في العمليَّة التربويَّة والتعليميَّة

منصة 2020/12/21
...

أ.د.نجاح هادي كبة
 
إن نجاح العملية التربوية والتعليمية منوط بجملة عوامل متداخلة سياسيَّة واجتماعيَّة واقتصاديَّة وثقافيَّة، فقد برز في العالم مصطلح الجودة التعليميَّة ومصطلح الاقتصاد الوطني المبني على السلوكيات وربطها بالؤسسات، وظهر مصطلح مجتمع المعرفة والابتكار تجاه مصطلح الطاقة والموارد، لأن المعرفة في تزايد والطاقة والموارد في تناقص.
فقوة منظومة العمل لا تقوم إلا على إنتاج المعرفة وتطبيق المعارف لحل المشكلات الإنسانية, واقتصاد المعرفة لا يقوم على الجهد الشاق كاقتصاد الطاقة والموارد لأنه يقوم على اكتساب المهارات بالتعليم.
ولا بُدَّ من الإشارة الى أنه لا تقدم في التعليم من دون الاستقرار الأمني, وشيوع الديمقراطية وإعطاء الحرية للفرد في أداء دوره ورفع دخل الأسرة عن طريق توفير فرص العمل, والاهتمام بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، ولا تقدم في التعليم إنْ لم يكن في هرم قيادته علماء أعلام يشهد لهم المجتمع بالكفاية العلميَّة والأدبيَّة فقبل الميلاد بوأ افلاطون العلماء أعلى هرم جمهوريته, ولا تقدم في التعليم حين تقع المسؤولية على متغير واحد كالدولة من دون أنْ تمتد يد المساعدة للتعليم من منظمات المجتمع المدني والنقابات والجمعيات الاجتماعيَّة والخيريَّة وما الى ذلك بالمشاركة الفعلية في النواحي الاقتصادية مع التوعية.
لقد رفعت الولايات المتحدة شعار (أمة في خطر) حين رأت اليابان تسيطر على السوق التجاريَّة في العالم، لذلك اهتمت بإنتاج المعرفة، وكمثال على اهتمامهم بالتعليم جامعة هارفارد الأميركية التي خرجت الكثير من العلماء في العالم وأعطت براءة اختراع لهم, لأنها نالت مساعدات اهلية وحكومية ولا تقبل في الدراسة فيها إلا المتفوقين من دول العالم وبأجور (60) دولارا 
للطالب.
يرى الدكتور نوري جعفر أنَّ الطفل أو الشاب أو غيرهما بمقدورهم أنْ يكونوا مبدعين؛ لأنَّ الإبداع والموهبة يرجعان الى عوامل البيئة والتنشئة الاجتماعية، ودعا نوري جعفر الى إدخال التلفاز والفيديو والسينما وغيرها من الوسائل التعليمية لمساعدة المعلم في الصف في توصيل المادة الدراسية، ودعا أيضاً الى تحسين البيئة المدرسيَّة، فكثير من العباقرة بدؤوا متخلفين دراسياً مثل الأديب الاسكتلندري برنادشو، ومثل انشتاين الذي كان ضعيفاً في البدء في موضوع الرياضيات وصار بعد ذلك أحد فوارسه.
فلتكن لدينا إرادة لرفع مستوى التعليم في بلادنا أسوة بدول العالم المتقدم, فلا تنقصنا الكفاءات ولا الأموال والموارد بل نحتاج الى مزيدٍ من التخطيط والإخلاص والعمل لتحقيق جودة التعليم ورفع 
مستواه.