زواج الأقارب قدْ يكون سبباً لإصابات محتملة بأمراض وراثيَّة

من القضاء 2019/02/10
...

بغداد/محمد غافل
 
 
الرحلة في ثنايا موضوع (زواج الأقارب) وتبعاته ليست بسهلة ولا ميسرة بسبب قناعة الكثيرين وإصرارهم بأهمية الزواج من الاقارب لأسباب شتى، لكنَّ العلم والطب لم يغفلا مخاطر ذلك وقد يكون الزواج من الأقارب مسبباً لآثار سلبيَّة لعوامل جينيَّة ووراثيَّة.
يقول المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور سيف البدر لـ"الصباح": إنَّ "نسبته تختلف بحسب الموقع الجغرافي وعمق العلاقات الاجتماعيَّة، ففي العراق بسبب القوة العشائريَّة فإنَّ النسبة تصل الى نحو 50 بالمئة، فيما تزداد في المناطق الريفية أكثر من الحضريَّة".
وأضاف "إنَّ التحاليل الوراثيَّة التي تجرى للمتزوجين قبل الزواج هي تحليل الدم، الى جانب استشارات خاصة لجمع المعلومات عن الأمراض الوراثيَّة في العائلة من خلال الاستبيانات التي تجمع بين المتزوجين ووضع نسبة لاحتمال الإصابة بأمراض وراثيَّة، إلا أنه يجب القول إن ليس كل الصفات التي يحملها زواج الأقارب سلبيَّة، بل إيجابيَّة مثل الذكاء والجمال، لا سيما في حال عدم وجود أمراض وراثيَّة، بيد أنَّه في كل الأحوال يعدُّ الفحص الطبي قبل الزواج مهماً جداً لتفادي ولادة أطفال مصابين بأمراض وراثيَّة".
 
أمراضٌ تهدِّدُ مستقبل الطفل
أكد المتحدث أنَّ "الأمراض التي تنتقل بذلك الزواح هي ظهور التخلف العقلي والإعاقة الذهنيَّة بسبب وجود صفات وراثيَّة موجودة في كلا الزوجين لم تظهر عند الأبوين لكنها ظهرت لدى الأبناء، الى جانب مرض التمثيل الغذائي (كلاتو سيمين) ومرض فقر الدم (الثلاسيميا)، إذ إنَّ العامل المسؤول عن نقل التأثيرات الوراثيَّة هي الجينات وهي بواقع 33 كروموسوماً لكل من الزوج والزوجة وهي المسؤولة عن نقل جميع الصفات، وهنالك أمراضٌ أخرى سائدة منها مرض (شتانيرت) الذي يصيب العضلات والأعصاب ويؤدي إلى الشلل في عمر 15 الى 30 سنة، الى جانب مرض فرط أو زيادة الكوليسترول العائلي وبالتالي زيادة النوبات القلبيَّة في عمر مبكر، وكذلك مرضٌ خطيرٌ يصيبُ خلايا الدماغ (هاتتنكتون) وهو يظهر في عمر 10 الى 15 سنة وتنتهي بالموت، فضلا عن مرض حساسية الباقلاء وضمور العضلات ومرض (دامت سندرم)، أعني الأطفال المنغوليين ومرضى السكري والربو".
 
تأثير الأجداد والأسرة
يكون الزواج أحياناً من نفس العائلة ويربطهم الجد تحدث تأثيرات في الأبناء لأنه قد يكون الأطفال قد ورثوا المرض الوراثي من الجد، فضلاً عن الخطر إذا كان هنالك أحد الأبوين حاملاً للمرض والآخر سليماً، مبينا أنَّ الخيار الأفضل هو دراسة تاريخ العائلة قبل حصول الزواج لتحديد إذا ما كان هنالك مرضٌ مزمنٌ ووراثيٌّ في العائلة ذاتها".
منوها بأنَّ "جميع المنظمات الصحية العالمية تنصح بإنشاء مراكز متخصصة لمكافحة هذه الأمراض الوراثية وتقديم الخدمات العلاجية والتثقيفية والإرشادية المقدمة الى المرضى المصابين بأمراض وراثية وتقديم النصح قبل الزواج والحمل وكذلك التشخيص المبكر وفحص المقبلين على الزواج وإجراء الفحوصات الوراثية للأطفال حديثي الولادة وأخذ التاريخ الوراثي للزوجين قبل الزواج".
وأوضح البدر بأنَّ "ظهور هذه الأمراض قد تؤدي الى حالات نفسيَّة في العائلة كون مجتمعنا قبلياً والتأثيرات الخارجية قد تؤدي الى تفكك الأسرة وتنخر التماسك الأسري بين عائلات 
الأقارب".