الضويري.. شاعر مضطرب العواطف

ثقافة شعبية 2020/12/05
...

 سعد صاحب 
 
 
يكتب صاحب الضويري على جدار الزمن بالدماء، شعرا نابعا من القلب، ومن يخط بنزيف الجراح المفتوحة لوحات ناطقة، لا يخشى المنية ولا يخاف قول الحقيقة: "بدت بيه بلاوي اتعارج الحيل/ اهو يا حيل ظل وبيه اماطل/ لون وكتي اجاني امشرعب الخيل/ ارد اضحك وكولن وكتي جاهل".مضطرب العواطف ومعتم المشاعر، تلعب به المدركات وتخونه الارادات، فلا يميز في ساعة الاشتعال بين الاصوات والالوان والاشياء، منفردا مثل فارس عنيد يلقي بنفسه في المتاعب، فتذل امامه الجبال، والامر المريب وهو في قمة الصمود ينهار مثل بيت خاو، يتردى وضعه الصحي والنفسي فيحاول الانتحار وينجو ثم يموت: "عفه كلبي شحمل لوعات واشال/ مصايب سود من سود الليالي/ ما وجد ترة اني امدوهن البال/ وناحط بالعذاب الماله تالي/ وحيد وللموده اكصار الحبال/ ويعينة الله الوحيد المالة والي". هذا التناقض قاده الى الكتابة عن الغدر والخيانة والظلم والشكوى، ومع كل هذه الاحزان المحتشدة في القصائد، لم يترك الهوس في العشق: "الدنيا مدري شلون فرشتلي الشليل/ وفرهديتك يوم عذالي التهو/ وانه جبت الغانمة وانه الدليل/ جورت واهل الهوى ما حصلو".  في ايامه الاخيرة تضاعف شعوره بكثرة القيود الملتفة على روحه من الداخل، ما ولد لديه الاحساس بالعبث واللا جدوى والاضطراب، وحاله المزرية لم تمنع التعبير عن الالم: "اعيش اكدر واكابر واحتيي اردود/ لجن شالفايدة وجم دوب اكابر/ وصبر النوك لا بد ما الة احدود/ ومو مطلوب اظل عمرين صابر بعيد الماي وانه بعمر الورود/عني وردت اشوف اغيوم باجر/ لجن يا حيف باجر يمطر احجار/ وشيهمه البنه سابع عماره/ صبح عندنا يا كوم خطار/ الموت ومن فرش للموت داره".