عبدالزهرة محمد الهنداوي
قد يبدو العنوان غريباً، فمَن منا لا يعرف ان بغداد عاصمة العراق، كما ان العالم كله يعرفان العراق عاصمته بغداد ؟ ..فهي من اعرق العواصم في العالم وتاريخها يعرفه الداني والقاصي
اذن اين الفكرة في هذا العنوان، وما هو المغزى من اثارته ؟ يسأل سائل ..
فأقول ان بغداد عاصمةالعراق، وان تكون هي العاصمة، فهي تهم كل العراقيين من دون استثناء، وأمرها يعنيهم جميعا، وليس من حق احد ان يروج لخطاب الفئوية الضيقة، فيقول ان بغداد للبغداديين، إلا اذا كان يعني ان كل العراقيين من البصرة الى زاخو، يحملون بين جوانحهم الروح البغدادية، ويتوقون ايما توق ليكحلوا عيونهم بمشهد العاصمة بغداد، ومن هذه النقطة اريد ان اعرّج على قضية امانة بغداد ومَن هو الاحق بتولي هذه المهمة شديدة التعقيد والصعوبة، هل يجب ان يكون بغداديا ابن بغداديا حتى الجد السابع والعشرين ، ام بالإمكان اناطة المهمة لأي شخصية عراقية اخرى ،سواء أكانت من اصول بغدادية او غير بغدادية؟..
ثم، ماهو المعيار الذي يمكن من خلاله تحديد ذلك الشخص؟.. هل ان بغداديته كافية لمنحه الحقيبة بقطع النظر عن مدى قدرته على النهوض بالمهمة، ام من المهم ان يكون كفوءا نزيها يمتلك القدرة على اتخاذ القرار،ولا يخضع للضغوط والمساومات، ويعشق بغداد، والعشق هنا لا يحتكره شخص دون غيره، فبغداد تحمل من الجمال الأخّاذ ما يجعل الجميع يهيمون بها عشقا ووجدا، ويحدثنا التاريخ عن عشرات الشعراء والأدباء والكتّاب والمطربين الذين عشقوا بغداد وتغنوا بحبها ..
أيّها المحبون ، يامن تعشقون بغداد وتذوبون في حبها وجدا، اسعوا الى ان تجعلوا من هذه العاصمة الجميلة، اكثر جمالا وبهاءً .. لاتفكروا في خلفية من سيحمل امانتها على كاهله، ابحثوا عمّن لديه القدرة على اداء هذه الامانة، فبغداد تنتظر الكثير، ألَم يسأل احد نفسه: لماذا اكتظت العاصمة بهذه الكتلة السكانية التي تجاوزت الثمانية ملايين نسمة تشكل نحو 21 ٪ من مجموع سكان العراق ؟ ، ذلك لأنها عاصمة العراق ، وكل العراقيين يتمنون الحج اليها، العيش فيها ما استطاعوا الى
ذلك سبيلا .. علينا ان نفكر كيف ننهض بواقع عاصمتنا التي انتشرت في احشائها اكثر من (1000) عشوائية بسبب ازمة السكن .. بغداد تواجه ازمة في المباني المدرسية .. بغداد تعاني من اختناق حاد في شوارعها بعد ان دخلت اليها نحو مليوني سيارة ..
بغداد بحاجة الى تطوير منشآتها الصحية بمختلف تفاصيلها ..بغداد بحاجة الى بناء حويصلات جديدة عند اطرافها لامتصاص هذا الزخم.
بغداد بحاجة الى مشاريع نقل حديثة ( قطارات الانفاق، قطارات المعلقة ، جسور ومجسرات،طرق
سريعة ) بغداد بحاجة الى بناء عاصمة ادارية جديدة لسحب هذا الاختناق الذي يعاني منه الناس في قلب المدينة القديمة ، فغالباً ما يعلق احدنا في بطن الشارع لساعات وهو يقطع مسافة يمكن قطعها بخمس او عشر دقائق في الظروف
الطبيعية .. بغداد بحاجة الى تحسين شبكات المياه وشبكات الصرف الصحي وشبكات الكهرباء .. ولا يعترض أحد ليقول: ومن اين نأتي بالأموال لتنفيذ هذه الاحلام؟ .. فأقول إنها ليست احلاماً، بل يمكن ترجمتها الى واقع عملي، فبغداد تمتلك القدرة على تمويل نفسها من ايراداتها الكثيرة فقط هي بحاجة الى ترتيب ملفات النهوض بها بحسب الاولوية، وعرض المشاريع العملاقة الى الاستثمار بشرطه وشروطه، وعندها سنرى تهافت الشركات العالمية، فضلا عن الشركات العراقية للتنافس على الظفر بواحدة من هذه الفرص الاستثمارية الهائلة ..
وعند ذاك ستظهر بغداد بجمالها الطاغي،وقد اصبحت عاصمة العراق حقا وحقيقة .. فلا تنسوا ابدا، ان بغداد عاصمة العراق من الجبل الى البحر ..