يصاب الرجال بعدم انتظام نبضات القلب في وقت مبكر عن النساء بنحو يتجاوز10 سنوات، ويكون الوزن الإضافي عاملاً رئيساً في حدوث هذه الحالة المرضية.
ومن المعروف إنَّ بداية عدم انتظام ضربات القلب تقفز بحدة عند الرجال بعد بلوغهم سن الخمسين وعند النساء بعد سن الستين.
وتزداد مخاطر تطور الإيقاع غير المنتظم المعروف بالرجفان الأذيني مع تقدم العمر وكذلك زيادة الوزن. ويرفع الرجفان الأذيني مخاطر الموت ثلاث الى خمس مرات لكلا الجنسين. وتشمل عوامل الخطر مؤشر كتلة الجسم، ضغط الدم الانقباضي، الكولسترول الكلي، السكري، التدخين، تعاطي الكحول، النوبة القلبية السابقة، السكتة الدماغية، ووجود أمراض
القلب.
في الرجفان الأذيني، تكون التجاويف العلوية للقلب، أو الأذينين، بمثابة جعبة بدلاً من النبض لتحريك الدم بشكل فعال. ويزيد الرجفان الأذيني غير المعالج من خطر الوفاة المرتبطة بالقلب ويرتبط بزيادة مخاطر السكتة الدماغية بمقدار خمسة أضعاف.
تقول مؤلفة الدراسة الدكتورة كريستينا ماجوسن، أخصائية الطب الباطني وأمراض القلب في مركز القلب الجامعي في هامبورغ بألمانيا: "من المهم أنْ نفهم بشكل أفضل عوامل الخطر القابلة للتعديل من الرجفان الأذيني. فاذا نجحت ستراتيجيات الوقاية باستهداف عوامل الخطر هذه، فإننا نتوقع حدوث انخفاض ملحوظ في الرجفان الأذيني الجديد.وهذا من شأنه أنْ يؤدي الى حالات مرض أقل وبالتالي وفيات أقل، وتكاليف أقل مرتبطة بالصحة".
الرجفان الأذيني
الأشخاص الذين يعانون من نوع معين من عدم انتظام ضربات القلب يسمى الرجفان الأذيني، قد يعانون من انخفاض أسرع في مهارات التفكير والذاكرة وتكون لديهم مخاطر أكبر للخرف من أولئك الذين لا يعانون من الرجفان الأذيني.
فالرجفان الأذيني، هو شكل من أشكال عدم انتظام ضربات القلب، يكون الإيقاع الطبيعي للقلب خارج المزامنة. ونتيجة لذلك، قد يتجمع الدم في القلب مما يشكل جلطات تصل الى الدماغ مسبباً السكتة
الدماغية.
والأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذيني ويتناولون مضادات التخثر، أو مخففات الدم للحفاظ على دمائهم من التخثر، هم في الواقع أقل عرضة للإصابة بالخرف من أولئك الذين لم يأخذوا مذيبات
الدم.
يقول البروفيسور تشنغ تشيو، من جامعة ستوكهولم في السويد: "قد يؤثر تدفق الدم الناجم عن الرجفان الأذيني في الدماغ بعدة طرق. ونحن نعرف أنه مع تقدم العمر تزداد فرصة الإصابة بالرجفان الأذيني، كما تزداد فرصة الإصابة بالخرف. وأظهر بحثنا وجود صلة واضحة بين الاثنين ووجدنا أنَّ تناول مذيبات الدم قد يقلل في الواقع من مخاطر الخرف".
دقق الباحثون في بيانات نحو 7 آلاف مشارك بمتوسط عمر يبلغ 73 عاماً، وتمت متابعتهم لمدة ست سنوات في المتوسط كجزء من دراسة أكبر. وتم فحص المشاركين وإجراء مقابلات معهم في بداية الدراسة ثم مرة واحدة بعد ست سنوات لأولئك الذين تقل أعمارهم عن 78 عاماً، ومرة واحدة كل ثلاث سنوات لأولئك الذين يبلغون 78عاماً أو أكبر. كان جميع المشاركين خالين من الخرف عند بداية الدراسة، لكن 9 بالمئة منهم أصيبوا بالرجفان الأذيني.
بيانات طبية
ومن خلال المقابلات الشخصيَّة والفحوص الطبيَّة، جمع الباحثون بيانات حول أسلوب الحياة والبيانات الطبيَّة على المشاركين في بداية الدراسة وخلال كل زيارة للمتابعة. وتم فحص الجميع للتأكد من الرجفان الأذيني وتأثيره في مهارات التفكير والذاكرة بشكل عام، فضلا عن
الخرف.
وعلى مدار الدراسة، تطور لدى11 بالمئة منهم الرجفان الأذيني، و15 بالمئة منهم الخرف.
ووجد الباحثون أنَّ الذين لديهم الرجفان الأذيني يمتلكون معدلاً أسرع من التراجع في مهارات التفكير والذاكرة، عن الذين لا يعانون منه، وكانوا أكثرعرضة بنسبة40 بالمئة للإصابة بالخرف من أصل10 بالمئة لم يصابوا بخلل في ضربات القلب، فيما أصيب 12 بالمئة منهم من عدم انتظام ضربات القلب، و23 بالمئة منهم ظهر لديهم الخرف.
ولاحظ الباحثون أنَّ الأشخاص الذين تناولوا مذيبات الدم للرجفان الأذيني انخفضت لديهم مخاطر الإصابة بالخرف بنسبة60 بالمائة. من بين ربع عدد المشاركين لم يأخذوا أدوية سيولة الدم لهذه الحالة. وأصيب 10 بالمئة بالخرف ممن لا يتناولون مرققات الدم. ولم يكن هناك خطر منخفض بين الذين تناولوا علاجاً مضاداً للصفائح الدموية مثل
الأسبرين.
يقول تشيو: "بافتراض وجود علاقة سبب وتأثير بين استخدام مذيبات الدم وتقليل خطر الإصابة بالخرف، فقد قدرنا أنَّ نحو 55 بالمئة من حالات الخرف قد تم منعها بشكل افتراضي، إذا كان جميع الأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذيني يأخذون مخففات الدم. لذا يجب بذل جهود إضافيَّة لزيادة استخدام مميّعات الدم لدى كبار السن الذين يعانون من الرجفان
الأذيني".
ونظراً لمحدودية الدراسة، لم يتمكن الباحثون من التمييز بين الأنواع الفرعيَّة للرجفان الأذيني مثل المستمر أو الدائم. ولكنْ من الممكن أنْ تكون بعض حالات الرجفان الأذيني قد فاتت بين الأشخاص الذين لم تظهر عليهم أية أعراض.
وتخلص ماجوسن: "ننصح بتخفيض الوزن لكل من الرجال والنساء، وبما أنَّ مؤشر كتلة الجسم المرتفع يبدو أكثر ضرراً بالنسبة للرجال لذا يبدو أنَّ التحكم في الوزن لديهم ضروري خاصة لذوي الوزن الزائد والسمنة المفرطة".
عن ساينس ديلي