المنافسة على هرم الأولمبية.. رغبات زعامة شخصية أم طموحات لتحقيق الأهداف

الرياضة 2020/11/13
...

بغداد: احسان المرسومي
يترقب الشارع الرياضي اليوم عملية انتخاب فريق جديد يتألف من رئيس ونوابه الثلاثة  واعضاء المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية الوطنية يقود الرياضة العراقية لفترة جديدة امدها اربع سنوات مقبلة، وينظر رياضيو جميع الالعاب الى المكتب التنفيذي الجديد كمنقذ للرياضة العراقية وفرصة لاعادة هيبتها، من خلال السعي الى تصحيح اخطاء الماضي والعمل الدؤوب والتخطيط الناجح والاستعانة بالخبرات الاجنبية بغية  تحقيق انجازات اولمبية غابت عن سماء منصات التتويج الاولمبي منذ اول وسام برونزي تحصل عليه العراق عن طريق الرباع عبد الواحد عزيز في اولمبياد روما 1960 .  
الانتخابات الجديدة التي باركت باقامتها اللجنة الاولمبية الدولية والحكومة العراقية ممثلة باللجنة الرياضية لمجلس
النواب ووزارة الشباب، جاءت بعد  مخاض عسير وشد وجذب ومشكلات عديدة كادت ان تقذف برياضتنا الى المجهول ، لولا  اقرار قانون اللجنة الاولمبية في مجلس النواب الذي كان بمثابة ثمرة للجهود وبداية حقبة جديدة من العمل الاولمبي، يعالج فيه جميع اخطاء الماضي ووضع اولى خطوات رياضتنا على جادة الصواب .
 
تعديلات جديدة
وتمخضت  المؤتمرات الاستثائية لاعضاء الهيئة العامة والاجتماعات
العديدة التي جرت بين رئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي ووزير الشباب عدنان درجال عن الاتفاق على اجراء عدد من التعديلات في النظام الاساس، وابرزها “اعتماد مبدأ التعيين لمنصبي الأمين العام والأمين المالي”، بالاضافة لتوسيع قاعدة الجمعية العمومية للجنة الأولمبية عبر انتخاب ثلث أعضائها من قبل الاتحادات الأولمبية على ان يكونوا مرشحين من تلقاء أنفسهم من بين الشخصيات التي ثبت
تقديمها خدمات للرياضة والحركة الأولمبية في العراق وكذلك الاتحادات غير الأولمبية والمؤسسات والمنظمات المعنية بالشأن الرياضي، كما منحت التعديلات الجديدة الجمعية العمومية حق انتخاب لجنة الأخلاقيات الرياضية التي ستعمل على وفق نظام أساس ينسجم مع مدوّنة الأخلاقيات للجنة الأولمبية 
الدولـــــية.
كما منحت  أيضاً حق انتخاب جميع ملاكات مركز التسوية والتحكيم الرياضي على ان يعمل بشكل ينسجم مع النظام الداخلي “لمركز التحكيم الدولي 
ومحكمة فضّ النزاعات الرياضية كاس، والزمت التعديلات الأخيرة الاتحادات الرياضية بأن يكون لها ممثل واحد في الجمعية العمومية سعياً لقطع الطريق أمام التكتلات التي كانت حاضرة في المشهد الاولمبي سابقاً عبر تمثيل مزدوج لبعض 
الاتحادات. 
ومنح  النظام الاساسي المعدّل  حرية مطلقة للرياضيين الاولمبيين باختيار ممثليهم (رجل و أمرأة) بأنفسهم من دون الحاجة الى تصويت الجمعية العمومية للجنة الاولمبية، يذكر ان جميع التعديلات آنفة الذكر جاءت متوافقةً مع قانون اللجنة الأولمبية ذي الرقم  29 لعام 2019.
 
العنصر النسوي
واكدت اللجنة الاولمبية بحسب رئيس مكتبها الاعلامي حسين علي حسين على ان العنصر النسوي سيكون متواجدا بالجمعية العمومية والمكتب التنفيذي المقبل ولو بعنصر واحد على أقل التقديرات من اجل النهوض بالرياضة النسوية.
وأضاف حسين  في تصريحات اعلامية ان الترشيح لعضوية الجمعية العمومية بعنوان شخصيات خدمت الرياضة والحركة الاولمبية فسح المجال أمام الشخصيات الرياضية بشكل عام متيحاً للجميع حق الترشيح، وهو عكس ما كان معمولا به سابقاً بترشيح تلك الشخصيات عن طريق الاتحادات الرياضية.
 
