التطبيعية.. وطريقة انتخابات اتحاد الكرة

الرياضة 2020/10/23
...

 قراءة: د. حسين الربيعي
 
 
في البدء أود ان ألفت أنظار المعنيين بالشأن الرياضي إلى وثيقة إصلاح النظامين السياسي والإداري التي أطلقتها الهيئة الوطنية لإصلاح النظام في 9 /9 /2020، لإزاحة كل من يقف حجر عثرة أمام ارادة العراقيين في التغيير وهذا الأمر ينطبق أيضا على المنظومة الكروية كوننا نفترض ان أعضاء التطبيعية والهيئة العامة ورموز الإعلام الحر والصحافة المهنية، هم قادة في المجتمع، لهم القدرة على تغيير توجهات وقيم الآخرين نحو أهداف تخدم المجتمع اولا، اضافة الى مصالحهم في الحياة، لاسيما ان اللوائح الدولية للفيفا منحتنا في المادة 30 من النظام الاساس الموحد، الحرية للاختيار ما بين ثلاث طرق:(1‌) طريقة انتخاب القائمة، (2) طريقة انتخاب شخص لكل منصب، (3) طريقة هجينة بين الطريقتين الاولى والثانية، وعليه، دعونا نفكر ونوضح كل طريقة بشكل مقتضب مع آلياتها.
 
طريقة انتخاب شخص لكل منصب
هذه الطريقة هي المألوفة لدينا في العراق، وقد جلبت لنا جميع المشكلات المرحلة في اتحادات الكرة منذ 2003 وحتى الآن، لأنها طريقة انتجت لنا هيئات ادارية غير منسجمة وغير متجانسة، وافرادا من توجهات متصارعة، ولكي تتحقق مصالح كل أفراد الهيئة الإدارية غير المنسجمين يتم عادة -كواقع حال- تقسيم الاتحاد الى مغانم على شكل تأثيرات نفوذ ومراكز قوى باتجاهات مختلفة تكون محصلتها قليلة او سالبة باتجاه منحرف عن الأهداف المنشودة، وقد درجت العادة ان يتم انتخاب رئيس اتحاد غير منسجم مع نائبه، وعضو اتحاد غير منسجم مع عضو آخر وهكذا، ومن سيئاتها ايضا: ان الانتخابات نفسها غالبا ما تكون الشغل الشاغل لكل اعضاء الاتحاد تتحول من وسيلة إلى هدف يسعى فيه كل أعضاء الاتحاد للحفاظ على مناصبهم بشتى الوسائل طيلة الأربع سنوات، وسوف تبقى الهيئة العامة بين الشد لهذا الاتجاه والجذب بذاك الاتجاه ليتأثر به الإعلام الرياضي ويلقي بظلاله على الجماهير مع عملية إرضاء اعلى قدر ممكن من الأطراف (المانحة للأصوات) بشتى الوسائل الشرعية وغير الشرعية، ولن يكون هناك أي برنامج انتخابي يتم التصويت له، بل ان التصويت سيكون للأشخاص وفق الولاءات الشخصية، وأجزم هنا أن كل الذين يريدون خوض السباق الانتخابي يفضلون هذه الطريقة لأنها تسهل من حساباتهم للفوز وهم غير معنيين بمصلحة المنظومة والمجتمع.
 
طريقة انتخاب القائمة
برأيي هي أفضل طريقة وتنسجم مع واقعنا الذي نعيشه، وفق آلياتها، يسعى من يريد الترشح لرئاسة الاتحاد تحمل المسؤولية كاملة منذ البداية وقبل الفوز بأن يأتي بكل طاقمه بقائمة موحدة يختارهم بعناية فائقة منسجمين في ما بينهم ممثلين لشرائح مختلفة من الهيئة العامة لضمان التوزيعين الجغرافي والديموغرافي لكرة القدم العراقية، أفقياً وعمودياً، الجميع يطرح برنامجا انتخابيا واحداً يدافعون عنه ويسعون جميعاً لإنجازه بأفضل الوسائل لاسيما، انهم بعد الفوز ستكون أمامهم كتلة معارضة قوية، واضحة المعالم وشخوصها وبرنامجها، تلك الكتلة هي التي لم يتسن لها الفوز بالانتخابات والتي ستكون دائما مصدر خطر للكتلة الفائزة متى ما حادت عن برنامجها وان اجمل ما في هذه الطريقة هي أنها تنتج (معارضة واضحة) و(موالاة واضحة) فتقطع الطريق على الدسائس والمؤامرات وعلى الذين يريدون وضع قدم هنا واخرى هناك، ويتجه الجدل والصراع بينهما مع الرقي في نقد البرامج وآليات التنفيذ واختيار الامثل فيها.
 
طريقة هجينة
أما طريقة الانتخاب الثالثة فهي خليط ما بين الاولى والثانية، فنصف العدد او أكثر أو أقل يشكلون قائمة للتنافس والباقي يتم استكمالهم بالانتخاب للمنصب، و سيضطر الأفراد إلى الانسجام مع الكتلة لاحقا لكن فيها ضياع للوقت والجهد، وانقلاب أو تغيير من هؤلاء على ناخبيهم في البرامج والتوجهات، ببساطة لان برنامج الكتلة هو الذي سيتم اعتماده فتزداد عوامل فقدان الثقة الذي سيقلل من الانسجام.
 
الأكثر شيوعا
بحسب خبرتي واطلاعي على الانظمة الأساسية واللوائح الدولية في بقية الاتحادات العالمية أدعو جميع المهتمين والمعنيين مخلصاُ الى تبني خيار (طريقة انتخاب القائمة) الذي سيضمن لنا ايضا بسلاسة وانسيابية عالية مقومات أعلى للمرشحين وكوتا نسوية واضحة وتمثيلا ينسجم مع حجم اصحاب الشأن الكروي ومن مختلف مناطق العراق في تشكيلة الاتحاد، فهذا ما ستسعى له اي قائمة تريد الفوز بالولاية، وان الكثير من الدول وبسبب العقم الذي أصاب عمل اتحاداتها لجأت الى هذه الطريقة اخيراً كما أرى هنا ايضا ان مصلحة منظومة كرة القدم تكمن في هذا الخيار وان الذين لا يرغبون بالترشيح وكل المحايدين ومنهم اعضاء التطبيعية يفضلون هذا الخيار لان مصلحة منظومة كرة القدم تكمن في تطبيقه لأنه لا يوجد أي مسوغ يرغم التطبيعية على ان ترضخ لضغوط المتنافسين بتثبيت طريقة انتخاب الشخص للمنصب (وهي الطريقة الأسوأ) ولم نر حتى اللحظة من يتكلم ويثقف لفكرة انتخاب القائمة لكننا نعول كثيراً على تعاضد الإعلام الملتزم الذي من شأنه الضغط على المتنافسين للقبول بالطريقة الثانية، كونها الوسيلة التي ستنتهي عندها الكثير من مشكلات وصراع الانتخابات في اتحاد الكرة.