم الحدود البحرية يعني انّ المسألة باتت في حكم المنتهية، وانّ لبنان بات على قاب قوسين من إنجاز الترسيم ضمن مهلة زمنية معقولة، وسيدخل لبنان بعدئذ في نادي الدول النفطية، ويأمل اللبنانيون أن ينعكس ذلك على إيجاد المتنفس للكثير من المعضلات الاقتصادية، التي عصفت بالبلاد.