تجريبية الأردن رحّلت مشكلات دورينا الفنية إلى منتخبنا

الرياضة 2020/11/13
...

 تحليل : علي النعيمي 

مرة أخرى، رسخت تجريبية منتخبنا الوطني ضد الأردن بوضوح على ان لاعبي منتخبنا نقلوا أرثهم الكروي الضعيف و غيره من أساليب لعب دورينا العشوائية إلى كتيبة المدرب كاتانيتش الذي انهى هذه المباراة وهو يكرر عبارته المشهورة ( You can play simple ball)  أي ألعبوا كرة سهلة وبسيطة غير معقدة ، فلم نشاهد في هذه المقابلة أي مستوى لافت لأسود الرافدين واتسمت بالأداء الرتيب طيلة شوطي المواجهة مع افضلية في الثاني لاسيما في دفع مكان الحيازة الى وسط الملعب او في جهة الفريق المنافس ومحاولة تسريع إيقاع المباراة لكن لم يتم التخلي عن منهجية اللعب غير المجدي.

 لم ينجح لاعبو الوسط في إيجاد طريقة لعب تؤمن  نقل الكرة بسلاسة والتحرك بيها بشكل فعال الى الامام واخفقت كتيبة اسود الرافدين كثيرا في بناء الهجمات المنسقة رغم حيازتها النسبية في الشوط الثاني المطلقة على الكرة بخلاف طريقة اللعب مع كاتانيتش السابقة التي شاهدناها في اكثر من مباراة  كانت تميل الى التمرير غير المباشر والحيازة المطلقة على الكرة والنقلات القصيرة والابتعاد عن الكرات الهوائية، بيد ان طريقة بناء الهجمات في منتخبنا الوطني لم تكن بتلك السرعة لحظة التدوير والنقل في مختلف ارجاء الملعب وهذا ما لم يتحقق مع الكرات القصيرة والتحضير المتسلسل من الخلف الى الامام. وعلى كاتانيتش اذا ما أراد الإفادة من تجريبية أوزبكستان المقبلة فعليه معالجة مشكلات تطوير الهجمة من المرحلة الاولى أي الشروع بالتحضير لبناء اللعب في (ملعبنا) ومغادرة منهجية تدوير الكرة البطيء وعدم استغلال عرض وطول جهة التحضير وعدم خلق المسافات بين خطي الوسط والدفاع ومن ثم الركون الى منهجية اللعب الطويل، ومن ثم تطوير الهجمة في مرحلتها الثانية من البناء تحديدا في (ملعب المنافس). الاردنيون نجحوا في الشوط الاول  وحرموا منتخبنا من حرية التحضير في وسط الملعب وبالتالي اجبروا لاعبينا على الية النقل السريع الى الامام ما صعب الحال على ميمي الذي كان يتسلم الكرات الطويلة وهو مراقب بين مجموعة من اللاعبين من دون أي اسناد  حقيقي من بايش ورسن ومحمد مزهر ولم يشكل خط الوسط اي كثافة عددية في الامام، بسبب عدم تسلم اللاعبين الكرة بين خطوط اللعب في منتصف الميدان او عمق الفريق المنافس والتحرك بدون كرة وتغيير زاوية الهجوم والتبادل السريع والمستمر من الطرف الى العمق او بالعكس لخلق حالات التهديف. واحدة من المشكلات الأخرى التي ظهرت في هذه المباراة ولم ينجح كاتانيتش في تصحيحها على الرغم من الزج بالعديد من الأسماء الأخرى في الشوط الثاني على غرار علي عدنان ومحمد قاسم التي تتعلق بالأداء الفردي وتتضح بقرار اللاعب لحظة التمرير الخاطئ في التمرير و لحظة التصرف بالكرة بان يذهب اللاعب الى الحل المعقد في الملعب ويعتمد فقط على الحل الفردي  وصعوبة توقع الهجمة ذهنياً بغية اتخاذ الحل المناسب وهي حالات  شائعة في ملاعبنا وكذلك في دورينا ومنتخباتنا الوطنية بسبب عدم اخضاع اللاعبين لحظة التأسيس والصقل الى محاضرات التعليم المرئي البصري خلال المحاضرات النظرية عن طريق المشاهدات المتكررة والتحليل لترسيخ الانطباعات في الذهن لمختلف الحالات ومعالجتها عمليا في التدريب بعبارة أخرى، لزيادة تقدير الحالات الخططية ذهنيا قبل اتخاذ القرار المناسب باجزاء من الثانية بغية تطبيق المهارة او الحل العملي لمعالجة الحالة في الملعب وان بعض المدربين في أوروبا يطلقون على قرار للاعب بالذكاء الذهني والخططي الذي يساعده على اتخاذ القرار الأمثل».
ربما تحسب لكاتانيتش انه منح الفرصة لحسن رائد في اللعب في خط الدفاع ومحاولة الاشتراك في الهجمات ما اكسبه الجرأة والقدرة على عمل بعض التحديات وذات الحال يقال عن محمد مزهر الذي لم يظهر واراد المدرب منه ان يشغل دور لاعب خط وسط يحتل المساحة ويمسك بها ويفعلها في الواجبين الدفاعي والهجومي، لما يتمتع به من قراءة مثالية لحالات اللعب والتدخل  في القطع والاسناد والتمرير بدقة لكن طريقة لعب الفريق الأردني وتطبيقه دفاع المنخفض في وسط الملعب حرما مزهر من التحولات السريعة والانتقالات بالإضافة الى ان الكرات التي كانت تصله من أوضاع صعبة واغلبها هوائية وكان يميل الى جهة اليسار وبالتالي لم تظهر قدراته الفنية مهما قلنا تبقى مباراة تجريبية هدفها اختبار الكثير من الأفكار الخططية والزج باللاعبين الجدد.