زيارة موسكو المثيرة للجدل

آراء 2019/02/04
...

 خالد إبراهيم 
لا تزال تداعيات "تأجيل" الزيارة التي كان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ينوي القيام بها إلى موسكو تتواصل على الساحة السياسية.
 وهي الزيارة التي تم تأجيلها وسط أنباء تشير إلى إلغائها بالكامل الآن، واعترف القيادي في حركة حماس موسى ابو مرزوق في تغريدة له عبر موقع تويتر بتأجيل الزيارة، زاعما عدم وجود أي شرط من قبل موسكو لإتمام هذه الزيارة، واشار أبو مرزوق في تغريدته إلى أن الخارجية الروسية حريصة على نجاح زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس". اللافت أن روسيا ارتأت ضرورة تأجيل أو إلغاء هذه الزيارة، خاصة أن القيام بها سيحمل موسكو توجها سياسيا قاطعا بأنها تدعم حركة حماس وتستقبل قياداتها في هذا الوقت الحساس من عمق الخلافات الفلسطينية، وهو ما دفع بموسكو إلى إلغاء هذه الزيارة
 الآن. 
وتؤكد تقارير صحفية أن قرار موسكو بتأجيل الزيارة مثل فشلا لخارجية حركة حماس، وهو الفشل الذي جعل مصادر في الحركة توجه باللائمة على عضو المكتب السياسي محمد كاظم صوالحة، وهو القيادي المعروف بالحركة والذي يدير الشؤون الخارجية للحركة وتحديدا في أوروبا، وتوضح عدد من المصادر السياسية إلى أن صوالحة كان من مهندسي زيارة هنية إلى موسكو، إلا أن هذه الزيارة فشلت، الأمر الذي جعل مصادر في حماس تؤكد أن صوالحة غير قادر على تمثيل المنظمة بنجاح كما كان الوضع مع عدد من القيادات التابعة لحركة حماس في السابق، اللافت أن هناك جهات في حركة حماس تشير صراحة إلى أن السبب في قرار الالغاء يعود إلى الجهود الدبلوماسية التي قامت بها الحكومة الفلسطينية في هذا المجال، حيث رفضت السلطة تماما استقبال روسيا لهنية، وأبلغت مصادر في السلطة روسيا بأن الاقدام على هذه الخطوة سيمثل تحيز روسيا لصالح حركة حماس، وهو التحيز الذي لن يصب في صالح القضية الفلسطينية بالنهاية، الأمر الذي دفع بالروس إلى تأجيل هذه الزيارة الآن، عموما فإن فشل إتمام هذه الزيارة يعكس حجم الخلافات وعدم التنسيق والأهم التباعد بين قيادات حماس، وهو ما أدى إلى فشل هذه الزيارة التي كانت حركة حماس تأمل في
 القيام بها.