يا له من شريط سياسي متنوع

آراء 2019/01/16
...

نوزاد حسن
 احيانا افكر لو اني اعيش في مدينة هادئة، والهدوء يعني عندي اختفاء تاماً لاي نشاط سياسي، ولاي ظهور اعلامي لاحد السياسيين، ترى كيف سيكون عقلي،وكيف سافكر.؟
  من المدن الهادئة تأتينا صورة سويسرا دائماً على انها البلد الذي يصنع ساعات رائعة، لكن لماذا لا يأتينا الجانب الاخر من الصورة وهو ان سويسرا تتمتع بصناعات عسكرية متطورة جداً الى درجة ان احد الوزراء في النظام السابق تفاجأ حين ذهب سفيرا لسويسرا بان هذا البلد لديه صناعة عسكرية متقدمة جدا.ماذا يعني هذا الكلام؟ .اظنه يعني ان شأن التسليح والصناعات العسكرية هو شان حكومي تنظمه الدولة دون ان يحس مواطنو ذلك البلد او حتى السياسيين في البلدان الاخرى بمدى تطور هذا البلد او ذاك عسكريا.ربما باستثناء روسيا واميركا يظل هم التصنيع هماً داخلياً للحكومات التي تستحق هذا الاسم.
 ولعل هذه المقدمة البسيطة تقودني الى التعليق على ان زخم الاحداث اليومية التي نعيشها يصيبنا بتوتر داخلي.
 فعلى مدار اليوم الواحد هناك تنوع غير منسجم بين حدث واخر. لاحظوا ماذا تركت زيارة ملك الاردن عند بعض المواقع والفضائيات من اثر. اول معلومة بدأ ايصالها هي منح الاردن 30 الف برميل يوميا. وبلا شك سيشعر الكثيرون بالانزعاج لهذا الخبر. ولست اريد الان الحديث عن ان هذه الهدية غير معقولة في نظر  البعض، ذلك لان العلاقات بين الدول تخضع لمنطق وفلسفة تقدرها هذه الدولة تجاه تلك.
  ما اود الاشارة اليه هو ان هذا الخبر او المعلومة سافرت بيننا وهي تغازل معلومة اخرى عن زيارات بعض مسؤولي الدول للعراق ولقائهم بالسيد عبد المهدي.قيل كلام فيه جانب كبير من التوقعات عن نتائج هذه الزيارات.ولعل اهم زيارتين رسميتين هما زيارة وزير الخارجية الاميركي بومبيو وزيارة وزير الخارجية الايراني ظريف.
 وهنا بدأت التوقعات تفترض عالماً من الاحتمالات السياسية لمحللين وكتاب في غاية الغرابة.وعند متابعة ما يقال سنعرف الفرق بين المدن الهادئة التي تقدم الشوكولاتة،والساعات العالمية الماركة على انها واجهة البلد في حين يظل في زوايا المصانع المنظمة عالم التسليح لا يخطر على بال المواطنين 
ابداً.
  لا اظن ان المعلم الفلندي يعرف ان بلده ينتج افضل الساحبات في العالم.فكل ذلك الصخب العلمي لا يصل الى المواطنين.لذلك يملك الغربي سعادة عميقة حدودها تضم العالم كله لان صناعاته تسافر الى البلدان الاخرى فنعرف الوجه الاخر لبلد كنا نظنه هادئا الى حد التجمد الا انه ليس
 كذلك.
  افكر بهذا النوع من الحكومات التي تنشغل ببناء وعي سعيد لشعوبها، حيث يتذوق السويسري الشكولاتة اللذيذة، تاركا اعماق دولته تنجز فخرها العلمي على مهل.
  الشريط السياسي اذن سيكون مزعجا ان كان متنافرا، وهذا ما نعيشه يوميا.وربما تكون ازمة تشكيل الحكومة اهم حدث في شريط السياسة.