 قائمة المرشحين
اعلنت الجنة التحضيرية وبعد المداولة المباشرة مع الهيئة القضائية المشرفة على الانتخابات الاولمبية،  قائمة أسماء المرشحين للمناصب الرئاسية وعضوية المكتب التنفيذي في المؤتمر الانتخابي الذي سيقام بفندق شيراتون عند الساعة الرابعة من عصر اليوم السبت الموافق 14/11/2020.
وتضم قائمة المرشحين 
للمكتب التنفيذي، التي ستقام باشراف هيئة قضائية او قانونية او حقوقية مستقلّة بشرط ان يكون جميع أعضائها من خــــارج المؤسسات الحكومية، وغير الحكومية الرياضية، وتنطبق عليهم مواصفات الاختصاص القانوني والخبرة 
الرياضية.
اذ تقدم لمنصب رئيس اللجنة الاولمبية كل من رعد حمودي وسرمد عبد الاله ، وللنائب الاول اياد نجف والدكتور طالب فيصل، وللنائب الثاني طارق عبد الرحمن وسلام عواد، وللثالث مرشح واحد هو صباح الكناني، ورشح لعضوية المكتب التنفيذي كل من  ابراهيم جبار شنين واحمد حنون خنجر واقبال عبدالحسين نعمة وبشتيوان مجيد نادر وجميل عزيز جعين وحسين علي حسين وحسين محمد ناجي وخالد عبدالواحد كبيان وزياد حسن جاسم وشعلان عبدالكاظم ابراهيم وصبيح مراد كاظم وعادل عيدان غيلان  وعلي تكليف شهيد ومحمود عزيز ومصطفى جبار علك ومصطفى صالح مهدي وهردة رؤوف بارام وولاء طارق
حميد .
ويلتزم كل مرشح (قبل البدء بالعملية الانتخابية)، بالتوقيع على 
تعهد بعدم شموله باجراءات هيئة المساءلة والعدالة وغير محكوم عليه بجناية او جنحة مخلّة بالشرف تتعارض مع ترشّحه وفقاً لقانون 29 لسنة 2019.
 
نبذة تاريخية
تأسست اللجنة الاولمبية العراقية عام 1948،  مع اول وفد تشكل للمشاركة في اولمبياد لندن في العام نفسه ، وشارك العراق في العديد من الدورات الاولمبية الا انه لم يتمكن من الحصول الا على وسام 
برونزي يتيم في فعالية رفع الاثقال تحصل عليه الرباع عبد الواحد عزيز  في اولمبياد روما 1960 ، ويعد الانجاز الذي حققه منتخبنا الاولمبي بكرة القدم وذلك بحصوله على المركز الرابع في اولمبياد اثينا 2004 هو الابرز على مستوى جميع الفعاليات  .
وينبثق  عن انتخابات اللجنة الاولمبية  التي يضيفها فندق الشيراتون اليوم،  خامس مكتب تنفيذي للجنة الاولمبية منذ احداث  2003، اذ انتخب أحمد عبد الغفور السامرائي لرئاسة اللجنة في 2004  لكن الأخير اختطف مع عدد من أعضاء المكتب التنفيذي في صيف 2006.
بعدها انتخب رعد حمودي في نيسان من 2009 رئيسا للجنة الاولمبية كثاني رئيس للجنة بعد 2003، وجددت الهيئة العامة ثقتها بحمودي لدورتين متتاليتين، ثم تعالت الاصوات الحكومية بشأن شرعية اللجنة الاولمبية وعملها وفق القوانين القديمة، الى ان تم تشريع قانون جديد في مجلس النواب بمباركة من اللجنة الاولمبية  الدولية التي سارعت بحث القائمين على تحديد موعد  لاجراء انتخابات  جديدة  .
قيادة واثقة من نفسها
وكالعادة فان الاعلام كان له رأيه الخاص في هذه الانتخابات، اذ قال الاعلامي الدكتور عدنان لفتة : الانتخابات خيار حر يحرص عليه العقلاء بديلا عن خيارات التسلط والجور، وفي مؤسسة مثل اللجنة الاولمبية سادتها الخلافات والتوترات ينتظر الجميع نهاية عادلة لتلك الصراعات المؤثرة في واقع الرياضة سلبيا.
واضاف : للاسف فان التخندق والمحاور واضحة في الانتخابات الجديدة للمكتب التنفيذي الذي ربما يشهد تغييرات عاصفة حتى على مستوى الرئاسة في صراع يدور رحاه  بين الحارس الدولي السابق  رعد حمودي الممسك بقيادة الاولمبية لثلاث دورات انتخابية والسباح الدولي السابق سرمد عبد الاله وهما كانا الى وقت قريب من أشد الحلفاء.
واكمل حديثه بالقول : الاهم بالنسبة لنا ظهور الكفاءات والقيادات المناسبة المليئة بالثقة والتفاني وليس في انتخاب شخصيات هشة لا تملك القدرة على صنع الافكار ولا اتخاذ القرارات المناسبة، نبحث عن كفاءات ترقى بمختلف الرياضات وتعمل لاجل التفوق وليس في اثارة الخلافات والازمات .
وتابع : الاعلام يريد مكتبا تنفيذيا قويا يحيي الرياضة ويرفع من شأنها بعد انتكاسات وعثرات طويلة، الاعلام يريد قيادة واثقة من نفسها قادرة على النجاح راسخة في العمل بعيدا عن الاسماء، ما يهمنا وجود الادارات الناشطة الفاعلة، مشيرا الى ان الاعلام ينتظر ادارة متماسكة قوية تعمل كفريق واحد في رحاب اللجنة تتشبث بالتخطيط والبحث عن الانجاز والاصرار على النجاح ولا تتذرع بقلة الاموال وسوء الامكانات .
وختم عدنان حديثه قائلا : الاعلام ينظر الى مستقبل الرياضة، الى وصولها للاوسمة الاسيوية والعربية بل والعبور الى الاوسمة الدولية والتخطيط لوسام اولمبي بعد 60 عاما من البقاء على وسام نحاسي واحد للرباع الراحل عبد الواحد عزيز ، ننتظر ونرجو ان لا يطول انتظارنا وصبرنا، الرياضة العراقية تستحق قيادة قوية ساعية الى الالقاب والنتائج المشرقة التي تحفظ لنا هيبة بلادنا وتجعلنا نشعر بان عجلة الرياضة تحركت للانجاز وتركت عقودا من التخلف والسلبيات وسوء الادارة وعدم استثمار
المواهب.