ريسان الخزعلي
كثيراً ما تُطرح بعض الأفكار والمفاهيم من أجل معالجة أزمةٍ أو أزمات يواجهها المجتمع، أي مجتمع، في الشأن السياسي أو الاقتصادي أو الحياتي بصورة عامة. ويأتي مثل هذا الطرح من قبل أفراد أو جماعات مهما تباينت لديهم المستويات المعرفية والثقافية والتخصصية .
وغالباً ما يتباين ردُّ الفعل بين القبول والرفض بتعليلات يبررها كل طرف بما ينسجم مع الأهواء الذاتية الضيّقة من دون تحليل علمي منطقي يأخذ بنظر الاعتبار مصلحة المجتمع العامة .
إنَّ الأفكار والمفاهيم لا تمتلك الصفة الثابتة المطلقة – غير القابلة للتبدّل والتغيير – وإنما تتغير وتتحوّل بصورة مستمرة تبعاً لتغيّر العصر وتقدُّم المفاهيم ذاتها. ومن هنا، كيف لنا أن نقيّم الأفكار والمفاهيم التي تُطرح، سلباً أو إيجاباً؟.
في توصّلات علماء الاجتماع، كان الإجماع واضحاً على أهمية الأفكار والمفاهيم مهما كانت درجة التقييم كونها حجر الزاوية في بناء النظرية الاجتماعية، والتي بواسطتها يُمكن للعلم أن يوجد الفرضيات والاستنتاجات التي من خلال فحصها ودراستها وتقييمها يمكن تحويلها إلى نظريات، حينما تتوافر هذه الفرضيات والاستنتاجات على درجة عالية من المعوليّة والصواب والشرعية. أما الشروط الأساسيّة التي يجب أن تتوفر في الأفكار والمفاهيم عند اختيارها فهي: الوضوح، الدقّة العالية، نجاحها في التجريب والتطبيق، طواعيتها في بناء النظريات التي تستطيع تفسير المشاكل المطلوب دراستها ومعالجتها، قوّة صمودها أمام النقد، نسبة مقبوليتها المجتمعية وبما يحقق المصلحة العامة، قدرتها على الاستمرار مع المتغيرات التي تحصل في المجتمع، قابليتها على التطوير والتحديث .
إنَّ أهمية الإشارة هذه تكمن في حُسن النوايا التي تطمح لها، كي ندرس الآراء والمفاهيم التي ازداد طرحها بطريقة غير مسبوقة في بلدنا بعد عام 2003، ونحللها وفق المعايير السابقة لغرض الوصول إلى ماهو ايجابي ونافع، خدمةً للمصلحة العليا.