مبارك لا يدلي بشهادته الا بإذن السيسي!

آراء 2019/02/08
...

علي الهماشي
في قاعة المحكمة التي يحاكم فيها مرسي، تم استدعاء الرئيس الاسبق حسني مبارك البالغ من العمر تسعين سنة، ليدلي بشهادته في حادثة الهجوم على الحدود الشرقية والمتهم فيها تنظيم الاخوان المسلمين ومنهم الرئيس السابق محمد مرسي، المفارقة ان الرئيس الاسبق مبارك لم يدل بشهادته الا بعد اخذ الاذن من الرئيس الحالي السيسي، لان مايدلي به يتعلق باسرار الدولة !. ساكتفي بمقدار هذا الخبر وبغض النظر عن رأي في حكم الرئيس مبارك او السيسي او مرسي ولكني وجدت فيما قام به السيد حسني مبارك، أنموذجا لاحترام الدولة ويبين مدى حرصه على الالتزام بالف باء احترام الدولة واسرارها، فرجل في التسعين من عمره يعلم ان مايقوله لن يضره بشيء ولكنه اعاد للاذهان معنى اسرار الدولة وان هناك نظاما قائما يجب احترامه والالتزام بقوانينه، سيما وانه كان في يوم من الايام رئيسا لهذا النظام وكان يود ان يكون قوله شيئا  من التاريخ، الا انه ابى ان يقوم  بذلك دون اذن رئيس النظام الحالي ... قرأت الخبر وانا اتحسر على الوضع العراقي وارى السياسيين ممن كان في منصب تنفيذي او اعضاء في البرلمان الا وانتهزوا  الفرصة للادلاء بالمعلومات، التي يعرفها في اول لقاء على الفضائية التي اختارته للقائه ! وكنت ارى ان بعضهم يسرع للتصريح بمجرد انتهاء اجتماع مهم او يحاول ارسال الخبر عن طريقه هاتفه النقال، لهذه الفضائية او تلك وكأنه مراسل لها! مازال بعض من طفى على سطح الاحداث منذ 2003وحتى يومنا هذا، يعيش المراهقة السياسية وبالرغم من مرور هذه السنين، الا انه لم يصل الى الرشد السياسي ولا يفرق بين مايضر العراق على المستوى الستراتيجي او على المستوى الآني، بل يجعلها ميزة له بانه عفوي ويملك الجرأة في قول الحقيقة !. فعل مبارك في قاعة المحكمة قد يبدو للاخرين فعلا يريد به مايريد ولكني اراه سلوكا لرجل دولة ينبغي للاخرين ممن يحاول ان يمتهن السياسية ويحب الظهور، ان يتعلم معنى اسرار الدولة ومايحيق بهذا البلد من اخطار ورغم كل ما يصيبنا فمازال الاخرون يخططون للنيل منا !. 
فحفظ الاسرار ميزة من ميزات  السياسي ولكني لااراها بيننا بل اجد توزيعا مجانيا لهذه المعلومة او تلك ونحن نعلم ان حكومات ودولا وجيوشا انهارت بنصف معلومة، فكيف بمن يتطوع بسرد القضية كاملة! ولا اريد هنا ان اذكر امثلة كشواهد لما ذكرته لاننا سنغرق بالامثلة ونترك اصل الموضوع !. ولايقتصر الموضوع على الجانب السياسي فقط بل بحفظ الاسرار، التي تتعلق بستراتيجيات التجارة والنفط والغاز وكل المجالات ،التي تربط بشكل او اخر بامن الدولة، ولأننا نتحدث بالسياسة وهو الموضوع الذي يشمل كل ما يتعلق بحياتنا، اقول ان السياسة مسؤولية وليست ظهورا في هذه الفضائية او تلك، للادلاء بما نملك من معلومات او تفريغ ما سمعناه قبيل لحظات على شاشة فضائية، السياسة تخطيط وعلم، الغاية منها ان تنقل بلدك اوحزبك الى موقع افضل مستعينين بقول سيد البلاغة والحكمة :(استعينوا على قضاء حوائجكم
 بالكتمان).