السفارات وأولاد الذوات

آراء 2019/01/28
...

حمزة مصطفى
يثار الآن مثلما أثير سابقا ملف السفارات العراقية، لكن ليس لجهة كفاءة هذا وذاك من العاملين فيها من عدمه، بل لسبب آخر مختلف تماما، السبب يتعلق بأولاد كبار المسؤولين ممن تصدروا المشهد السياسي بعد عام  2003، فهؤلاء المسؤولون نوعان مثلما هو معروف، نوع كان أصلا وهم الغالبية في بلاد المهجر بوصفهم معارضين للنظام السابق، ونوع هم جماعة الداخل ممن تمكنوا من مزاحمة أهل  الخارج في تسيد المشهد وتسنم أعلى المناصب وأجودها، فالمناصب في العراق في مجملها بقرات حلوب ودجاجات يبضن ذهبا.  لكن هناك اختلافا بين هذا المنصب أوالموقع أو ذاك إن كان لجهة النفوذ أو الدخل أوميادين التأثر والتأثير، بيد أن الفرق في الغالب هو في النوع لا في الدرجة، كلا النوعين من مسؤولي  الخارج والداخل عيونهم موزعة بين عدة مواقع ومسؤوليات، وكثيرا ما تنشب صراعات قد تصل حد المصادمات بينهم على تلك المواقع والمسؤوليات ماعدا جهة واحدة كلهم يتفقون عليها وهي وزارة الخارجية وبالذات السفارات التابعة لها في معظم بقاع الدنيا. 
مايثار الآن حول أولاد الذوات من كبار المسؤولين إنهم يحتكرون السفارات لجهة التعيين فيها، القدح المعلى لايزال لجماعة الخارج الذين دخلوا  الى العراق سواء ممن ركب الدبابة الأميركية بوصفه محررا أم من جاء بعدها لكن بصفة مقاوم للمحتل هذه المرة، كلا النوعين لم يجلب معه عائلته الإ من  رحم ربي، فالأولاد إما مازالوا في الخارج يكملون المزيد من دراساتهم العليا التي لاتنتهي طالما يقبض آباؤهم من خير الوطن وهي جزء من  ثمرات الكفاح، أو أن هؤلاء الآباء أوجدوا لهم وظائف تخدم الوطن لكن من خارجه عبر السفارات. وبذلك فإنهم أصحاب فضل ثلاث مرات لامرة ولا مرتين. فهم كانوا معارضين أصلا وبعد السقوط جاؤوا ليبنوا العراق مثلما نشاهد الآن أنواع البناء و"أرناكه"، كما إنهم ولمزيد من التضحيات تركوا أبناءهم خلفهم في بلاد الغربة يخدمون سفارات بلادهم حتى في البلدان التي لايزيد عدد أبناء الجالية العراقية فيها عدد أفراد السفارة العراقية هناك. من حيث المبدأ ليس من حق أحد المزايدة عليهم للأسباب التي ذكرناها، يضاف الى ذلك إنهم كفاءات مثما تشير سيرهم الذاتية وقبلوا في السلك الدبلوماسي طبقا لكفاءتهم، المعارضون لهذا الملف الذي بدؤوا بفتحه الآن على نطاق واسع يتساءلون .. ماهي حصة "ولد الخايبة" من العمل في سفارات البلاد في الخارج؟ هل لاتنطبق عليهم معايير القبول في السلك الدبلوماسي ولماذا؟ 
لماذا هذه المواقع لاتنطبق عليها معايير المحاصصة الإ بين أبناء المسؤولين  الكبار الشيعة والسنة والكرد؟ فالمحاصصة هنا من نوع آخر مختلف تماما عن المحاصصة التي عشناها ومازلنا نعيشها وندفع ثمنها طوال السنين الماضية؟ ربما يظهر من يقول هذا الكلام غير دقيق بدليل يوجد من بين أبناء الخايبة ممن يعملون في السفارات؟ نعم بالتأكيد حتى في السفارات "لو خليت قلبت" .. لكن السؤال لماذا هذا لكل أولاد أولاد الخايبة وكل ما  عداه لأولاد المسؤولين؟ قسمة ضيزى و.. نص.