النشيد الوطني

آراء 2019/02/13
...

باسم عبد الحميد حمودي

أرجو ألا تكون لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب الموقر قد أتخذت قرارا ما بشأن اختيار الشاعر المؤهل لكتابة (النشيد الوطني) الجديد وباختيار المطرب الخاص بأداء هذا النشيد الذي نريده حيا باقيا لا يتغير بتغير الأنظمة والوزارات والمجالس النيابية. نريده نشيدا حيا يحكي مجد العراق وعنفوان شعبه وصبره التاريخي الجميل واكتمال جماله 
عبر العصور.
إن الشعوب الأخرى قد اختارت أناشيدها الوطنية لغير سبب وسبب, فما زال نشيد جمهورية الجزائر حيا مشرقا يصور سنوات نضال الشعب وانتصاره التاريخي على الاستعمار, وما زال نشيد المارسييز الذي أبدعه  الضابط (روجيه دي ليل) وسار به مع جنوده من مارسيليا الى باريس حيا يحكي نضال الشعب دون أن يتغير منذ عام 1789 حتى يومنا هذا.
الأمثلة كثيرة على خلود الكثير من الأناشيد الوطنية في العالم, وقد أصيب المجتمع العراقي بلعنة طغيان الحكام ومزاجيتهم في كثير من الأحيان في العصر الحديث, وآن لنا اليوم أن نستمتع بنشيد وطني مبهج وأخاذ وتاريخي يقدم لهذا الجيل وللأجيال القادمة من العراقيين صورا من حيويتهم وأمجادهم وحبهم لوطنهم, بحيث يظل نشيدا حيا يعيش في وجدانهم, يردده الصغير والكبير جيلا بعد جيل. أقترح هنا أن تعد لجنة من النقاد والاساتذة والنواب (ليس فيهم شاعر) هذا النشيد, وان يختار هؤلاء مقاطع من قصائد ومقطعات شعرية حية من ملحمة كلكامش التاريخية ومن الجواهري العظيم ومن شعر محمد سعيد الحبوبي من شعر شاعر أو شاعرين محدثين. هذه المقاطع الخمسة أو الستة تجتمع في قصيدة جديدة مفردة فيها العراق اسما ومجدا وجمالا وأناقة 
ورهافة احساس. قصيدة يجتمع فيها الحب كله والعراق كله والحنان كله, لاتقف عند شاعر أو عصر بل يتجمع فيها الشعر كله بتآلف جميل لتكون النشيد
 الوطني المأمول.
واقترح هنا أن يكون اللحن الخاص بالنشيد موزعا من الحان ملحنين مهمين منهم  الاساتذة: محسن فرحان ونصير شمه والشكرجي, ان يلحن كل ملحن منهم مقطعا من المقاطع المختارة, يقوم موزع رئيسي منهم برسم صورته الاخراجية المطلوبة ليكون النشيد حيا وكثير الشد والقبول.
المطلوب من مجلس النواب الموقر أن يستمع الى هذا المقترح الذي لايبغي مجدا فرديا ولا ينشد الا وجه العراق الاشم وصورته التاريخية المشرقة.