التركة الأولمبية الثقيلة!

الرياضة 2020/11/15
...

علي رياح  

إحدى عشرة سنة أمضاها نجمنا الكروي الكبير رعد حمودي متصدرا المشهد الأولمبي ، لم تسفر إلا عن غياب للملامح أفضى إلى تآكل الأساسات التي بُنيت عليها الحركة الرياضية في العراق . وحين نحصي الأضرار (الخاصة) التي أفرزتها هذه الحقبة الزمنية الطويلة ، نجد أن رعد حمودي قد أنفق الكثير من رصيده كنجم وركيزة لنجاحات فريقه الشرطة وكقائد لمنتخب العراق طوال إحدى عشرة سنة ، ويا لسخرية الصدف أن يكون العمر الذي منحته رئاسة اللجنة الأولمبية مساويا لعمره كحارس دولي طبقت شهرته الآفاق!  
وفي المشهد العام ، لن تأتي الانتخابات التي أجريت أمس الأول بجديد سيذكره التاريخ ما لم تكن لدينا القدرة على الدخول في حقبة مختلفة من العمل الممنهج الصحيح المثمر .. حتى هذا اللون من العمل إذا افترضنا أنه سيوفر فعلا في السنوات الأربع المقبلة من عمر المكتب التنفيذي الجديد ، فإنه لن يوفر لنا الأرضية الكافية لإصلاح الخراب العميم الذي لحق بالحركة الرياضية .. الخراب الذي تحول فيه ذكر وسامنا الأولمبي الوحيد للرباع عبد الواحد عزيز قبل ستين سنة إلى ترنيمة دائمة نعيد ترديدها مع كل إخفاق ذريع يلحق بمنتخباتنا وبرياضيينا في المحافل الأولمبية وغيرها!  
هل سنؤسس لبداية مختلفة نلغي فيها ذلك الاستحواذ والهيمنة والتفرد في الإدارة ، لنفتح الأبواب أمام عمل جماعي فيه لغة المكاشفة ، وفيه النقد والتقويم ، وفيه تنازل المسؤول عن برجه العاجي ليعترف جهارا نهارا بالأخطاء والخطايا؟!  
هذا سؤال كنت أطرحه على نفسي وأنا اتتبع هذا الجو الاحتفالي الذي انتهت إليه الانتخابات يوم السبت ، بعد أن كانت قد بُنيت ولسنوات طويلة على التربص والعداء والمؤامرة في السر كما في العلن ، وكانت مصلحة الرياضة آخر ما كان يهم هذه الخنادق المتقابلة التي انتهت مواجهتها الكبيرة في الانتخابات ، وربما ستكون لديها مواجهات وتبعات أكبر بعد إعلان النتائج!  
إحدى عشرة سنة عقيمة مرّت من العمر الأولمبي العراقي .. ليس رعد حمودي طرفا وحيدا في هذا العقم ، إنما كان شركاؤه كثيرين قبل الخلاف وبعده على تولي زمام المكتب التنفيذي ، فلا أقل من أن ننظر هذه المرة إلى قيمة الرياضة وما يمكنها أن تقدمه للعراق والعراقيين من إنجاز وفرح واستبشار بالخير بدلا من كل هذه الصراعات التي لن نألف لها نظيرا أبدا في كل هذا العالم المحيط بنا ، فهل ستصح النوايا أم أننا أمام أربع سنوات أخرى من الضياع الأولمبي ، ستكبر بل ستتورم بعدها تركتنا الثقيلة؟!