مقصلة الإقصاء تطال حازم صالح وسعد ناصر

الرياضة 2020/10/21
...

 قراءة: بلال زكي
اعتدنا خلال المواسم السابقة أن تبدأ إدارات أنديتنا المحلية بمسلسل إقالات مبكرة لمدربي فرقها الكروية وتحديدا بعد مرور ثلاث أو أربع جولات من عمر مسابقة الدوري، وهي سابقة خطيرة وغير موجودة لدى أغلب بلدان العالم المتقدمة على الصعيد الرياضي بشكل عام وكرة القدم على وجه التحديد، كما ان هذه الظاهرة تعكس قصورا واضحا في فهم أدوار الادارة المطلوبة لتعضيد عمل الأجهزة الفنية وخلق بيئة عمل صالحة تقود الى تحفيز اللاعب على تقديم الأفضل، وبالتالي الخروج بمحصلة جيدة من النتائج في مختلف المسابقات.
الاعلام الرياضي بمختلف أصنافه وقف بالضد وبصورة علنية أمام مسلسل الإقالات المبكرة لمدربينا ودعا الأندية الى ضرورة منح الأجهزة الفنية المساحة الكافية لترجمة الأفكار إلى رؤى تطبيقية داخل أرضية الميدان، لكننا فوجئنا بموقفين لم يسبق لهما مثيل على حد علمي من قبل ادارتي الديوانية والرمادي اللتين سارعتا لاقالة مدربيهما حازم صالح وسعد ناصر لاسباب أقل ما يمكن أن يقال عنها بالمتسرعة.
ادارة الديوانية اكتفت عبر موقعها الرسمي باعلان خبر اقالة المدرب حازم صالح وتعيين المستشار الفني سعد حافظ مدربا، لكن رئيس النادي حسين العنكوشي أوضح في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ان القرار تم اتخاذه بناء على تقرير مشرف الفريق ولجنة تقييم الاداء الفني وتقرير رئيس مستشاري النادي المحاضر الآسيوي حميد مخيف، اضافة الى المتابعة في معسكري بغداد والقاهرة، أما المدرب المقال فانه برر قرار الابعاد بسبب رفضه املاءات رئيس النادي الذي حاول في أكثر من مناسبة فرض أسماء معينة في التشكيلة التي خاضت المواجهات التجريبية، فضلا عن خلافات أخرى متعلقة باستقطابات اللاعبين المغتربين.
وما بين قرار الادارة ووجهة نظر المدرب، فان الغالبية العظمى من الجماهير والنقاد وأصحاب الشأن كانوا مع ضرورة الابقاء على المدرب خلال الجولات الأولى للمسابقة ومن ثم الشروع بسلسلة تقييمات فنية من قبل اللجان المختصة بالنادي، لاسيما ان المسابقة باتت على الأبواب ولا يفصلنا عنها سوى ثلاثة أيام، كما ان المعسكرات التدريبية والمواجهات التجريبية لا يمكن الاستناد إليها كونها وجدت من أجل الوقوف على المستويات الحقيقية للاعبين وترسيخ الصورة الكاملة بشأن القائمة الأساسية التي سيتم الاعتماد عليها بعيدا عن النتائج. 
الأمر نفسه تكرر مع المدرب الحالي والحارس الدولي السابق سعد ناصر الذي وقع ضحية قرار غير مدروس اتخذته إدارة الرمادي عقب الخسارة أمام هيت بفارق ركلات الجزاء الترجيحية ضمن مسابقة الكأس الكروية، علما انها المباراة الرسمية الأولى التي يخوضها المدرب مع فريقه!.
وما يثير الاستغراب والدهشة ان المدرب جرى تكليفه بالمهمة منذ اسبوعين فقط وسط ظروف شائكة ومعقدة يعلم بها القاصي والداني، وهو برغم ذلك عمل جاهدا خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة نسبيا على تشكيل فريق شبابي بهدف إعادة كرة المحافظة إلى سابق عهدها، وكان من نتاج هذا العمل ان فريقه كان الطرف الأفضل طوال شوطي اللقاء لكن الحظ لم يحالفه لترجمة هذه الأفضلية الى فوز مستحق ليتم الاحتكام الى ركلات الحظ التي شهدت اقصاء الرمادي.
غياب كرة الرمادي وبقية مدننا التي تمتلك تاريخا حافلا عن منافسات الدوري الممتاز في المواسم الأخيرة أمر محبط ومؤلم بالنسبة للجماهير وللاعلام الرياضي، وان خطوات عودة تلك الأندية الى مكانها الاعتيادي بين فرق الممتاز تتطلب مستلزمات عديدة، أهمها ان تكون الادارات على قدر كبير من الصبر على مدربيها وتقديم الدعم والاسناد في الخسارة قبل الفوز، ولنا في ادارة مانشستر يونايتد الانكليزي خير مثال بعد ان صبرت على مدرب فريقها النرويجي اولي غونار سولسكاير برغم خسارته في مباراتين من أصل ثلاث خاضها في البريمير ليغ، لتجني بعد ذلك ثمار صبرها بفوز عريض خارج القواعد على نيوكاسل باربعة أهداف مقابل هدف، فضلا عن عودة من ملعب الأمراء بثلاث نقاط ثمينة عقب الفوز على باريس نيمار ومبابي بهدفين مقابل هدف وحيد في مستهل المشوار بالمسابقة القارية الأهم على مستوى القارة العجوز.