ماري وولستونكرافت

ثقافة 2021/04/26
...

  بغداد: الصباح
 
تعد ماري وولستونكرافت التي يصادف اليوم ولادتها 27 أبريل 1759 من أوائل الكاتبات اللاتي طالبن بحق النساء في التعليم في القرن الثامن عشر، إذ كانت من مؤسسي الفلسفة النسوية ولها تأثير كبير في مسار الحركة البريطانية للحصول على حق النساء في التصويت.
ولدت وولستونكرافت في لندن كطفلة ثانية بين ستة أولاد، ومن ضمن أسرة بدلت ست مرات منزلها في خلال تسعة أعوام، وعانت من عنف الوالد الذي كان يعد أن النساء خلقن لاستعبادهن، ولما بلغت الثامنة عشرة من عمرها. أصرّت على أن تكون لها غرفتها الخاصة كي تنصرف إلى المذاكرة والقراءة، قبل أن تغادر أسرتها لتعمل رفيقة لأرملة شابة سعياً وراء كسب المال. الا أن صحة والدتها تدهورت، ما استدعى عودتها إلى المنزل ومن ثمَّ بدء ثورتها العارمة، لتحاول اصلاح النظرة الذكورية الى دور النساء وحصرهن في مهمة الخدمة المنزلية من دون منازع. 
وما زاد في الطين بلة ان شقيقتها الصغرى إليزا تزوجت هرباً من عنف والدها لتقع في مكيدة العنف الزوجي. 
تزوجت رجلاً أمعن في تعذيبها ولم تعرف ماري بحقيقته وبالجحيم الذي عاشته شقيقتها، حتى ذهبت لتساعدها بعد ولادة ابنتها الصغرى. جعلتها تطلّق زوجها، ومن ثم توجهت معها ومع صديقتها القديمة فاني بلود إلى منطقة ريفية بريطانية وأسسن مدرسة للبنات.
تزوجت الرسام المكسيكي (مانويل رودريغيز) وانتقلت معه إلى باريس، حيث تعرفت على فنانين مثل (بابلو بيكاسو، وجورج براك، ودييغو ريفيرا، وغيرهم)، ولكن موت ابنها الوحيد بعد أشهر قليلة من ولادته دفعها للانفصال عن زوجها.
بعد أن عادت إلى مكسيكو وانغمست في الحياة الفنية، تميزت بأفكارها ومواقفها الاستفزازية. أسست أيضاً الرابطة النسوية لمكافحة الإدمان على المخدرات، وكذلك انضمت إلى غيرها من النسويات للحصول على تصويت المرأة والمساواة في الحقوق مع الرجل، والوصول إلى العمل ودعم الأمومة، والحق في امتلاك الأرض والتعليم.
في السنوات الاخيرة من عمرها، ابتعدت ماريا عن الحياة العامة.. عزلت نفسها ولم يكن في حياتها المتبقية سوى الكتابة والقليل من الرسم.
اشتهرت بكتابها "دفاع عن حقوق المرأة" (1792)، فضلا عن عملها كموديل لشخصيات مثل دييغو ريفيرا الذي خلدها في جدارية La Creation  وظهرت في دور ملهمة الشعر.  توفيت العام 1797 في منزلها في مكسيكو.